يدرك المتمعن لما يجرى على أرض الوطن ان هناك نهضة حقيقية بالبلاد تسير وفق رؤية واضحة وعميقة للخروج من حالة العوز والفقر الى رحاب الحياة الكريمة التي يتطلع لها المواطن الموريتاني.
ان الزيارات الميدانية التي يؤديها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني اليوم للعديد من المدن والولايات هي تجسيد لحرصه على متابعة ما تحقق من مشاريع وإنجازات قيد العمل من طرق ومياه وكهرباء وتعليم وصحة ومعادن وغاز والعمل على احترام الإطار الزمني المعد سلفاً لها والذي يشكل تحدياً يواجه القائمين على التنفيذ؛ كي تتوفر للمواطن الخدمة التي تليق به، وتتحقق آماله وطمووحاته، ومن ثم جودة الحياة الكريمة؛ فالحق يقال: إن ما يحدث من تغيرات جذرية ما كانت تخطر بالبال، وما كان لتفكيرنا أن يستوعبها.
لقد توزعت تلك الإنجازات والمشروعات بعدل وقسط بين ربوع الوطن دون تجاهل لرقعة بعينها او جهة أو قطاع من شرق البلاد إلى غربها ومن شمالها لجنوبها.
بالأمس في النعمة تم تدشين مزرعة مندمجة لتحسين سلالة الأبقار وإنتاج الالبان بهدف تعزيز تنمية الولايات الشرقية والاستفادة من امكاناتها وقبل ذلك اشرف فخامة الرئيس في افديرك على تدشين مشروع توسعة منظومة تحلية المياه المالحة في "واد اللگاح لحل مشكلة المياه الصالحة للشرب والتي ظلت من اكثر المشاكل إلحاحا وقوة في منطقة الشمال عموما وتيرس خصوصا كما تم وضع حجر الأساس لتطوير منجم أفديرك وهو مشروع ظل منسيا الى ان قرر فخامة الرئيس الشروع فيه واتمامه على حساب الدولة الموريتانية . وفي نواكشوط تم تدشين جسر باماكو و وضع حجر الأساس لمشروع بناء ارصفة نواكشوط وتدشين مباني المدرسة الوطنية للعمل الاجتماعي و وضع حجر الأساس لمدرسة العليا للتجارة وتدشين محطة معالجة وتنقية مياه صرف سوق السمك
واليوم الى لبراكنة لتدشين أكبر طريق يعبر منطقة آفطوط بطول 240كلم سيمكن من حل مشكلة الطرق وسيمكن آلاف المواطنين الذين حرموا عقودا من الزمن من الاستفادة من تنمية بلدهم وبعد أيام سيحط فخامة رئيس الجمهورية الرحال في كيهيدي عاصمة كوركول مرحبا به لتدشين توسعة شبكة الجهد المتوسط وتستمر قافلة الإنجازات بلا ضجيج ولا صخب يجني المواطن ثمارها حياة جديدة كريمة تقام له المنشآت الصناعية للتشغيل وتقام له السدود للزراعة و تشق له قنوات المياه لتوفير المياه وتفتح له المدارس للتعليم وتقام النقاط الصحية والمستشفيات للعلاج وتنار له المدن والقرى .
يحدث ذلك رغم ما يعانيه العالم من أزمات سياسية وامنية فقد عادت الانقلابات العسكرية بقوة وانحسر المد الديمقراطي في منطقتنا الافريقية بعد انهيار انظمة الحكم في العديد من الدول الافريقية وتفككت مجموعة الساحل الخمسة ونشطت الحركات الارهابية والانفصالية في العديد من دول الجوار ولا زالت تحصد مئات القتلى والمشردين. ومع استفحال الأزمة الامنية و السياسية تتراجع فرص التنمية الاقتصادية بفعل ارتدادات أزمة كورونا وأزمة أوكرانيا وما ترتب عليهما من صدمات هزت اقتصادات العالم وانهارت على اثرها اقتصادات قوية، بالإضافة إلى عدم الاستقرار وغياب مشروع مجتمعي واضح يمكن ان يكون ذا مصداقية.
رغم هذه الظروف والمعطيات الصعبة استمرت بلادنا في رسم سياساتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحققت الإنجازات المتلاحقة التي يجني المواطن ثمارها اليوم عيشا كريما وحياة رغدة .