طالعنا في المواقع الألكترونية وعلي صفحات الفيس بوك سيلا من النقد الجارح وقليلا من النقد البناء تناول التجربة المتواضعة لمسلسل "منت الناس" الذي حاول أن يضع أولى لبنات الدراما الموريتانية وأرادت تلك الكتابات الجارحة أن تجهض ميلاد
هذه التجربة بإطلاق إشاعات تصف العمل بالمروج للإنحلال والمحارب للقيم والغريب على المجتمع. ولكن محاولة الإجهاض تلك باءت بالفشل لأن المسلسل على علاته التي تناولها بعض النقاد بموضوعية تلقفها المجتمع لا لكون المسلسل نجح نجاحا مطلقا ولكن لأن المشاهد الموريتاني متلهف من 53 سنة ليري تجربة تخرج إلى النور تتناول قضاياه وحياته العامة ،
وهنا نورد مجموعة من النقاط التعريفية بهذا العمل علها تفيد من يريد نقده بموضوعية أو يجد المتحامل عليه مادة دسمة يغذي بها نهمه في تجريح وتشويه السمعة ،
عندما أردنا كمنتجين أن نخوض هذه التجربة طرحنا علي أنفسنا مجموعة من الأسئلة من بينها :
- هل ننتظر الإمكانيات الكبيرة والكادر المتخصص لنبدأ هذه المحاولة ؟ أم نقوم بأي تجربة مهما كان تواضعها حتي وإن كانت هذه التجربة كبش فداء تكتب بدمائها بداية الدراما المحلية ؟
- وكيف نعالج مشاكل مجتمع حساس ومنغلق لايحب أن تعرض عيوبه ويخاف نقاشها خوف صاحب الحموضة من الفحوص الطبية ؟
- ثم كيف نضع هذه الأعمال في ميزان الشرع أولا وكيف ستنظر بمنظار العادة والعرف ثانيا ؟
- وقبل هذا كله أين نجد الموارد والكادر لتنفيذه ؟
توكلنا على الله وبدأنا بالأهم وهو تأمين النهج من الناحية الدينية والإنطلاق من فتوي واضحة تؤطر العمل الذي سنقوم به فأجمع مجموعة من مشايخنا الكرام علي أن اي عمل يهدف إلي التوعية وخال من الشوائب المضللة صاحبه مؤجور إذا استحضر النية بل وإستدل لنا أحد هؤلاء المشايخ الكرام بالمشهد العظيم الذي جسد من خلاله الملكان عيلهما السلام ـ لسيدنا داوود عليه السلام كيف يبغي بعض الخلطاء علي بعض حين أتياه علي هيئة خصمين بغي أحدهما علي الأخر فحصلت الطمأنينة ،
وخطونا الخطوة الثانية وبدأنا بالبحث عن الكادر البشري لهذا العمل وتفاجئنا بإقبال الكثير على هذا العمل من مختلف الشرائح ومختلف الأعمار وكان الجميع هواة لاصلة لهم بهذا المجال علي الأقل من الناحية التخصصية وقمنا بتأطير المجموعة التي تم إنتقائها بعد أن حاولنا مع مجموعة من الأساتذة في مجال المسرح أن يأطروهم ولم نجد الرد الإجابي ،
وهنا بدأنا الخطوة الثالثة لنبحث من خلالها عن متبن لهذا العمل أوراع له أومنتج فأعيتنا الحيلة بعد ان طرقنا أبوابا عديدة ولم تفتح فقررنا الإعتماد علي وسائلنا المتواضعة جدا ومواردنا الشحيحة أصلا وغايتنا هنا أن ننتصر علي تلك العقبات ،
وبدأت الأعمال الفعلية للإنتاج والتي صاحبتها صعوبات وعقبات كأداء لم نكن لنستطيع تذليلها لولا إرادة الممثلين أولا وطاقم الإنتاج ثانيا تلك الإرادة التي أصرت علي أن تصنع شيئا من لاشيئ ،
وخرج هذا العمل إلي النور مقبولا عند العامة من المشاهدين وكثيرة نواقصه الفنية عند أهل التخصص ونقاد هذا الفن ،
لكن العمل علي تواضعه أصبح حديث الساعة من منتقد متهجم كأن العمل إستهدفه وكشف عن بعض عوراته إلي مشجع رأى العمل بعين الرضي فكانت عيونه عن عيوبه كليلة وآثر أن يشجع ويأطر من خلال نقد بناء ، وإن كان العمل لم يتجاوز نصفه إلا بالقليل فإننا أردنا من خلال هذا التوضيح ان نكشف الجوانب الخفية لهذا العمل فكان رجائنا أن يتريث كل كاتب عنه حتي يحيط ببعض خفاياه كما يقال الناقد على بصيرة وهنا نتوقف لنتقدم بالشكر الجزيل لمؤسسات بادرت لدعم العمل علي رأسها وزارة التجهيز والنقل التي رحب وزيرها السيد : يحي ولد حدمين بفكرة العمل ودعمتها الوزارة من خلال مجموعة من المؤسسات التابعة لها والشكر موصول لوزارة الشؤون الإجتماعية والطفولة والأسرة ووزارة التنمية الريفية وصندوق الإيداع والتنمية وبنك الوفاء الموريتاني والشكر الكبير لراعية المسلسل شركة موريتل للإتصلات وحاضنة هذا العمل التلفزة الموريتانية ولايفوتنا أيضا أن نشكر كتابا اهدو لنا عيوبا كنا نلاحظها وشجعونا علي مواصلة الكفاح للتغلب علي النواقص والعقبات ومن بينهم الكاتب والصحفي الأستاذ : الربيع ولد إدومو والكاتب زيدان ولد محمد إبراهيم دون أن ننسي الكاتب المحترم محمد ولد شيخنا الذي لولا هجومه الاذع على " منت الناس " لما أثير هذا الجدل الواسع حولها مع إعتذارنا لأسرته الكريمة عن إستعمال كلمة " شيخنا " التي وردت عرضا في إحدي حلقات المسلسل .
ختاما سوف نحاول بحول الله وقوته أن تكون الأعمال المستقبلية أكثر نضجا كما ستراعي الإقتراحات والملاحظات التي تفضل بها متابعو هذا العمل وأنتظرونا قريبا في مسلسل جديد يحمل عنوان " تقلاب الدهر "