الصحفيون على مائدة المنسقية..إفطار بنكهة سياسية / سعدبوه ولد الشيخ محمد

altنظمت منسقية المعارضة مؤخرا إفطارا دعت له الصحافة"المستقلة" وحضره معظم رؤساء أحزاب المنسقية، وكغيري من الزملاء أخذت مصورتي، وحاسوبي، وطبعا دفتري الصغير، وقلمي، وقلت في نفسي عندما تجتمع الصحافة المستقلة، بزعماء السياسة على "مائدة" واحدة  لا بد أن الكثير من اللقطات المثيرة، والكواليس، والتصريحات، والمواقف سيكون حاضرا.

قبل دقائق من موعد الإفطار بدأ زعماء المنسقية، وبعض الصحفيين بالتوافد على مقر المائدة، أذن لصلاة المغرب، إيذان بالسماح بالأكل، والشرب، والكلام في السياسة كذلك، وبعد صلاة مغرب أمها الرئيس الدوري للمنسقية أحمد ولد داداه، بدأت الأمسية بكلمة لولد داداه، كان لافتا فيها طلبه من الصحفيين الحضور إبداء رأيهم في الشأن السياسي، فالساسة الليلة يريدون سؤال الصحفيين، وليس العكس – كما جرت العادة-

لم ترق لي هذه الفكرة، وكنت في نفسي معترضا على هذا المقترح لقناعتي أن الصحفي عندما يبين عن موقف سياسي معين يفقد صفته ك"صحفي" بالمعنى الصحيح للكلمة، وبالمفهوم المتعارف عليه للمهنة، إلا أن ما فاجأني أكثر ليس هذا المقترح، بل مفاجأتي كانت عندما تدخل بعض الصحفيين الذين تمت دعوتهم على أساس أنهم"مستقلون" فصبوا جام غضبهم على النظام، وكالوا له التهم، والشتائم، وطالبوا برحيله، حتى إن بعض الزملاء كان ملكيا أكثر من الملك، بمعنى أنه كان أكثر انتقادا للنظام، وثناء على جهود المنسقية من زعماء المنسقية أنفسهم.

لم أستطع فهم المشهد، وتساءلت في نفسي: هل نحن أمام لقاء بين الصحافة، والمنسقية؟؟أم نحن في مهرجان خطابي لمنسقية المعارضة؟؟ّ!!

أعدت النظر في قائمة الحضور لاحظت أن كلهم من الصحفيين المتسيسين، المعارضين.

تساءلت في نفسي باستغراب:هل اختلط المشهد على زملائي الصحفيين، حتى لا أقول إن مائدة المنسقية أعمت عيون الصحفيين عن الدور الحقيقي الذي ينبغي أن يقوموا به؟؟؟!!! إذا كان الاحتمال الثاني فهذا مخيف على مستقبل مهنة المتاعب، لأن موائد النظام والسلطة ألذ، وأشهى،وأدسم !!!

تواصلت فعاليات الندوة، وأصبح واضحا أنها منبر سياسي، ومهرجان خطابي معارض، وليس لقاء بين السياسيين، والصحفيين، لتبادل الآراء، والأخذ، والعطاء- كما تصورت أول مرة – جاء دوري في الكلام، بدأت برفض مبدأ الزج بالصحفيين في الشأن السياسي بهذه الطريقة، وحاولت أن أغرد خارج سرب الحضور، لأنني دأبت على التعبير عن وجهة نظر المعارضة، عندما أكون في مهرجان للأغلبية، كما أتمثل آراء الأغلبية في مهرجانات المنسقية، ليس لأنني"إمعة" أو أتبع سياسة ذي الوجهين، بل لأنني أعتقد أنه إذا لم يبق عندنا إلا صحافة المعارضة، أو صحافة النظام، ستضيع الحقيقة، وتضيع معها الصحافة روحا، وجوهرا.

سألت الحاضرين عن أي آلية سيتبعونها لإفشال الانتخابات المقبلة كما تعهدوا بذلك؟؟ وذكرتهم أنهم قد اعتبروا فوز منتخبنا الوطني على السينغال ، والتأهل للنهائيات بادرة خير، وفألا حسنا لنجاح المنسقية في ترحيل نظام ولد عبد العزيز، ذكرتهم أن فوز منتخبنا جاء بحضور الرئيس ، وهم يريدون فوزا بغياب الرئيس الحالي، ورحيله.

لم تثر مداخلتي إعجاب الحضور، بل وتجاهلها الرئيس الدوري للمنسقية، وبدا الانزعاج واضحا على محياه، وهنا أتساءل:إذا كان من حق المنسقية معارضة النظام بكل شراسة، وتطرف أحيانا، أولا يحق لنا نحن كمواطنين، أن نعارض المعارضة، والمنسقية خصوصا؟؟؟ أم أن السلطة للنظام وحده، والمعارضة حق حصري للمنسقية وحدها؟؟؟!!!! بل داهمني سؤال آخر أكثر خطورة، ألا وهو: إذا كانت المنسقية لا ترتاح للرأي المخالف لها، وهي في المعارضة، فكيف ستتصرف مع معارضيها لو وصلت إلى السلطة؟؟؟!!! هذا طبعا إضافة للسؤال التقليدي: هل تطبق المعارضة مبادئ الديمقراطية، والتناوب داخل أحزابها، ومؤسساتها؟؟؟

أجزم أن الحضور قد صنفوني على أنني "بوق" من أبواق النظام، طالما لم أكن من أبواق المنسقية، في تكريس للثنائية التي أمقتها، وأنتقدها في كل ما أكتب، فكأن الدنيا عندهم: أبيض، وأسود، وخرجت من هذا الإفطار بسؤال أتركه لمن يعرف له جوابا، وهو: هل نظمت المنسقية هذا الإفطار طلبا للثواب، والأجر، انطلاقا من أن "من فطر صائما كان له مثل أجره"؟؟

أم ن المنسقية نظمت هذا الإفطار للصحفيين لتبادل وجهات النظر معهم، وإطلاعهم على مواقف المنسقية من القضايا الوطنية؟؟؟

أم أن المنسقية أرادت هذا الإفطار ليكون منبرا سياسيان لترديد مطالب الرحيل؟؟؟  

24. يوليو 2013 - 15:37

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا