يرى عالم النفس الأمريكي "أبراهام ماسلو" في هرمه المعدل أن هناك احتياجات أساسية للإنسان يبذل كل ما بوسعه لتحقيقها.. ومن بين هذه الاحتياجات حاجة الإنسان للأكل والشرب، وحاجته للأمن... ولعل ما ذكره الله عز وجل في امتنانه علي قريش لما طغو وتجبروا،
وتذكيره لهم بأحقيته في العبادة وحده في قوله (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) يؤكد محورية هاتين الحاجتين الأساسيتين في حياة الإنسان.
ويذكر "ماسلو" أن الإنسان عندما يحقق حاجته الأساسية من أكل وشرب وأمن من الطبيعي أن يشرع مباشرة في البحث عن تحقيق ذاته وإبراز ثقافته (دينه).
هذه نتائج بحث عميق ودقيق وصل إليه عالم نفس غير مسلم...فما بالك أخي بنا نحن معاشر الشباب المؤمن؟! فقد من الله علينا بنعمه ظاهرة وباطنة، ومن علينا بأن وفر لنا كل هذه الحاجات الأساسية بل ووفر لنا ثقافتنا (ديننا) وحثنا علي التمسك به في حين هناك شباب بأعمارنا ومستوياتنا يتيهون في ظلمات الجهل والبعد عن الله، ومحرومين من نعمة عبادة الخالق يتخبطون في الظلمات يبحثون عن إله جدير بالعبادة يحققون من خلال عبادته ذواتهم ويملؤون به فراغهم الروحي فترى عيد الجواد وعيد الحب وعيد الحيوان و...إلخ.
أما نحن المسلمين فقد من الله علينا بأن هدانا للإسلام، ومن علينا بنعمة السجود له. وما أدراك ما السجود لله؟ أن تتوضأ وترتدي أحسن وأطهر ثيابك وتخر ساجدا... ساجدا لمن؟ ليس لأمير ولا لرئيس ... لا بل لخالق السماوات والأرض لمن أمره بين الكاف والنون لمن إذا أراد شيئا قال له كن فيكون... فتخفض مرتفعك وترفع منخفضك تذرف دموع الخوف وتحلق بغبطة الرجاء تسأل الخالق الهداية ومغفرة الذنوب وتحقيق الأهداف والغايات...
ما أجمل أن يكون لك خالق تؤمن به وتسخر كل ما آتاك من طاقات في طاعته ... هذ من ناحية الحقيقة، أما ناحية الواقع فنحن معاشر الشباب أحوج الناس إلي التدين أحوج الناس إلي الارتباط بخالقنا ألا تسمع إلى قول النبي صلي الله عليه وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله...).. وذكر منهم شاب نشأ في عبادة الله. أيخبرك النبي صلي الله عليه وسلم بكل هذا وتدبر؟ ثم إن الشاب بطبيعته أكثر الناس عرضة للفتنة خاصة في زمن كثرت فيه المغريات في زمن ركز فيه العدو كعادته دائما علي الشباب فالشباب لب الأمم ومستقبلها ومدار القيم فيها ثم إنه قد يصاب الزرع بعاهة قبل بلوغه فيهلك قد لا يتجاوز أحدنا سن الشباب كم من شاب وافته المنية وهو في ريعان شبابه؟ أو ما سمعنا نداء الخالق الكبير المتعال للمخلوق الضعيف المذنب في قوله تعالي ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾(فاطر:5)، أم لم نسمع قوله: )وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)(البقرة281). أمر جدير إخوتي الشباب بإعادة النظر فيه أسأل الله لي ولكم التوفيق