سلطة الموت / حدامي محمد يحي

حين تكتب عن مأساة إنسانية ضاعت بين محب للسطلة ، ومنتظر للحرية ، تخنقك العبرات ، وأنت تخط حروفك على جبين الأطفال الأشلاء ، والأمهات اللواتي لبسن الكفن ، ودخلن اللحد والسبب :{إرادة الحياة فتلقفهن الموت ضاحكا عن ثناياه }.

في سوريا الحبيبه {سلطة الموت}  ، منذ وجدت تلك الأسرة الحاكمة "الممانعه" والموت إنجازاتها الملموسة التي رآها المواطن السوري ، ووجد سكرات المنايا لحظة تسلم" زمرة الأسد الحكم " وما أطولها من سكرات !! ومما يقطع القلب كمدا أن "سلطة الموت السورية" تغني بالقدس وتاريخ الأمة العربية وحق المجتمع العربي في رسم حياة أفضل على جميع المستويات ، في حين علقت المواطن السوري بحبل مشنقة الموت ، فإما "الأسد" وإما "موت عاجل" ورحيل نحو المقابر".

ولم تكن الثورة السورية إلا ثورة كأخواتها في تونس ومصر وليبيبا واليمن ، أرادها الإنسان العربي ثورة لكرامته وحريته ليتطلع لمستقبل أفضل فسقطت أنظمة الاستبداد كسقوط ورق الشجر ، وبقي الحاكم السوري يصدر كل يوم "قرار الموت" وهو قرار لعمري لم ينج منه الصغير ولا الكبير  .

هي حرب بريه وجوية ، من لم يمت بالدبابه ، مات بالمدفعيه ، تعددت الأسباب والموت واحد. لاحصر ولاعد للمجازر التي ارتكبها نظام الموت السوري ، غير أن الأسد سار على سنة أبيه "ومن يشابه أبه فماظلم . ومامجزرة حماه سنة 1982م إلا كمجازر الإبن المنحدر من سلالة الموت التي لاتبقي ولاتذر ، حيث أعدم الأب الكثير في حماه ، وهدم البيوت ، وروع الآمنين ،ليعلنها حرب تحرير ضد شعبه الأعزل ، حتى لايبقى كافر بنظامه المجرم الغارق في دماء المؤمنين . ويعيش الأسد حين وقف خطيبا في نادي العرب وبعد حرب غزة العزة قائلا مامضمونه : {أيها الإسرائليون سنعلم كل طفل من أبناء أمتنا أنكم أعداؤنا}، كلمة ماأحب أن لي بها حمر النعم !! أعجبت كل عربي قح  ، حريص على دم بني جلدته في أرض فلسطين المحتله ، وتفاعل العرب مع كلمة "الأسد" الخطيب لأنهم اعتبروها كلمة عاطفية وبامتياز.

ويقتل الأسد نفس الطفل الذي أراد أن يعلمه بأن إسرائيل هي العدو الأكبر !! أي !!نعم قتله  ،وقتل أباه ، وأمه وعشيرته ، فسقاه كأس الردى قبل أن يرسله ليجاهد في سبيل الله .

ولسلطة الموت السورية مجازر عظيمة ، يقتل فيها الإنسان شر قِتلة ، يقطع رأسه ولسانه ، ويرمى بأعضاءه في الشوارع ، وبحجة كونهم "إرهابيين". بالله عليكم أي إرهاب كإرهاب شبيحة "الأسد" حتى بيوت الله غير آمنة من رصاص جيشه الذي لايرقب في مؤمن إلا ولاذمة . والعجب كل العجب أن يتشدق "نظام الموت" بغد مشرق للشعب السوري رغم كون كل الأخبار اليومية والتقارير تعلن أرقام قتلى وجرحى في صفوف المواطنين السوريين ، وكأن فلسطين جديدة ولدت . في تقرير سابق للأمم المتحدة كانت المعلومات التالية : - قتل 70 ألف رجل وامرأة وطفل، واختفى عدد مماثل لهم داخل سوريا، ولا يعرف ما إذا كانوا قد زج بهم في السجون أو تم التخلص منهم بوسيلة أو بأخرى. - نزح قرابة سبعة ملايين شخص من منازلهم التي تهدمت بفعل القصف الجوي والقتال على الأرض، الأمر الذي حوّل الدور إلى أنقاض لا تصلح للسكنى. - تشريد 4.25 ملايين شخص داخل البلاد، منهم 1.5 مليون يواجهون انعداما وشيكا للأمن الغذائي. - جرى إحصاء 3.1 ملايين طفل أصبحوا يعانون من العوز والفقر المدقع. - لجأ إلى البلدان المجاورة 1.3 مليون سوري (تتزايد أعدادهم كل يوم، وهؤلاء يعيشون في معسكرات لا تتوافر لأغلبها الحدود الدنيا للحياة الطبيعية، نظرا لشدة الضغوط وقصور الإمكانيات). - واجه 400 ألف فلسطيني لجؤوا إلى سوريا مصيرا بائسا، بعدما اضطر أكثرهم للجوء إلى الجيران مرة ثانية، وأصبح أغلبهم يعيشون في ظروف بائسة مزرية. - إلى جانب الخسائر البشرية والعمرانية الهائلة، لم يسلم من الدمار والتخريب التراث التاريخي النفيس في سوريا، والذي يضم أصولا مصنفة ضمن التراث العالمي، وبالتالي اعتُبر ملكا للإنسانية جمعاء. وما حدث لمدينة حلب التي دمرت فيها مئذنة الجامع الأموي والطرز المعمارية العربية النادرة والنفيسة التي تحفل بها، نموذج لتلك الكارثة الثقافية والحضارية التي خلفتها الحرب البائسة. ومهما تعددت وجوه الأنظمة ، واختلفت ألوانهم ، يبقى نظام الموت مجرما سفاحا ، يكتبه التاريخ ، وتتحدث عنه الأجيال ، وتتعلمه الأطفال في المدارس بأنه نظام بطش وقتل وشر مستطير .

حفظ الله سوريا .

14. يونيو 2013 - 11:04

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا