ولد عبد العزيز "رجل العقد الأول من القرن الواحد والعشرين" هذا الغرض من أغراض الشعر العربي معروف لدي النقاد والأدباء عندما يعمد إليه الشاعر عن قصد ولكنه ليس معروفا في أدبنا العربي عندما يقع فيه الكاتب عن غير قصد نتيجة : - نعرة من صديق - أو نشوة من فرح - أو تلبية لحاجة كانت ملحة علي صاحبها - أو تصفية حساب مع خصم بعينه ، شيء من ذلك هو ما يوقع البعض في هذا الغرض دون معرفة أو دراية ..فهل ولد عبد العزيز رجل القرن الواحد والعشرين ؟
لنفترض جدلا أن الرجل كذلك ، فهذا الكلام يعني أنه يختلف بمقاييس موضوعية عن غيره من رؤساء العام كله أو علي الأقل من ترأسوا موريتانيا خلال هذا القرن ؟
يبقي أن نتساءل عن طبيعة هذا الإختلاف ؟
هل هو اختلاف في المؤهلات العلمية التي بحوزة الرجل: شهادة ختم الدروس الإبتدائية أو الإعدادية (لا أعرف) أم هو اختلاف في طريقة الوصول إلي الحكم : ثلاث انقلابات في عقد واحد لرجل واحد
الأول علي رئيس منتخب بذات الشرعية التي هو منتخب بها الآن (معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع)
والثاني علي أول رئيس مدني منتخب عرفته البلاد في هذا العقد الواحد والعشرين ( سيد محمد ولد الشيخ عبد الله)
والثالث هو الإنقلاب الأول من نوعه في هذا العقد علي الدستور ( وهو الإنقلاب الجاري الآن من خلال التنكر للجزء الثاني من اتفاق دكار الذي أوصله إلي السلطة وتمسكه ببرلمان منته الصلاحية ) أم أن الإختلاف هو في الجانب القيمي المتعلق بسمعة الرجل وممارساته الأخلاقية؟
فعلا لم يصل رئيس موريتاني في أي عقد من العقود إلي المستوي الذي وصله ولد عبد العزيز من حيث درجة الإتهام ونوعيته :- من قضية الرصاص وما أثير عن أماكن مشبوهة يرتادها الرجل - إلي رعاية تجارة المخدرات (بحسب زعم مامير) - إلي تبيض الأموال واحتضان المطلوبين الدوليين (كما أظهر الإعلام الأجنبي والمحلي) إلي غير ذلك مما لم يسبق أن اجتمع لرئيس في هذا العقد وفي هذا البلد أو غيره ).
نعود لما يقول الكاتب إنه إنجاز عظيم يضع الرجل في موقع فريد ألا وهو مساندته في تصفية حسابه مع رئيس عمله السابق واستهتاره وعنجهيته وفجائية اتخاذ القرارات لديه لمجرد سماع جحة طرف موالي له في موقف تملق واضح .
إن تصرف رئيس الكاتب "الأوحد في هذا القرن" إن دل علي شيء فإنما يدل علي عدم المسؤولية عندما يستجيب رئيس دولة لرغبة مواطن أو طلب شخص مهما كان في لحظة عابرة خلال مناسبة هامشية جدا وأثناء ظهور استعراضي دون تحري أو استيضاح أو تحقيق وبالفعل فلقد أراد الكاتب مدحه ، فذمه وأراد إبراز محاسنه ، فبرزت مساوؤه
وأخيرا أراد التحامل علي خصومه (اللما شاف اسم لا أتنعتول ) فقدم أفضل الأدلة وأوضحها في أن الإختلاف الذي قصده لايمكن إلا أن يكون سلبيا كما هو مشاهد للجميع ...لكنه الذم بما يشبه المدح "الغير مقصود" وهو ربما غرض جديد في التملق السياسي وليس في الشعر العربي