نصيحة بالمجان / المامي ولد جدو

altبعد انتهاء وزيرة الثقافة الجديدة من استقبال التهاني، بدأت مباشرة في استقبال المنضمين للحزب، الذين لا شك أن "أخبارهم" سنراها تباعا على صفحات الجرائد والمواقع الالكترونية ، بعد سماعنا –في الفترة الماضية- عن انسحابات متواصلة من الحراك الشبابي الذي تقوده معالي الوزيرة بنت اشريف، التعيين جاء لوقف نزيف الحزب،

بعد تميزه في "الظهور" خلال الزيارات التي قام بها الرئيس، وتمكنه من ملاحقة الوفد الرئاسي أينما حل، حتى أزعج بذلك الحزب الأم، أو الحزب الحاكم على الأرجح، و سرقت لا فتات حزب الحراك الشبابي داخل مقره في نواذيبوا، واتهم الحزب لصا مدسوسا من قبل خصومه السياسيين بتلك الفعلة.

لالة منت اشريف جاءت بعد فضيحة فساد مدوية في الوزارة، ولا شك أن معاليها، سترفع شعار يد من حديد داخل قفازات  من حرير، خاصة أن حزبها يتبنى شعارات محاربة الفساد طبقا لبرنامج الرئيس كما يقول.

فهل تستطيع الوزيرة الحاصلةعلى تكوين في كيفية تسيير الأشخاص،  تسيير اللوبيات الخطيرة  داخل الوزارة؟

 

و هل يستطيع من لا يقدر على حماية مقره من اللصوص حماية خزائن المال العام من محترفي النهب؟

الوزيرة حطت على تركة صعبة، حيث الأضواء مسلطة على الوزارة، بعد وقوع "سلفتها" إن جاز التعبير، في أحضان الفساد، وأعتقد أنه لا يجوز.

فبعد تعيينها على رأس وزارة الثقافة، وبعد انتهاء مرحلة إصدار ا"لبرنامج الجديد" والتعارف مع الموظفين بالوزرة، ستلتفت الوزير إلى حرفتها الأصلية التي أوصلتها للوزارة، وهو "السياسة" التي تأخذ جل وقت مسئولينا مما لا يدع لهم وقتنا لخدمة المواطن.

أحزاب الشباب لا تقنعني، ولا أؤمن بشيء أسمه حزب الشباب، لـأنها موضة سائدة، تحاول اختزال الطاقة الجبارة الكامنة في الشباب بحزب، وامتصاص التذمر من خلال تعيين شخص أو أثنين، ووعد الآخرين بوظيفة ومرتب ومنزل وسيارة.

وقد شكلت معظم الأحزاب فضاءات تهتم بالشباب تحت مسميات أو عناوين مختلفة على غرار المنظمات الشبابية، أو اللجان الشبابية، ومنتديات التواصل مع الشباب، أو فروع حزبية تهتم بالشباب، إلا أن الحزب الذي ترأسه الوزيرة كان تحت يافطة إسم حزب الشباب، والسؤال المطروح هل يوجد حزب للشباب فقط؟،

أم أن النظام الأساسي لحزب الحراك الشبابي ينص على قيادات شبابية فقط ، وهل يعتبر الأمر إقصاء للفئات العمرية الأخرى؟

 لقد دأبت الأحزاب على وضع مشاغل الشباب ضمن أبرز برامجها الانتخابية، أثناء كل موسم انتخابي، للاستفادة من الطاقة الكامنة في الشباب وتوظيفها خلال الحملات الانتخابية، وينتظر تكثيف وتيرة عمليات استقطاب الشباب مع قرب الموسم، وبعد انتهاء الموسم تتملص الأحزاب من برامجها وشعاراتها، التي رفعتها أثناء الحملات لاستقطاب الناخبين، و يترك الشباب ليواجه مصيره المحتوم، من التهميش، والبطالة، وتدني مستويات التعليم، وانعدام الفضاءات الثقافية والرياضية.

الثقافة سياسة، والسياسة ثقافة طاغية، وهي في المحصلة معادلة لا نخرج منها –نحن المواطنون البسطاء- بأية نتيجة مادية ملموسة، سوى ما ننتظره من تشتيت لموارد القطاع في استقطاب الأنصار "الحزبيين الجدد".

وليست سلسلة مقالات التبريكات والتهنئة والشد على أيدي الرئيس بعد تعينيه لزعيمة الحراك، إلا جزء من سيناريو معهود في مثل هذه الحالات.

لقد سمعت الوزيرة سيلا من المديح، حتى قبل أن تجلس على كرسي مكتبها الجديد ، وقبل أن تتجول في أروقة الوزارة، وقبل أن تعرض خطة عملها.

وننتظر ردة الفعل عندما تختار طاقمها الخاص، أو المقرب، فهل ستواصل تلك الأقلام كيل المديح للوزيرة، وسياستها في القطاع

نفهم أن تعيين منت اشريف سياسي وليس فني، لأن مأمورية الرئيس شارفت على النهاية، والسنة الأخيرة هي سنة دعاية انتخابية وليست سنة عمل.

لذلك تم ضرب عصفورين بحجر واحد، تعيين رئيسة الحزب الذي استخدم لامتصاص جزء من تذمر شريحة الشباب، وكذلك إظهار اهتمام الرئيس بمنقطة "امبود" التي تنتمي إليها الوزيرة الجديدة.

وهي –كان الله في عونها- ستشتغل عن الثقافة بثقافة إحياء "صلة الرحم" مع منتسبي حزبها، ووعدهم بأنهم سيكونون في صدارة اهتمامها، وأنهم لن يغيبوا عن بالها لحظة واحدة.

لكن أخشى ما أخشاه أن تقع في شراك من نصبوا لها سرادق الاحتفال، لأنهم لم ينصبوا خيمة مواساة لسابقتها، وأن تتمكن ثقافة التملق، والإطراء من أن تصور للوزيرة نفسها وكأنها كليوبترا، وتدفعها للشك بأنها أنجزت كل شيء في تاريخ وجيز، بمجر دخولها لبوابة الوزارة، وإسباغ الألقاب، والمزايا، وأن الثقافة والشباب والرياضة يسيرون على الخط الصحيح.

17. يوليو 2013 - 17:54

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا