المرابطون... آلي آلي آلي أنتم فخر لنا / بوبة فال

altنعم فعلها الشناقطة مرة أخرى ليلة السبت الماضية وبنوا لنا مجدا ورفعوا راية الوطن خفاقة على مرأى ومسمع كل مستهزئ بقدراتهم الرياضية.

في الماضي كنا كلما لعب فريقنا الوطني نخجل قبل أن تبدأ المباراة لأن النتيجة لابد أن تكون سلبية ومخجلة،

 ولن أنسى تلك السيدة في حينا التي كانت كلما أزعجها أطفال الحارة بلعب الكرة تصرخ عليهم بأعلى صوتها: فلتذهبوا من هنا ففريقكم الذي تفتخرون به منذ خمسين سنة لم يحصل على شيء من (تاكه) فكيف يمكن أن تحصلوا أنتم عليه اليوم، ولكن بعد الولادة الجديدة لمنتخبنا الوطني فإن نفس السيدة اعترفت بأنها غيرت رأيها في المرابطون، هذا مثال حي لكل مواطن كان يتوق لتمثيل بلاده في المحافل الدولية.

 

قد يستغرب البعض من التحول الجذري الذي حدث للمرابطين ولكن أقول له إنه ليس بغريب علينا كمتابعين للساحة الرياضية، فالرياضة منذ استقلال البلاد تقبع في مستنقع من العادات والإهمال والتمصلح، ولكن مع بزوغ نجم موريتانيا الجديدة كانت هناك نقلة نوعية في الاستراتيجية العامة للشباب والثقافة الرياضية في الوطن، وتجلى ذلك في تأهيل الكثير من الملاعب الرياضية في نواكشوط وفي الولايات الداخلية، وإجراء الدوري الممتاز كل سنة حيث يجمع كل المنتخبات الوطنية، وكان الإنجاز الأهم الذي ساعد منتخبنا على تحسين وإظهار قدراتنا الرياضية هو التعاقد مع المدرب الفرنسي (باتريس نفي) وكان سخاء الدولة معه نابعا من اعتقادها بأن الوطن يستحق التضحية واعتباره عاملا أيضا يساعد في حصول الفوز التاريخي وتأهيل منتخبنا الوطني إلى جوهانسبورغ.

ومع الجهود المبذولة من طرف الاتحادية الوطنية لكرة القدم والحكومة برئاسة فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز كان لابد من حصول هذه النتيجة التي رفعت

رؤوسنا وبيضت وجوهنا، فمن اليوم سيوضع ألف حساب لمنتخبنا الوطني وسيذكر في المحافل الدولية.

 

ولكن هناك ملاحظة يجب أن نقف عندها وهي أن الدعم للمرابطين يجب أن يستمر ولا تكون له حدود مادية أو معنوية ويجب أن يكون هذا التأييد متواصلا من الدولة التي كان لها الفضل الأكبر في تحسن منتخبنا وتحرره من وابل الهزائم الماضية وهذا الدعم يجب أن يكون من الشعب أيضا وذلك بالتأييد ومؤازرة الفريق الوطني كلما كان له لقاء مع فريق آخر.

وعلى الاتحادية الوطنية أن تستمر في استراتيجيتها التي قلبت مما لاشك فيه الموازين وجعلتنا نفرح هذه الفرحة الكبيرة التي لا حدود لها، فقد كان لقاء يوم السبت بين المرابطين و(اليون السينغالي) مؤثرا لأنه أظهر وطنية الموريتانيين حيث توحدوا جميعا موالاة ومعارضة على كلمة واحدة هي النصر للوطن.

 

وفي الأخير أقدم تحية إجلال وتقدير لكل لاعبي المنتخب الوطني وأشكر كل من ساهم من قريب أو بعيد في هذا النصر العظيم.

وأقول مرة أخرى للمرابطين آلي آلي آلي – هيا – هيا – هيا لا مستحيل أمامكم.

25. يوليو 2013 - 15:39

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا