التنوع والاختلاف طاقة بمسارين, تكمن فيهما أقصي قدرات الأعمار وأسوء ألوان الدمار والخراب, والمجتمعات هي التي تنتقي أي المسارات أو الدروب لتسلكه, وأي نظام حياتي لا يمكنه أن ينال النجاح دون إدراك الانتماء للذات الواحدة والمشترك الواحد, ونحن جميعا (احراطين, أكور, معلمين, بيظان)
وغير ذلك من الهويات والجزئيات الفرعية والفئوية نشكل فسيفساء ولوحة جميله لتنوع أصيل تكرمت به طبيعة بيئتنا الوطنية، وتشكلت من خلاله هويتنا وذاتنا المشتركة الواحدة, التي بفضلها صمد بلدنا في وجه كل الادعاءات الطامعة في خصائصنا الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية.
إن تنوعنا العرقي والفئوي والفرعي واقع يعتز به تاريخنا الوطني ولا يشكل خطرا علي حاضر ومستقبل بلدنا ومجتمعنا, بل إن الخطر القاتل يكمن في تضخم الخصوصيات العرقية والفئوية والفرعية نتيجة مؤثر خارجي, فتتورم هذه الخصوصيات وقد تنفجر في وجه الذات الموريتانية، وهنا يبدأ الوهن والاغتراب والتصدع وفد تنتقل العدوى إلي صميم الهوية الوطنية والذات الواحدة المشتركة.
وإذا ما فقدت هذه المكونات والفئات رزانتها الوطنية بالمفتعل من العداوات والكراهيات والأحقاد فلن يبقي من هوية الانتماء الوطني الذاتي الواحد إلا نوبات خجولة لدى مجموعات قليله لا زالت تتنفس رغم الخراب من رئة الذات المشتركة الواحدة.
إن بيرام ومحمد وصار والشيخ سيد أحمد ومسعود وجميل وولد بربص وأحمد وصالح وببكر وبيجل, موريتانيون رغم اللعب علي حبال الزمن الرديء ومطارده التاريخ واستحضار أسوء ما فيه, لأن هيمنه الهوية الوطنية رغم الإحباط راسخة في عمق الذات الموريتانية رغم محاولات تلويثها.
حفظ الله فئاتنا وأعراقنا وفروعنا التي نتمنى أن تكون كطبع النخيل لأنه مهمي طال سعفه وقوي عوده ينحني ليحمي جذوره وأصله.
وعاشت موريتانيا.