الموت كائن عصى على الفهم متبلد المشاعر يختبئ بالقرب من ضحاياه دون مراعاة لزمان اومكان أومقام ,و"الموت حق " عند أتباع الديانات التوحيدية و"حتمية ماديه وموضوعيه" عند أتباع العقائد الوضعية ,والحزن على الموت والحسرة على ضحاياه شعور انسانى مشترك بين الجميع بغض النظر
عن دياناتهم وأعراقهم اوالوانهم, ونحن آذ نحزن اليوم على فارس ترجل قبل الأوان , ونعنى الشقيق والصديق والمربي الفاضل , والمواطن الصالح الدكتور محمد ولد احمدو بمبه عميد كليه العلوم الاقتصادية والقانونية, فإننا نشق جيوب أقلامنا ونلطم خدود صفحات مواقعنا وجرائدنا,متحسرين على رحيل قامة علميه موريتانيه كبيره, لمعت في سماء وطننا لتنير استبداد ظلام الجهل وتنشر نور العلم وأخلاق العلماء.
لقد كان الراحل قدوه وحذوه يحتذي بها إن على مستوى الجهود التي بذلها في طلب العلم ونيل اعلي الشهادات اوالعطاء الذي وهب به علمه , والرعاية التي أحاط بها طلابه, كان علم الرجل ومقامه يتوارا خلف تواضعه ودماثة أخلاقه وقربه من الجميع , يقول عنه زميل دراسته في مصر الناجي ولد بالعمش(عشنا مع ولد احمدو بمبه أحلك الظروف وأقساها انقطاع المنح وانعدامها لم نراه يوما يغضب ا ويشتكى اويتذمر كانت الابتسامة لا تفارق وجهه ,كان يلهمنا بصبره وسعه صدره). كان الفقيد مخلصا في عمله متفانيا فيه وطنيا بفطرته وتربيته ينتمي لكل الجهات والفئات والأعراق ,يؤمن فقط بجهة واحده وفئة واحده وعرق واحد"موريتانيا للجميع وفوق الجميع".
كانت أراء ه تستند إلى قدر كبير من التروي والحكمة, و أفكاره انعكاس لعقل متقد وفكر عميق,يضفى على النقاش هيبة ووقارا وإذا شعر بحده اوعصبيه ينكفئ بهدوء واحترام دون إحراج للمقابل. اسمح لنا آخى محمد فقد فوجئنا برحيلك قبل الأوان , يقول احد الفلاسفة :"اكره الموت قبل الأوان والموت بايدى المجرمين" كرهنا رحيلك وآنت الراعي للأصول دون وداع لأسر تك وحفيدك الصغير المفجوعين بفقدانك , واليوم نخاطبهم:التشبث بالصبر فالخسارة فادحه لاتعوض والمصاب اليم وجلل.