لاتحسبوه شرا لكم ... ! / زيدان ولد محمد ابراهيم

 زيدان ولد محمد ابراهيمغابت شمس الثاني من يوليو وهي كسيفة حزينة لتشيح بوجهها عن ما آتاه الجيش المصري من عظيم القول وفاحش الفعل ومنكر الصنيع بمباركة عربية وإملاء غربي لايخفى على من أوتي كمفحص قطاة من بصيرة.

في ذالك اليوم قام الجيش المصري بقيادة السيسي بوأد أحلام الشعب المصري بحكم مدني منتخب بأغلب أصوات الشعب لأول مرة في تاريخه ونفذ انقلابه الذي أعلن عنه قبل ذالك بيومين، وماكان للسيسي ومنصوره أن يريا النور لولا المؤامرات التي تحاك ضد حكم الإسلام عامة والإخوان خاصة فقد علمتنا التجربة الموريتانية ان الظهور المفاجئ لمطموري القادة في المشهد السياسي لايتأتى إلا عن مؤامرة. لم يكن الظهور المفاجيء والقوي لعبد الفتاح السيسي وعدلي منصور إلا ترجمة لتمالئ دولي وخليجي نتن على حركة سياسية دعوية يستبعد أن تأتى من قلة الحنكة السياسية. كيف للعالم " المتقدم والمتطور" وأدعياء الديمقراطية والحرية أن يباركوا إنقلابا عسكريا على رئيس شرعي لم يمض على حكمه إلاسنة واحدة من فترة أربع سنوات؟، سنة مثخنة بتركة ستة عقود من فساد العسكري والتطبيع والحشد والحشد المضاد، سنة من التعامل مع ملايين الملفات العالقة والفساد المستشري في أعماق أعماق دهاليز مركز القرار المصري. سنة من صولات توفيق عكاشة وعمرو أديب وابراهيم عيسى ولميس الحديدي ... وجولاتهم في ميادين إعلام الفلول من قنوات cbc والنهار والفراعين وغيرها من وسائل الاعلام التي تمتعت بحرية ملموسة فسخرت طاقتها كلها للوقوع في الرئيس محمد مرسي وتسفيه قراراته ورغم ذالك لم تتعرض أي منها لسوء. أخطأ الجيش المصري وسيسيه بالإنقلاب على الشرعية الدستورية واصطفافه قبل ذالك ومؤازرته لطرف دون الآخر بل وحمايته له، وأخطأ ثانية عندما تجاهل إرادة إثنين وخمسين بالمائة من الشعب المصري ورغبتهم في حكم مدني وضرب عرض الحائط بنسبة أربع وستين في المائة من المصريين صوتت بالايجاب على الدستور وأخطأ ثالثة عندما داس بحذائه الخشن على إرادة الشعب المصري والشرعية الدستورية في خطوة دون تبريرها دستوريا خرط القتاد. كما اخطأ فلول الكتاب وكتاب الفلول عندما صوروا ذالك على أنه فشل لحركة الاخوان المسلمين في أول سانحة وسوء تقدير وسياسة في أول امتحان في حين ان الدلائل والقراءات البصيرة للحدث تصيح بلسان واحد للإخون المسلمين: لاتحسبوه شرا لكم !! بل خير كثير ومنحة في جلباب محنة. أظهر قصر المهلة التي أعطاها العسكر ـ ومن أين له ان يعطيها ـ للفرقاء السياسيين في مصر وسكوت العالم – الذي عودنا على حشر أنفه في كل صغيرة وكبيرة ـ  عنها وسرعة تجاوب بعض الدول الخليجية مع الانقلاب حجم المؤامرة الكبرى التي تحاك ضد الاخوان المسلمين والجهود الدولية المبذولة في الحيلولة دون وصولهم إلى الحكم، وماهي بالمؤامرة الجديدة ولكنها وجدت سانحة في إصرار الفلول وأذناب النظام المباركي والقوى العلمانية على التشويش على خيار الشعب فامتطتها ودعمتها بكتائبها الإعلامية في محاولة يائسة لتشوية صورة النظام في أعين المصريين والعالم، ولما تقهقرت تلك الحملات أمام فرسان الإعلام المصري الهادف ومتطلبات الفطرة البشرية السوية كان لابد من حسم المعركة بالطريقة التي دأبت القوى الغربية على أن تحسم بها معاركها – طريقة الأحذية الخشنة-. وقد فندت كذالك خطوة العسكر هذه دعاوى الديمقراطية والحرية التي طالما تشدق بها أدعياؤها من العلمانيين وأحرقت آخر سفنهم، ولا أخاله سيلتبس بعد اليوم على العالم أجمع من هو الديمقراطي من الإنقلابي ولا الدموي من المسالم. وقد استطاع مرسي وجماعة الإخوان المسلمين الحفاظ على سلميتهم رغم الآلة الإعلامية الضخمة التي سخرت للنيل منهم فردا فردا وإحراق مقراتهم واغتيالات أنصارهم في خطوات استفزازية لاتنطلي على نخبة ألفت التعامل مع الانظمة وخبرت كيف ومتى تتصرف. لاينبغي لشعب الكنانة ان يسكت على هذا الانقلاب بعدما طفت على السطح نوايا العسكر ومن يقف وراءه بعد إغلاق القنوات ونشر المدرعات وسجن المخالفين له وخصومه من الاسلاميين، فلاتفسير لذالك إلا محاولة كبح تأثير الاسلاميين والعودة إلى سنوات الدكتاتورية وهو مالايقبله الظرف بأي حال.

10. يوليو 2013 - 18:34

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا