سطر الإخوان المسلمون صفحات رائعة في سفر الديموقراطيه الوليدة في مصر الثورة 2011 وأعطوا النموذج والمثال على التسامح والتعددية وحرية الإعلام والتداول السلمي على السلطة والعمل الصالح لكل فئات المجتمع المصري .
يمتلك الإخوان المسلمون تجربة طويلة وكبيرة في مجال العمل الاجتماعي والخدماتي والمدني واستطاعوا التغلغل في نسيج المجتمع المصري بكافة فئاته الشعبية وأطيافه المختلفة التي منحتهم الثقة في كل الاستحقاقات الانتخابية ، حتي في زمن الفرعون مبارك، واستمرت الثقة معززة بدور الإخوان في ثورة 25 يناير 2011 التي حاول العسكر المصري سرقتها والالتفاف عليها في كثير من المرات ، أثناء الثورة وقبلها وما بعدها حتي استطاع القفز عليها في الانقلاب الذي قاده الفريق السيسي الذي دشن عهد الصعود إلي الهاوية .
لا يحتاج الإخوان المسلمون إلى شواهد التاريخ لتدوين إنجازاتهم وتضحياتهم وديمقراطيتهم، لسبب بسيط هو أنهم هم الذين صنعوا هذا التاريخ ووضعوا بصماتهم عليهم وحفروا رموزهم على جبين الشمس، بدءا من الإمام الشهيد حسن البنا مرورا بعبد الفادر عودة والشهيد سيد قطب ومحمد الغزالي ويوسف القرضاوي والتلمساني والرئيس المنتخب محمد مرسي شهيد الديموقراطية الحي.
في المقابل عرت ثورة يناير الكثير من مدعي الديموقراطيه ، من النخب العربية التي تسلقت على حين غفلة من أهلها القمة ، وتدثرت برداء الديموقراطيه وحملت زورا وبهتانا رايات الحداثة والحرية والتقدم وغيرها من الشعارات الجوفاء التي تبين أن بينها وبينهم بعد المشرقين!.
أثبتت التجربة الإخوانية الديموقراطيه القصيرة في مصر وتونس والمغرب وتركيا أن الإسلامين هم الأقدر على إدارة العملية الديموقراطيه بكل تنويعاتها وتجلياتها ومتطلبتها ، فسمحوا في سابقة من نوعها بحرية إعلامية وصحفية في مصر ، استغلت ضدهم وتولي كبرها نخب يسارية شمولية وقوي قومية مردت على النفاق ورفضت الديموقراطيه قولا وفعلا تجربة وممارسة نظراوتطبيقا ، وركب الموجة "فلول "النظام البائد والكنيسة القبطية المدعومة من أقباط المهجر والولايات المتحدة والآلة الإعلامية الضخمة التي يمتلكها العلمانيون، ويسحرونها لمآربهم .
يدمن العلمانيون - الأفاكون المارقون- الكذب والتزوير والتلفيق واحتقار الآخر خاصة الشعوب التي تنتخب الإسلاميين، ويضعون أنفسهم وصاية على الجميع، ويحتكرون الحقيقة والحرية والديمقراطية لأنفسهم وهم ثلة قليلة.
وكان مثال مصر هو الأبرز حيث سيطروا على الإعلام والقضاء والشرطة والمخابرات والجيش وقفزوا إلى السلطة تحت جنح الظلام ، وعلى ظهور الدبابات ، بعد أن لفظتهم الجماهير في كل استحقاقات انتخابية نزيهة وشفافة .
وشكلوا تحالفا غير مقدس ، بل يمكن القول أنه مكدس من كل الشياطين والمردة وشذاذ الآفاق من فلول النظام البائد ومن نصارى الكنيسة ومن مرتزقة الأزهر و سلفيو الاستخبارات السعودية ، وتحت سمع وبصر العالم المسمى زورا وبهتانا بالعالم الحر الديمقراطي. وأطاحوا بأول تجربة مصرية حقيقية في التاريخ المصري العريق .
لكن قوانين وسنن التاريخ تقول إن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلي قيام الساعة ، ولايغرنكم الجيش والشرطة والمخابرات والمال الخليجي السيال هذه الأيام ، وهو المعروف بأن وجهته واحدة هي السلاح والملذات والشهوات وقمع الشعوب ، فكل هذا الغثاء ذاهب إلي مزبلة التاريخ تشيعه اللعنات من الله والناس والملائكة، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، وهو الشعب المصري المؤمن الصابر وطليعته الإسلامية الإخوان المسلمون ومعهم كل أحرار العالم.