الجيشان كلاهما انقلب علي رئيس مدني اختاره الشعب بمحض إرادته في انتخابات ديمقراطية شهد الجميع بنزاهتها في الداخل والخارج.
غير أن الجيشان لم يحترمان إرادة شعبيهما واختارا رجوع البلاد إلي نفق مظلم لا تعرف نهايته...
فالجيش الموريتاني لم يكن حياديا ولا بعيدا عن الأحداث السياسية،بل كان المتحكم الأساسي في مفاصل الأمور السياسية للشعب الموريتاني، منذ الاستقلال و حتي انتخاب أول رئيس مدني في البلاد عام 2007.
وحين تباشر الناس بدخول البلاد في عهد جديد يري فيه الجميع ذاته،فإذاهم بالعسكر يصوب سلاحه نحو القصر الرئاسي ويغتصب السلطة وينصب نفسه حاكما للبلاد،حيث انحرفت موريتانيا حينها عن الطريق الديمقراطي،والي اليوم وهي تعيش خلافات بين أطيافها السياسية،ولا يعرف إلي أين سيصل بها "قارب" العسكر المتمسك بالحكم..
أما الجيش المصري فقد خيب آمال الكثيرين ممن كانوا يرون فيه المنقذ والحامي للبلاد،حتى فاجأهم بانقلابه علي الديمقراطية،وخلعه لرئيس انتخبه الشعب بكامل إرادته.
فهل يكون الجيش المصري مدركا لخطورة ما أقدم عليه،وأنه قدم خدمة مجانية لأعداء الشعب المصري،خاصة الصهاينة..؟
هل يعرف ما هو مستقبل مصر بعد الثالث من يوليو؟وما الذي دفع الجيش المصري إلي فعلته تلك التي تضع مصر الحبيبة أمام نفق مظلم،لا تعرف نهايته؟،هل ما قام به الجيش كان نتيجة لاملاءات وضغوط خارجية؟،هل كانت أمريكا وراء ما يجري في مصر؟ أيحقق عسكر مصر للولايات المتحدة ما لم يحققه حسن مبارك، حول تنصيب "البرادعي: رئيسا لمصر..،مثلا؟؟.
لماذا لا يمهل الجيش الرئيس المنتخب في مصر بعض الوقت حتى يجنب البلاد والعباد خطر الفتنة ..؟،ألا تكون مصر الشقيقة الآن مجهولة المصير تماما؟،مالذي سيحصل في الغد؟ومن يضمن عدم احتكاك الطرفين في الشوارع والمدن والأسواق والأماكن العمومية..؟، كلها أسئلة ربما نجد لها جوابا في الأيام القادمة.
آه علي شعبنا العزيز في مصر، أم العروبة والإسلام؟،آه علي الشعوب العربية،فهي بين سندان الحاكم المستبد ومطرقة العسكر المنقلب دائما علي الشعب وثوراته وخيارا ته.
فهل كان محكوم علينا نحن الشعوب العربية أن نعيش هكذا،خانعين للمستبد وإذا ثرنا عليه وحلمنا وتحقق حلمنا،فإذا نحن بالعسكر ينقلب علينا ويحطم أحلامنا،لا لشيء إلا أننا نريد الحرية والكرامة!!!.
لماذا تختار الشعوب الغربية رؤساءها ويستمر حالها،ونختار نحن رؤساءنا ولا يستمر حالنا؟،فهل المشكل فينا أم في عسكرنا؟،وكأن الشعوب العربية مكتوب عليها أن تعيش ذليلة مقهورة محرومة ومطهدة...يا سبحان الله الشعب الذي صنع أكبر الحضارات عبر تاريخ البشرية،يذبح اليوم ذبح الخراف.
وأخيرا ان الذي جري ويجري في مصر من انقلاب على خيار الشعب، وما حصل قبله لحركة "حماس" وقبل ذلك انقلاب العسكر على الانتخابات التي فاز بها التيار الاسلامي في الجزائر،وكل الذيتعيشه الأمة العربية والإسلامية يراد به إركاع هذه الأمة وإبقائها خارج الركب الحضاري العالمي..