ابتداءً : كل الشرف والتضامن مع فرسان غـــزة الذين يعيشون تحت اللّهيب يباشرون الدّم ويدفنون فِلذات أكبادهم ويُصَلون عليهم في باحات المشافى,يقومون به مرّات ومرّات في اليوم الواحد وفي الّليل المدلهم بعدما قطع المعتدي الضوءَ والماءَ والوقودَ تخمينا منه أنه يُنجيه لكن هيهات .
إنهم يتنفسون البارودَ ويدكّون العدو بالياسين 105 ، يتوقون إلي الدّرجات العلا من الحرية, يُسطِّرون من خلال طوفان الأقصى المبارك علياء بحاجة إلي الاسترداد .
يتلقون آلاف الأطنان من القنابل العنقودية والفسفورية بأجساد عارية ورغم التفوق في الآلة العسكرية يجعلون الأعداء يتَذوَقون الويلَ والعارَ.
لقد فرضوا معادلاتٍ وبيَّنوا أن الطّيران والقنابل لا تُميتُ بل الموت الحق هو موت ضمير وطموح الأمّة وهو يُسْتجارُ بالله منه.
أجزم أن ما تم سكْبه من النار واللّهَب لو صُبَّ علي نيويورك أو باريس أسبوعا وحدا استسْلمتا من دون شروط .
إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي لا زالت إلي اليوم تطغي علي الأخبار وتحظي بإدانة كل العالم لم تخلفْ ثلث القتلى في الحرب علي غزة بمباركة الجميع إنه تناقضُ الأمم حين تدّعي الإنسانية والحضارة وهي منهما براء.
لقد أظهرت غزوةُ طوفان الأقصى مفاهيم جديدة في علم العَسْكر ستُدّرسُ في الكليات الحربية:الخنادق-،المسافة صفر....(مفهوم المسافة صفر مفهوم جديد من اختراع أهل غزة الأبية).حيث الصفر لا يعني العدم .
لقد تَكسّرت ومُزقت أسطورة :الجيش الذي لا يقْهر ورواية التفوق الجوي وزرْعِ الارْتِياعِ في الأمة العربية والإسلامية من خلال الطيران والتحالف مع الأمريكي ويستشهدون عليه بحربي 1948و 1967وحتي 1973.
كل ذلك أصبح من الماضي حيث مرَّغَ طوفانُ الأقصى أنف المحتل وأحْدثَ فيه انكسارا معنويا وأخلاقيا لن يكون من السّهل تجاوزُه. .
ومن عقبى هذه الوثبة بل الغــزوة أنها أظهرت الولايات المتحدة على حقيقتها الشرّيرة والغربَ على نِفاقِه الوضيع حيث التناقض البينُ في ردة فعلهم في الحرب في أكرانيا وفي قتلي Charlie Hebdo وتوفيرهم غطاءً للصهاينة في غزة لذبح من فيها من الأطفال والنساء والشيوخ.
لقد تبين أن الفرقاطات والغواصات والنووي ,تبين أن الكل لا يخيف أصحاب الإرادات الحية الذين يؤثرون الموت مع الكرامة علي الحياة الدنيئة والذلِ .
فرقٌ كبيٌر بين من يرتجي الموت ويري أن الشهادة مفتاحُ الجنة ومن يحلم بالعيش في المتنزهات والفنادق خماسية النّجوم.
سيُسَجل التاريخُ تلك الملحمة النادرة بل الغــــزوة المباركة في كتاب البطولات والعلياء كفاتحة بينت للأمة أن الحرية متاحة وممكنة شرط القفز نحوها.
لقد أميط اللّثام عن زيف الدّفاع عن حقوق الإنسان والضمير و الأنْسَنة و نحوها من ما دأب الغرب على رفعه زورا وبهتانا.
غـــزة المعجزة بل غـــزة المعجزات ،غـــزة الخالدة غــــزة شرف الأمة ،غـــزة الــــغزوة , لقد أنْبَتِ من النّجاح والخلاص والكبرياء والشموخ فوق المنتظر من كل الأمة.
لا مجد أجلَّ من شرف صُنّاع المسافة صفر والياسين 105الذين تفوح أضرحتُهم مسْكا من تحت الرّكام كما روَوْا علي عكس عفن جثثِ المحْتلين.
هذا ولم أجد رغم البحث مفرداتٍ قادرة على تبيان ما في القلب من التقدير والحب والإكْبار والتفخيم لغـــزة ولأهلها الصامدين رغم طول الحصار والقصف بكافة أنواع الأسلحة المحظورة دوليا . .
يا لحظَ الكتائب , رجال غزة نالوا شرف الحياة والدّفاع عن الأقصى وعن كرامة الأمة وبشراهم جنة نعيم.
يا له من شرف(يا ليتنى كنت معهم فأفوز فوزا عظيما).
واليوم يتوجب علي الأمة وخاصة القادة التفكير في أداة تحمي أمننا القومي اقتداء بالأمة الباكستانية التي لا قوة اليوم تستطيع ابتزازَها لأنها فهمت اللّعبة فبادرت حتى ضمِنت أمنها .
كيف نحمي الأمن القومي؟ سنري ونقترح ونحلل....(يتواصل...)