فارق دنيانا المرحوم الوالد "دمبه كالو"عن عمر مديد أفناه في طاعة الخالق وخدمة العباد جامعا بين النسك والتقوى والعمل الجاد من اجل وطن خامره حبه منذ نعومة أظافره فكان من ابرز بناته.
لقد تقلد الفقيد عدة مناصب إدارية تاركا بصماته خالدة في مختلف المجالات والجهات و شاهدة على مدى وطنيتيه ،وإيمانه الذي لا يتزحزح بموريتانيا وطنا لكل الموريتانيين،فكان أول مدير للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وقد عمل خلال تلك الفترة على نقل الصندوق من مدينة سنلوى السينغالية إلي العاصمة نواكشوط ،مما أسهم إلي حد كبير في تعزيز السيادة الوطنية الضعيفة في وقت كانت فيه البلاد قريبة عهد بالسيطرة الاستعمارية ،وهي في أمس الحاجة إلي مركزة مؤسسات تسدى خدمات بديلة لما تقدمه الأطر التقليدية للمواطن مثل الضمان الاجتماعي.
ومن أثار الفقيد المشهودة في مجال التقطيع الإداري في البلاد استحداثه لمقاطعة جديدة في ولاية اترارزة هي مقاطعة "الركيز" التي كان أول حاكم لها بعد أن اقنع السلطات بضرورة إنشائها، ويشهد له جميع سكانها حتى اليوم بالفضل ،والوطنية ،والعدل وقد حفلت فترته هناك بالإنتاج الشعري بعد أن انبهر الأدباء والشعراء بخصاله محاولين ترجمتها والإشادة بها في قصائدهم.
ويعود للراحل كذلك الفضل في بناء مطار" سيلبابي" الذي كان منشأة في غاية الأهمية بالنسبة لولاية "كيدي ماغه" نظرا لصعوبة الوصول إليها آنذاك عن طريق البر خصوصا في فترة الأمطار حيث قدم الطلب بإلحاح للرئيس المختار ولد داداه الذي لم يتردد في الاستجابة له لثقته التامة بان طلبات واقتراحاته كانت تلامس حاجيات المواطنين وضروراتهم الحياتية ،فشرع مباشرة في بناء المطار.
وفي ولاية لبراكنة وعلى طريق الأمل تنتصب قرية "شلخة دمبه" المعروفة التي أعطاها سكانها اسم الراحل تقديرا لما لمسوه فيه من فضل، وكرم، وخلق، وعدل، وإصلاح، ووفاء لجهوده الجبارة التي أفضت إلي حل نهائي وضع حدا لنزاع قبلي في المنطقة و أسفر عن بناء القرية المذكورة.
ورغم ما دونه الشعراء في أنحاء موريتانيا من إنتاج يحاول أصحابه الإشادة بخصال دمبه فإنني اكتفى هنا بعرض نموذجين نوعيين من ذلك الإنتاج الغزير الأول من الشعر الفصيح للقاضي ببها ولد احمد ولدمين رحمه الله يقول:
ألا قل للولاة قفوا فخلوا0000 سبيل المكرومات لد مبه كلو
سبيل قد تعهد وهو طفل0000 معالمه وليس به يضل
والثاني من الأدب الحساني للأديب احمد ولد سيد ميله رحمه الله يقول:
معد فين مد فكتات00000 يهل العارف يهل امبمه
دمبه عن صنكتن 00000وابكات صنكتن مافيه دمبه
عمل الفقيد كادراي قدم الكثير من اجل وطنه لم يشغله أبدا عن التفاني في عبادة المولى عز وجل بجد وإخلاص فقد كان مكانه في الصف الأول في المسجد معروفا ومحفوظا، كما عرف بالإنفاق ،ومساعدة الضعفاء والفقراء رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فراديس الجنان بين الشهداء والصالحين انه ولي ذلك و القادر عليه .
وإنا لله وإنا إليه راجعون