دأب خريجو جامعة نواكشوط على تنظيم حفل تخرج يدعى إليه الأهل والزملاء ويكون مناسبة فرح وسرور للعائلة والأصدقاء وتأتي التهانئ من كل حدب وصوب , ويستبشر بها جميع الأقارب ويرتفع العداد لخريجي الجامعة وكذا العاطلين .
وفي هذا الأسبوع بدأ الخريجون يعدون حفل التخرج هذا الذي أصبح عادة ويقيمونه بجهدهم الخاص , ولا تذكر مساعدة من الجامعة,هذا الحفل أصبح حلما يراود كل مرتاد للجامعة من سنته الأولى ويطمح إلى الوصول لهذه اللحظة السعيدة من الحياة . لكن الحلم والشعور بالشهادة ينتهي بعد نهاية حفل التخرج مباشرة , ذلك أن الخريج مخير بين أمرين :
ـــ إما أن ينضم إلى صفوف العاطلين زملاءه الذين سبقوه , فيكون قرع أبواب وكالات التشغيل ومتابعة مواقع المسابقات شغله الشاغل , وأحيانا تبادل الحديث مع العاطلين
ـــ وإما أن يواصل دراسته في الخارج وتلك مشكلة كبرى , فمع غلق أبواب الوكالات التي كانت تساعد الطلاب على التسجيل في الخارج أصبح من الصعب مواصلة الدراسة في الخارج مع غياب منحة تخفف من أعباء الطالب . وفي جامعتنا الفتية مقاعد التسجيل محدودة والوسائل متواضعة كتواضع الخريج أمام واقعه المرير .
والغريب في الأمر أن نظام " L m d " الذي تبنته الجامعة منذ سنوات من أهدافه تكوين الطلاب على حاجيات ومتطلبات سوق العمل , ومتابعة مساراتهم بإنشاء دليل سنوي يسمح باستغلال أفضل للبيانات الإحصائية للجامعة .
وتزداد المشكلة عندما يكون الخريج المسكين يتكبر عن أعمال لا تتناسب وشهادته فيفضل الجلوس في المنزل وزيارة المواقع والوكالات ليعيش الأماني والأحلام دون أن يولى له أي اهتمام من طرف الدولة ولا حتى أدنى تعاطف . فيصبح حفل التخرج بداية المأساة والقلق له ، ولأهله وأصدقائه الذين مازالوا يستعيدون ذكريات التخرج الجميلة .
وبهذا يصبح الخريج ضحية سياسة ممنهجة لا يبدو أنها ستحل في القريب وليس هناك من يبحث عن حل لها للأسف , الأمر الذي يؤكد أن حامل الشهادة في بلادي مصيره مصير من لا شهادة له . !! ؟
ولعلنا نحن سالكي الدرب أفضل ما نواسيهم به بيت من الشعر الجمــــيل :
يا نائح الطلح أشباه عوادينا ..... نشجي لواديك أم نأسى لوادينا
محمد يسلم الشيخ طالب بجامعة نواكشوط