إن المتتبع المشهد السياسي هذه الأيام يلاحظ وبدون شك صراعا صاخبا بين حزب التحالف الشعبي التقدمي من جهة وحركة إيرا من جهة أخرى. فمن البديهي أن الاختلاف في الرؤى والتصورات ظاهرة صحية وتعتبر من أسمي آيات الرقي والتقدم لكن شريطة أن لا تصل إلي حد المماحكة والمهاترات. فهذا يعطي انطباعا واضحا عن تدني مستوى الوعي السياسي لدى من يصفون أنفسهم أنهم من طليعة الحراطين.
فبأي وجه حق تتصارعون علي غنائم معركة لم تبدأ بعد؟ وبأي منطق يمتشق بعض شبابنا أقلامهم دفاعا عن مسعود الذي فقد مبررات وجوده السياسي عشية تخليه عن نصرة المستضعفين من أبناء شريحته والمهشمين؟ وبأي مسوغ ينافح البعض الآخر عن اندفاعات بيرام الذي يعزز يوما بعد يوم فرضيتي العلاقة مع النظام أو انحراف إيرا عن المسار الذي رسمته لنفسها؟
إخوتي الشباب صراعنا مع الظلم والإقصاء وليس لعب دور الكومبارس في معركة لي الأذرع بين بيرام ومسعود اللذين قررا المواجهة من أجل أثبات الذات للنظام وليس لعمقهم الشعبي.وهذا يحتم على شبابنا وقف التراشق حتى نقطع الطريق أمام من تاجر أو سيتاجر بقضيتنا المقدسة والتي ليست بحاجة إلى شد الحبال بين أسود الورق. بل بحاجة إلى من ينتشل قضيتنا العادل من هذا النفق المظلم الذي دخلت فيه بسبب الإرتكاس وجنون العظمة. بوصفهما من أخطر الآفات التي واجهت مسارنا النضالي الذي يعيش أسوء فتراته إن لم نقل أنه في النزع الأخير بسبب هذه المعارك الجانبية.