ما من شك أن سكنة موريتانيا وهي تستقبل قطرات ربيعها الأول لتفرح بذلك وتتنفس الصعداء بعد ما حبست السماء عنها دموعها أشهرا طوالا ،وضنت الرياح بأي ريح باردة عليها . بيد أن موسم الخريف عن موريتانيا لا يكدره شيئ عندهم إذ هو موسف صفاء القلوب ونقاء
العقول ومرآة العيون ،لكنه في عامه هذا يأتي بين حكومة تري أنها ملأت الدنيا وشغلت الناس ،وأغنت الفقير وذللت السهول وبلغت أعالي المجد، ومعارضة تري أن بلادها تعيش في القرون الوسطي بينما هي تصيح في وجه الحق والحقيقة لا تفرق بينهما كما يصفها أهل النظام وأهل الحق ينطبق عليهم قول الله : "" سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير ......""فهل يكمم الرئيس أفواه معارضيه لتنعم البلاد وأهلها بخريفهم أم أن الجميع سيترك البلاد وخريفها لعبة شنطرنج في الخريف والصيف والشتاء ،
وما أري أن اختيار فصل الخريف الموقر عند أهل موريتانيا ساحة للتنافس السياسي إلى انتهاكا لأرواح العباد والبلاد ،ولنظل نحن البعيدين عن السياسة المستمتعين بأجواء الربيع ،والرماية القادمين من أقاصي البلاد تتجاذبنا أحاديث السياسة بأكاذيب أهلها ونفاقهم .
أما ربيع العرب فقد عبث به في مصر أو لم يعبث به لكنه مشكل يستعصي حله ،وفي المغرب بوادر أخري ،وفي تونس يطبخ لطبخة سياسية أخري ، وقطر أزيح عنها هرمها الكبير المثير للجدل ،وفي الأردن واليمن سحابة المشاكل تكاد تمطر ،أما سوريا فأصبحت قاعا صفصفا بفعل المخربين والمجرمين فهل يزهر الربيع من جديد ،وتعيش موريتانيا خريفها الجميل والله على كل شيئ قدير :
شيخنا ولد داهي "الكويت"