منذ بدايات الديمقراطية سنة 1986 تحركت الجماهير في عموم التراب الوطني الموريتاني رغبا في التمثيل السياسي بالترشح و الانتخاب مما زاد من طموح الحالمين بترف العيش ورغده والدائبون على التزلف لسدنة النظام السياسي أي نظام ؟ .
وما هى الاجولة واحدة حتى تربع فال ولد المختار ولد السالك الاخ الشيق للرائد المرحوم جدو ولد السالك على عرش بلدية النعمة باسم لائحة "الزر الساحل - اللائحة الخضراء" التي تضم على وجه الخصوص تحالف اولاد بله وتنواجيو واولاد سيدي ـلكبيتات وهم بالمناسبة القوة الضاربة على مستوى البلدية حتى يومنا هذا.
ولد هذا النجاح مخاوف كبيرة على ما يبدو، واعاد إلى الاذهان الحديث عن قدرة القبيلة وكثرتها وحسن جيرتها وصبرهاعلى المناورة وان ماضيها القريب في السيطرة على المنطقة قد تعيده الديمقراطية في لمح البصر وأنه لابد مما ليس منه بدا تفتيت تلك القبيلة فتم صدور قرارا اداريا تتبع بموجبه مكاتبنواودار التي تضم لكليبات ، الكنبه،و انياية إلى بلدية اشميمالواقعة 40 كلم شرق النعمة وهي البلدية الوليدة ونوادار اسس سنة 1938 م وتابع اداريا لمقاطعة ولاتة .
رد اولاد بله بالرفض على القرار وطرحوا مطالبهم المشروعة في الحصول على بلدية في نواودار رافضين في نفس الوقت استقبال أي مكتب باسم بلدية اشميم رغم اكتمال التقطيع البلدي القروي. فرح الجميع بالتقطيع الاداري فسميت بلديات ساكنتها اقل من اصابع اليد الواحدة، بل ربما بلا ساكنة في بعض المواسم وعاش الجميع على الترشح واثبات الوجود مناورة ومسايرة بالتطبيل والتهويل ؛ بالمقايضة والمحاصصة وظلت قرى اولاد بله في عموم التراب الوطني بلا تمثيل السياسي .
منذ ذلك الوقت، وجد المتآمرون على الشرف والحقيقة الجاحدون لماضي من هو اهل للذكر والتقدير والانصاف ضالتهم، فدجنوا الادارات المحلية وسحروا اعين الناس بالزيف واسترهبوهم بالمكر والكيد فصالوا وجالوا في الولاية بما يشبع غرائزهم المشينة، ضاربين عرض الحائط ما ظل إلى وقت قريب شرعة ومنهاجا نافح عنه الاجداد وعضد عليه الاحفاد فزرعوا من السوء ما يعزعن الوصف .
لكن للصبر رجاله ، وقد صبروا على ظلم ذوى القربى ولم يشكوهم ضعيف ولا عابر سبيل ولم يفوتوا فرصة الا طرحوا معناتهم وشرحوا ما لحق بهم من اقصاء تعمدته الادارات المتعاقبة حتى ازفت ساعة الفرج مع مجيئ السيد محمد ولد عبد العزيز إلى مدينة ولاته مترشحا للانتخابات الرئاسية سنة 2008 ، ساعتها علت الوجوه البشرى ولم يتخلف عن الرئيس احد من اولاد بله تعهد بإنصاف القبيلة وقد اوفي ليس على مستوى ولاتةفحسب، بل على مستوى تشيت والنعمة وجكنيوالطينطان ولعيون وكوبني و تامورت انعاج.
ذهب فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى ابعد من ذلك ـإلى العمل ـ على محو آثار خمسين سنة من التهميش لم تحظ القبيلة فيها بتعيين ولورئيس مصلحة واحدلان الجزء الثاني من مخطط اقصاء القبيلة كان اخراجهم من دائرة التأثير أي منعهم من تقلد الوظائف السامية في الدولة. أيها الرئيس ، لقد انجز حر ما وعد فلن تنسى اولاد بله وهي القبيلة التي خرجت عن بكرة أبيها دعما لبرنامجكم الانتخابي دون قيد أوشرط تلك اللفتة الكريمة و القرار العادل الذي اعاد الامل إلى من انتزعوا مواطنتهم و وطنيتهم ومنعوا حقهم في المشاركة في خيرات بلادهم وقرارات سادتهم . لن ينسوا أبدا انهم بلغوا سن الانتخاب بصدور قراركم الميمون هذا، فلا يزال البلاوي يعيش لحظات زيارتكم لقرية آقريجيت واصراركم على تلك الزيارة للوقوف على حقائق اولاد بله في عقر دارهم وحضارتهم الضاربة في القدم، حيث كانت الزيارة اصدق تعبير عن وفائكم وصدق نيتكم لبناء موريتانيا بكل افرادها وترابها. وفي الختام، من السذاجة بمكان، أن يظن البعض أننا لا ندرك أن معارضين قدماء جدد باتوا لياليهم وايامهم يمكرون للحيلولة دون اتخاذ مثل هذا القرار وانهم سيواصلون نفاقهم وتزلفهم لإلغائه أو التقليل من شأنه .
لكننا ماضون بعون الله صحبة الرئيس ووزيره الاول لجعل موريتانيا تسع الجميع دون كيد ولا احقاد. والله ولي التوفق والقادر عليه.