منطلق الفساد في هذا البلد والذي حطم مبادئ الوطنية وإحساسها في النفوس هو "المحسوبية": تقسم المحسوبية المواطنين الى نوعين:
1 ـ نوع مستفيد من الوضع القائم بحيث يكون له قريب نافذ هو وسيلته في الوصول الى مآربه وبالتالي لا وجود للدولة بالنسبة له ولا الوطن .. الولاء الوحيد يكون لذلك الشخص الذي أوصله الى تلك المكانة وللشخص الذي أوصله من أوصله الى تلك المكانة ـ ويغيب الاحساس بالوطن ـ
2 ـ نوع متضرر يرى قوانين اللعبة الواضحة أمام عينيه أنه في هذه الأرض لا يمكن أن تستفيد من أي امتياز إلا اذا كنت ذا وساطة ومكانة ومع غياب معايير العدالة والمساواة بين المواطينين ـ يغيب الوطن أيضا ـ ، يحسب هذا النوع نفسه بلا وطن لأنه لم يجد في هذا الوطن إلا الظلم والقهر ..
في كلتا الحالتين يغيب الوطن في النفوس ويتحطم وتتحطم معه الكثير من المبادئ والقيم التي شيئا فشيئا تتحول إلى سراب بل إلى سخرية .. لعلكم شاهدتم مدى سخرية البعض حين تحدثهم عن الوطن وعن #الوطنية
باب المحسوبية والذي يعتبر أهم باب للفساد وتنشأته وأول من فتحه في موريتانيا العقيد ولد الطائع وسيظل مفتوحا مادام ذيول ولد الطائع من يحكمون ويحكمون بنفس المنطق ، بل سيظل مادام الأغلبية يحكمون بنفس المنطق ويعتبرونه منهجا في الحياة العامة ..
وما لم تغلق فتأكدوا أنه لن يكون لنا في يوم من الأيام ما يسمى وطن.