ما وقع في مصر من انقلاب على الشرعية، وقبله محاصرة حكومة حماس وإسقاطها، وقبل ذلك الانقلاب على الانتخابات التي فاز بها التيار الاسلامي في الجزائر، كلها رسائل واضحة من الغرب الكافر وعملائه وخلاياه الحية والميتة التي تسكن جسم هذه الامة، مفاد تلك الرسائل:
أن كل ما له علاقة بالإسلام مرفوض في عالم الكفر والالحاد هذا.
أن الغرب قد زرع من العملاء ما يكفي لتنفيذ أجندته متى شاء وكيف ما شاء.
أن العسكري الذي يتخرج من الكليات الحربية في الغرب، والذي ينهل من الثقافة والاخلاق الغربية إلى حد الثمالة، لن يكون ولاءه إلا لتلك الثقافة، فلا حظ له من الاسلام إلا مسمياته.(الام غربية كافرة والخالة غربية كافرة والزوجة غربية كافرة، والصديقة غربية كافرة...).
لكن ردي على تلك الرسائل هو:
"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ".
أقول لأهلنا في مصر إنما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها، رغم أني لست ممن يحبذ العنف ولا من دعاته؛(لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم).
إن هذا الاسلوب في التعامل مع "الحركات الوسطية في الصحوة الاسلامية"، لاشك سيكون له انعكاسات خطيرة تمس الغرب في عقر داره، ناهيك عن أذنابه في عالمنا الاسلامي.
أخشى ما أخشى منه- أكتبها وقلبي يعتصر ألما- على ما يجري في أرض الكنانة، هو أن يكون هذا الاقصاء الممنهج للتيارات الاسلامية في حقها في ممارسة السلطة، أن يكون بداية الخراب على مصر.
قد يدفع هذا التصرف الأرعن من قبل ضباط في الجيش المصري، وبابا وأزهر، بالكثير من شبابنا إلى حمل السلاح دفاعا عن شرعية مغتصبة، فيزهق في سبيل ذلك أرواح كثيرة، وقد يأتي على الاخضر واليابس.
أرى في الافق نموذجا جزائريا يلوح في سماء مصر، فالغرب وعسكره في عالمنا لم يستوعب بعد درس الجزائر.
اللهم إنا نجعلك في نحور أعدائنا، ونعوذ بك من شرورهم.
حفظ الله مصر وأهل مصر.