اسطورة خالدة، حملت إسم وعلم موريتانيا علي صدرها، بنجمته وهلاله بداية نشوء الدّولة الحديثة ، وطافت حول أصقاع الدّني وعادت بالميداليات الذهبيّة ، رفعت راية موريتانيا خفّاقة بين رايات الأمم ،غنّت تحت الأرض في سدنى الاسترالية وفي جنوب افريقيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية،
وفي أربا. ظلت تنتقل بين اطراف المعمورة ...بنبرتها الملائكية الصافية التي وهبها الباري سبحانه.... تغني : هللي موريتاني ما ذاك إلا ــ ومضة من سراجك المتلالي ،وتغني "موريتاني يا وطني،" بكل صدق...!!
ط لقد ولدت كتوأم للأمّة الموريتانية مع الإستقلال لاول 1958م ، سليلة الأدب والفنّ والقيّم" لحن لها سدات ولد ابه ، (أب الدّولة الجديدة والطّفلة الوليدة ) نشيدها، الوطني ،والأخلاقي- ،ليزرع في نفسها وطنيّة النّخاع ، كي تظل (مورتانيا) في ذاكرتها أسطورة الأبد الخالدة .! لقد حصل لكل فرد من افراد شعبنا الموريتاني ذكريات ، و لحظات تجمعه ، من قريب، او بعيد مع سيّدة الغناء الموريتاني "ديم منت سيدات ، فكانت هي في نفسها تمثل القيّم العالية في غناءها ، وعشقها لوطنها ، وكبرياءها ، وسخاءها، وبسمتها الهادئة، وظلّت موّطّأة الأكناف ، تالف وتؤلف ، بارّة لوطنها حتي اخر لحظة من حياتها ،بارة لأمها التي ساعفها في مرضها الي ان اختارها الرفيق الأعلي ،وبارّة لأبيها الشيخ الوقور الذي شهد امام العالم وقال بملئ فيه (ان ابنتي ديم ، كانت برّة بي، لقد رفعت رأسي في حياتها، ورفعت رأسي في مماتها ، إنها مفخرتي امام العالم....) كانت مصدر البهجة ،والسرور ، والحب ، لكل البائسين والفقراء داخل الوطن وخارجه ، في غربة المغتربين ، ظلت كذلك علي مدي عمر الدولة المديد ، فما ردت من قصدها بحاجة ، وما دعيت يوما الي استجابت لضميرها، وكانت الدّنيي في يدها تنفقها بعزّ ولم تكن في قلبها الذي وهبته خالصا لإسعاد أمـــتها لقد صنعت لنفسها.. تاجا مرصّعا بماسات الحب في قلوب الملايين ووضعته فوق تمثال التاريخ ،سطّرت اسمها (قيّام فالهول! اخرة الغنــــــاء!) ، ذرفت دموعها الحارة في مساء الثامن والعشرين نوفمبر من عام 2010 ، وهي لا تدري ان تلك الدّموع كانت في محلها ،عندما كانت تغني في خمسينية الاستقلال الأخيرة لها بين، ظهرانينا امام الجماهير وعلي الشاشة ، وفجأءة تمتزج احاسيس حب الوطن الشديدة ،وذكريات الماضي البعيدة ،مع نبرة الغناء التليدة، فجاشت السيدة الحنون ولم تتاملك من البكاء..! زخات الدموع امام الكاميرات عندما احست ان التاريخ يمضي مسرعا رغم انها ماتزال في اوج العطاء في وطن يتنكر لأبنائه الصّلحاء ، ورحلت بكبريائها كالنخلة الشامخة تموت وهي واقفة ...! يوم الرابع يونيو 2011 بعد ستة اشهر من كتابتي لمقال عن ذلك المشهد المهيب ، هو "الاستقلال والدّموع "، رحلت من برورها الي جنّات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. انشاء الله تعالي... القائل: في الحديث القدسي :( يا بار إفعل ما شئت ..فإن مصيرك الي الجنة ...الخ)