صناع الانقلاب / حدامي محمد يحي

لكل إنسان هوايته التي يحب ويموت من أجلها  ، ويمكنني أن أشبه هواية "المنقلب" بهواية رجل سلاخ عرفه الناس يسلخ الغنم ردحا من الزمن فنصبوه أميرا لهم ، وبينما هو في مجلس الحكم إذ أشار بيده نحو جلد الشاة فغمزه مستشاره أنسيت  ؟ إنك اليوم أمير ، فقال أي نعم نسيت ، ثم عاد الكرة مرة أخرى يشير بيده نحو جلد الشاة والمستشار ينهاه  دون أن ينتهي البتة .

هو المثل نفسه - عباد الله -  ينطبق على المنقلبين لايصدهم عن الانقلاب شرعية ولاعدل ولاعدالة ولاشرع ولاقانون هويتهم الانقلابات والحكم العسكري و لو على جثث شعب وأمة . أبدع المنقلب الوطني في صناعة انقلابات عسكرية ، يخرج فيها العسكر بياناتهم المضحكة والمأساوية راسمين مستقبل الوطن في بضع ورقات طبعت بلغة خشنه كتبت بداخلها حروف القانون والشرعيه ، وقد باعد الله بينها وبين الشرعية كما باعد بين المشرق والمغرب . شعار المنقلبين :{ اليوم انتخاب وغدا انقلاب}.   قالها العسكر الموريتاني حين غدت التجربة الموريتانية أنموذجا للعالم العربي واستبشر الجميع بعرس ديموقراطي جديد ، خرج الجنرال وانقلب على الرئيس الشرعي بحجة أن الرئيس لم يتلزم بتعاليم رجال منحوه أصواتهم . واليوم في مصر –أم الدنيا- كانت مادة الانقلاب التي صنعها السيسي وأعوانه أكثر صلابة إذ ألبسوا مادة الانقلاب صبغة الثورة  ، وهو أمر مكشوف معلوم لدى كل من يملك مثقال ذرة من عقل ، ولكن صناع الانقلاب على الشرعية في مصر تجاهلوا المد البحري الذي سيغرق السيسي والبرادعي ، قبل أن يقول قائلهم : {آمنت بالشرعيه} آلآن وقد انقلبتم عليها ؟ قصة الانقلاب المصري المبارك من قبل الغرب وأبناء الغرب البرره كشفت ،  إذ أن صلب الأزمة يكمن في تعيين "حفيد الغرب البرادعي" رئيسا للوزراء وهو الامر الذي رفضه الدكتور محمد مرسي جملة وتفصيلا ، فما إن عزل الرئيس الشرعي حتى تنفس البرادعي الصعداء رافعا قدمه نحو المنصب المنتظر ليجد حزب النور له بالمرصاد ، ولكنه اقترب من بركة منصبه شبرا أو ذراعا . أي أضحوكة تلك التي تتحول فيها الحكومة وتتحلل ، فيتحلل الوزير إلى رئيس يعين ويقسم ، والرئيس إلى وزير معين من قبل وزير ، والوزير عين نفسه بنفسه وأقسم أمام نفسه ، والدستور نسخه الانقلاب ، والحكومة تتعهد بحماية القانون . مالايفهمه صناع الانقلاب في مصر اليوم هو أن الرئيس مرسي سيعود ولو على جماجم مناصريه الذين لبسوا الكفن ،  وكتبوا على ثيابهم : {مشاريع شهداءْ} وهم ينتظرون النصر لينتزعوه بالإرادة وبالقوة التي منحهم إياها زيف الباطل وهشاشة حجة الجيش المصري الذي انحاز إلى طيف سياسي فقط . مالايفهمه صناع الانقلاب في مصر أن من أسقط مبارك من عرشه - بعد أن أمضى ثلاثين سنة   سخرها ليخلد نفسه في الحكم  فأنهى الشعب الثائر حكمه – باستطاعته أن يسقط السيسي من بيته الذي هو أوهن من بيت العنكبوت ، ويترك البرادعي تنسفه رياح الثورة حتى يتحلل إلى سلاح نووي في يد أسياده الغرب . أبشروا يامن رقصتم طربا بسقوط مرسي ، احسبوا الدقائق والثواني وأذرفوا الدموع سوف يعود مرسي للحكم كما انتخبه الشعب أكثر صلابة  وأقوى من ذي قبل . قالتها الجموع الثائرة في ميدان رابعه العدويه آلت على نفسها ألا تعود إلى ديارها حتى يعود الرئيس الشرعي المنتخب ، ويرحل صناع الانقلاب الخونه .

22. يوليو 2013 - 16:26

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا