الديمقراطية هي حكم الشعب بالشعب ولصالح الشعب وتترجم عمليا في اختيار الشعب بكامل حريته وإرادته عبر انتخابات عادلة ونزيهة رئيس الدولة وأعضاء مجلس النواب (البرلمان).
كما تقوم الأنظمة الديمقراطية على أسس أخرى مهمة كالفصل بين السلطات الثلاث:التنفيذية والقضائية والتشريعية والاحترام الكامل لحقوق الإنسان وحرياته واحترام الدستور والعمل به. وتكريس حرية الإعلام والنشر حتى تقوم السلطة الرابعة (وهي الإعلام الحر الهادف) بمهامها في المراقبة والتوعية وإيصال الأخبار الصادقة إلى الناس. كما تعتبر الديمقراطية وسيلة عملية للتداول والتناوب السلمي على السلطة. وقد حظيت الديمقراطية بتطبيق واسع النطاق مكن من القضاء إلى حد كبير على استبداد الحكام في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. أما في دول العالم الثالث ومنها العالم الإسلامي والوطن العربي فنادرا ما تظهر تجربة ديمقراطية حقيقية بسبب تجذر الظلم والجهل والاستبداد ونهب الأموال العامة في هذه الدول المسكينة ... وكانت أول محاولة ملموسة لإقامة نظام ديمقراطي في العالم الإسلامي في الجزائر حينما انتفض الشعب الجزائري انتفاضته الشعبية العارمة سنة 1988م التي كادت تسقط النظام الحاكم آنذاك ,حيث اعترفت السلطات بجميع الأحزاب حتى الأحزاب الإسلامية ومنها الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي نظمت مسيرة شعبية هائلة ومنظمة ومدهشة شارك فيها ستة ملايين من الشعب الجزائري وفازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ فوزا ساحقا بنسبة 87% في الانتخابات البرلمانية , وكانت من قبل قد اكتسحت الانتخابات الولائية والبلدية وبينما كانت هذه الجبهة الإسلامية تتهيأ لتسلم الحكم بطريقة مدنية ديمقراطية انقلب عليها الجيش الجزائري بتحريض كبير من العلمانيين والغرب مما أدخل البلاد في حرب أهلية طاحنة. وفي موريتانيا أيضا وبعد أن فرح الكثيرون بالتجربة الديمقراطية الناشئة وبعد أن هنأ الرئيسُ المهزوم الرئيسَ الفائز سنة 2007م وبعد أن انسحب الرئيس العسكري طوعا من السلطة ,فجأة وقع انقلاب عسكري بقيادة الجنرال الانقلابي محمد ولد عبد العزيز أعاد البلاد إلى الحكم الاستبدادي الفردي الظالم... وفي فلسطين انقلبت حركة (فتح ) العلمانية على حركة حماس الإسلامية الفائزة في الانتخابات إلا أن حماس هزمت (فتح) عسكريا في غزة سنة 2006م. والآن في مصر أم الدول الإسلامية والعربية أرض الكنانة وبلاد الأزهر ,تحالف العلمانيون مع الغرب (الديمقراطي) ومع الجيش المصري لإفشال ووأد التجربة الديمقراطية المصرية التي أثمرتها ثورة شعبية ملهمة ورائدة ,إن ما وقع في مصر من انقلاب عسكري دموي على الرئيس المصري الشرعي المنتخب (محمد مرسي) هو تغلب للثورة المضادة المتكونة من بقايا النظام السابق والعلمانيين والانقلابيين العسكريين تغلب مؤقت على الثورة الحقيقية التي أوصلت الإسلاميين (الإخوان المسلمين) إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع الشفافة. وهذا الانقلاب العسكري الذي سبقته وواكبته حملات إعلامية ظالمة لتشويه الإسلاميين والتخويف منهم منذ اليوم الأول لترشح محمد مرسي للرئاسة التي فاز بها بأغلبية أصوات شعبه الثائر فكان بذلك أول رئيس مدني منتخب يحكم بلاد مصر... إن المشاركين في هذا الانقلاب والمتمالئين معهم قد فضحوا أنفسهم وكشفوا جميع عوراتهم المشينة ومخططاتهم الخبيثة والشعب المصري عرفهم والتاريخ سجل جرائمهم البشعة وكيف أنهم عادوا بالبلاد والعباد إلى نظام ديكتاتوري دموي أسوأ بكثير من نظام حسني مبارك رغم ادعاآتهم الكاذبة أنهم ديمقراطيون ويعترفون بالرأي الآخر وأنهم أهل الدولة المدنية دولة حقوق الإنسان وكرامته وقد اتضح كذبهم وزيفهم بأفعالهم وأقوالهم معا... لقد كفر العالميون بالديمقراطية وحقوق الإنسان رغم أنهم ملؤوا الدنيا وما زالوا يملؤونها صراخا ودعاية أنهم (دعاة الديمقراطية وحماتها...)؟! أما الإخوان المسلمون هذه الحركة الإسلامية الشعبية المجاهدة المنتشرة والمتجذرة في أعماق وأرجاء العالم العربي والإسلامي فلا يرهبهم هذا الكيد وهذا الظلم المفضوح بل يزيدهم وكافة الإسلاميين وكل الأحرار الصادقين تصميما على إقامة الدولة الإسلامية: دولة العدل والحق رغم العوائق والتضحيات :(ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله) وسينتصر الشعب المصري الثائر مع الإسلاميين على البغاة والمعتدين ممثلين في العسكر والعلمانيين (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) (وإن جندنا لهم الغالبون) (وكان حقا علينا نصر المؤمنين). وطريق الحق والعدل فيه أشواك وابتلاءات ولكن (العاقبة للمتقين). والسؤال الذي يطرح نفسه: ترى من يحمي الديمقراطية والثورات الشعبية؟ هل هم الإسلاميون المجاهدون أم العلمانيون المنافقون؟