لم تكن مصر التي بزغت شمسها ذات يوم على طاغية متجبر متكبر، لتتوقف عن كشف مرجفة من الناس ينغضون رؤوسهم طمعا ومحاباة، بدءا بمفكرين وأصحاب إيديولوجيات يجهرون بسيء الأقوال، ويبيتون ما لا يرضي من القول، وكان الله بما يعملون محيطا.
كان مشهد ذلك كله ومسرحه ظلمة الظلم التي ساس بها جهلة المتعسكرين على مصالح الغرب، ووراء الجحور، وبين المغنيات، بأرض الكنانة وشعبها العظيم الذي قتل أبناؤه واستحيت نساؤه قديما وحديثا بأيدي الطغاة وأتباعهم، وبزخرف القول الزائف من إعلام مسيلمة، وابن مشكم، بعربيته، وعبريته، وفراعينيته، وفيسبوكيته إن صح التعبير.
ولكأن التاريخ يعيد نفسه بمشاهده وأحداثه، مع فروق في الفضلية بين أناسه الطيبين، وتشابه بين مجرميه بشكل غريب، في السلوك، والأقوال، والصفات، تشابهت قلوبهم، بل هم في شك يلعبون.
كأن أحداث مصر القائمة الآن تصور لنا تصويرا دقيقا غزوة الأحزاب أو الخندق المعروفة المشهورة، والتي وقعت سنة خمس للهجرة، لتكون آخر إنجازات أهل مصر الفنية الدرامية بقطبيها إذاك، أهل الحق والحقيقة والإسلام والإنسانية والفضيلة، وعبر بما تشاء، وأهل الفجور والظلم وهم اليهود وأشياعهم القادمون من فوق مصر ومن أسفل منها "تمردا" و"إنقاذا " لأنفسهم الخبيثة من محامد التاريخ التي لم يسجلوا فيها إلا الكذب، والخداع، وما رادف ذلك من سيء الأفعال، والصفات ببعيد.
ليوضح ميدان رابعة المشهد بشكل جلي وواضح لا شية فيه، وليتخندق فيه أهل الإسلام والوطنية، والعهد والميثاق، خوفا على أنفسهم وأهليهم وأرضهم وأمتهم، يقولون بجراحهم ألا تذكرون جراح الصحابي الجليل سعد ابن معاذ؟ ــ رضي الله عنه ــ وبصبرهم وجوعهم يقول لسان حالهم أتذكرون سنة خمس من الهجرة؟ وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد.
أما أهل الفجور والظلم ومن اعترف بهم فيستنسخون اعتراف اليهود بحملة قريش الغاشمة ومن سايرها فيها، وفي ذلك آية للمتوسمين.
غير أن الجديد في تحزب أهل هذا الزمان، وحملاته التشويهية القائمة على الإخوان، فهو تمييز المجتمع والنفاق داخله، كما علمه حذيفة ابن اليمان في زمنه الأول، والفضل في ذلك للفيس بوك وأهله المحللين لكل كبيرة وصغيرة، وكأنهم أصحاب فكر وعقل! وما أكثر ما يقولون في تدويناتهم، بأن رئيس مصر الحالي د.محمد مرسي ما وعد الشعب المصري إلا غرورا، واصفينه تارة بأنه أذن لحماس وهو فعلا أذن خير لشعب مصر وللأمة الإسلامية، بمهنية وعزة نفس.
بيد أن أهل الفيس بوك من المتحاملين في كل بقاع الأرض، يطبلون للطغاة ناسين أو متناسيين أن أسيادهم مثل لبرادعي، والسيسي، وصباحي، وغيرهم، هم أنفسهم من عاهدوا الشعب المصري في 25 يناير، أن لا يولوهم الأدبار وها هم يكذبون وقادتهم بادون في الأعراب يسألون عن أنباء أيديهم الملطخة بالدماء، تنهيهم آل انهيان عن أرض مصر حتى تكون قاعا صفصفا، ووكرا للأفاعي، وجحورا للمنافقين وهيهات لهم أن يدركوا ذلك.
أما أنصار القومية العربية، والحرية الفكرية المفبركة، المزينة بالفسوق والعري، وأنصار الفيس بوك، والمتحاملون على الإسلام وأهله، فيضحكوا قبل أن تبكيهم الشعوب التي عرفتهم، والتاريخ الذي نبذهم، ولهم في جمال عبد الناصر، والقذافي، والسيسي، وآخرين الله بهم عليم، من المحيط إلى خليج العربي عبرة وعظة، إن كانوا يعتبرون أو يتعظون؟!، وما هم بجمعهم وبطشهم السيء من المكرمين.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.