تفصيح العامية (8) / إسلمو ولد سيدي أحمد

alt*"رَوَّمْهَا": أَرْأَمَهَا: عَطَّفَهَا(exciter son affection). يُقالُ: أَرْأَمَ النّاقةَ على ولدها وعلى غير ولدها. والرَّأْمُ: الْبَوُّ. والولد الذي تعطف عليه غير أمّه. ج. أَرْآم. والبَوُّ: ولد النّاقة. وجِلْد الحُوَارِ يُحْشَى تِبْنًا ويُقرَّبُ من أُمّه لتدرَّ عليه.

 وتتّفق "الحسّانيّة" والفصحى في استعمال البَوِّ. وبالنسبة إلى البقرة، فالبَوُّ: جلد العجل يُحْشَى تِبْنًا ويُقرَّب من أمه لتدرّ عليه. *"اعْظَيْمْ لحْسَانَه": الذِّفْرَى(بكسر الذال): العَظمُ الشّاخِصُ خلف الأُذنِ. *"أَرَايْ": رَأْيٌ(opinion): وِجهة نَظرٍ، اعْتِقادٌ. والرّأي عند الأُصوليين: استِنْباطُ الأحكامِ الشرعية في ضوْءِ قواعِدَ مقرّرة. ج. آراء. *"كُونْفِتِيرْ": المُرَبَّى(confiture): ما يعقد بالسكر أو العَسَلِ من الفواكه ونحوها. ج. مُرَبَّيَات.(من المُوَلَّد: وهو اللفظ الذي استعمله الناسُ قدِيمًا بعد عصر الرواية). ومن الشائع استعماله بلفظه الأجنبيّ(الفرنسي)، في "الحسّانيّة". وبعضُهم (العامّة) يُطْلِقون عليه –مَجَازًا- اسم "لعْسَلْ": العَسَل(miel)، ربما لأنّه حُلْوٌ كالعسل. *"لخْلَاصْ": الرَّاتِب.ج. رَوَاتِب.، والمُرَتَّب. ج. مُرَتَّبَات.(salaire): الراتب الذي يأخذه المُسْتخدَمُ على عمله: émoluments, traitements d'un fonctionnaire, d'un employé.  ، وهو(أي: المرتب)، من المُحْدَثِ: اللفظ الذي استعمله المُحْدَثون في العصر الحديث، وشاع في لغة الحياة العامة. ويأتي "لخْلَاصْ"، في"الحَسَّانيّة"، بمعنى: القِصَاص: وهوأن يُوقع على الجاني مثل ما جَنَى: النَّفْسُ بالنّفْسِ، والجرح بالجرح، إلخ. كما يقال: "اخْلَاصْ الدَّيْنْ": قَضَاء الدَّيْنِ.علمًا بأنّ: خَالَصَه: صافاهُ. ويُقال: خَالَصَه الوُدَّ، وخالَصَ اللهُ دَيْنَهُ، وخالَصَ الدّائنُ المَدِينَ: أَبْرَأَهُ مِن دَيْنِهِ(مُحْدَثَة). *"الرَّتْعَه" (براء مرققة): الرَّتْعَةُ: الاتّساعُ في الخِصْبِ. رَتَعَ(manger et boire à satiété, vivre dans l'abondance . رَتَعَت الماشية تَرْتَعُ رَتْعًا، ورُتُوعًا، ورِتَاعًا:  رَعَتْ كيْف شاءَتْ في خِصْبٍ وسَعَةٍ. وأَرْتَعَ إِبِلَه: جَعَلَها تَرْتَعُ. ويقال: خَرَجنا نلعب ونرتع: نلهو وننعم. *"الرَّتْلَه" (براء مرققة): الرُّتَيْلَى، والرُّتَيْلَاءُ: ضَرْبٌ من العَناكِبِ. والعَنْكَبُوت(araignée): دُوَّيْبَّة من رُتبة العنكبيَّات، لها أربعة أزواج من الأرجل، تنسِج نسيجا رقيقا مُهَلْهَلًا تَصِيد به طعامَها.ج. عَنْكَبُوتَات، وعَنَاكِبُ، وعَنَاكِيبُ( مؤنثة وقد تذكّر). وتُطلَق "الرتله" ، في "الحسّانيّة"، على العنكبوت بصفة عامّة، بينما هي في الفصحى- كما رأينا- نوع من العَنَاكِبِ. ومِن ثَمَّ، فإنّ كلّ رُتَيْلَى"رَتْلَه" عنكبوت. وليست كلّ عنكبوت رُتَيْلاء. فالفصحى هنا أدقّ من العامّية (الحسّانيّة). *"الرَّثْمَه" (براء مرققة): الرُّثْمَة: بياض في طرف أنف الفرسِ. أو بياض في شفته العليا. *"رَجْرَجْ": رَجْرَجَ الشيءُ(trembler, tressaillir): تحرك واضطرب. ورَجْرَجَ فلان: أَعْيَا وتَعِبَ. نقول، في "الحسانية": " رَجْرَجَتْ السيارة": سارتْ سيْرا بطيئا تكاد تتوقف، دون إسكات مُحرِّكِها. *"ارْجفْ" (براء مرققة): رَجَفَ(trembler)  يَرْجُف رَجْفًا، ورُجوفًا، ورَجِيفًا، ورَجَفانًا: تحرك واضطرب اضطرابا شديدا. ورجفت يدُه: ارتعشتْ مِن مرضٍ أو كِبَرٍ. وارتجف: ارتعد واضطرب شديدا. والرَّاجِفُ"حمَّة الرّجْفَه" ج. رَوَاجِفُ: الحُمّى ذات الرِّعْدَة( الرعدة: اضطراب الجسم من فزع أو حُمَّى أو غيرهما). والرّاجِفة: النّفخة الأولى في الصُّورِ يوم القيامة. وفي التنزيل العزيز: (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ). *"بَيْرْ": الزُّبْدُ(beurre): ما يُستخرَج من اللبَنِ بالمَخْضِ. القطعة منه: زُبْدَة.(من الكلمات الشائع استعمالها بلفظها الأجنبيّ، في "الحسانية").. وزُبْدة الشيءِ: خُلاصَتُه. *"الْفَارْ" ج."فِيرَانْ" (براء مرققة): الفَأْرُ: حَيَوان تُنْسَبُ إليه الفصيلة الفَأَرِية من رُتبة القَوارِضِ، وهو يشمل الجُرَذ(rat) والفَأْرَة(souris) أي، الصغير والكبير. ج. فِئْرَان، وفِيران. الفَأْرَة: تُطلَق على الواحد من فصيلة الفأرة، وقِيلَ: يُطلَق الفأرُ على المذكَّر والفأرة على المؤنَّثِ. *"بُوفرْططَّه": الخُفَّاش ، أو الوَطْواط (chauve-souris): حيوان ثدييّ من رتبة الخفاشيات، قادر على الطيران، ولا يطير إلا في الليلِ. *"بَحَّ" أو "بَحَّتْ بحْشِيشْتُه": بَحَّ(enrouer) بَحَحًا، وبَحاحَةً، وبُحوحَةً، وبُحاحًا: غَلُظ صوتُه وخَشُنَ، فهو أَبَحُّ(enroué)، وهي بَحَّاءُ(enrouée).ج. بُحٌّ(enroués). وأَبَحَّه الصِياحُ وغيرُه: أَحْدَث له بُحَّةً. والبُحَّة (enrouement): غِلَظُ الصوت وخُشونتُه مِن داءٍ، أو كَثرة صِياح، أو تصنُّعٍ في غِناءٍ، وقد يكون خِلْقَةً. *"الطَّبْ" ج."أَطْبَابْ": المُستشفَى(Hôpital): مكان للاستشفاءِ، يُجهَّز بالأطبّاءِ والممرِّضين والأَدوية        والسُّرُرِ(الأَسِرَّة). ج. مستشفيات، ومَشَافٍ(hôpitaux). (محدَثة). وأُشير هنا إلى أنّ بعضهم يجمع السرير- خطأً- جمع السريرة: ما يُكْتَمُ ويُسَرُّ.ج.سرائر. (عليكم بالظواهر والله يتولى السرائر).                                                                               *"اكْلِنِيكْ" (من الكلمات الشائعة بلفظها الأجنبيّ، في "الحسانية": مَصِحَّة أو مَصَحَّة(clinique): مكان يُعالَجُ فيه المرضى(محدَثة).  والمصحة: ما يجلب الصحة أو يحفظها. يقال: الصوم مَصحّة. وأرض مَصحة: لا تكثر فيها العِلَل والأسقام. والعِيادَة: مكان يخصصه الطبيبُ لِيفحصَ فيه مَرْضاه(محدَثة). وقدتكون مشتقة من زيارة المريض. عَادَ(عِيَادَةً) مَرِيضًا(visiter un malade). وعاد العليلَ(le malade) عَوْدًا، وعِيادة: زاره. وعاد الطبيبُ المريضَ: زاره للعلاج. ويمكن- تَجَاوُزًا / تَجَوُّزًا- إطلاق العيادة على المَصحة(clinique). *"سَادبْ": رَاضَ ورَوَّضَ(dompter): ذَلَّلَ. يقال: رَاضَ، أورَوَّضَ المُهْرَ(dresser un poulain). وفي المَثَل "الحسّانيّ": سَدَابْ الْكَارِحْ ذَارِحْ": مُرَوِّضُ(dompteur ou dresseur ) القَارِحِ ذَارِحٌ. ذَرَحَ الشيْءَ في الريحِ: ذَرَّاهُ. "الْكَارِحْ": المُسِنُّ، في "الحسّانيّة".  ولعل الكلمة مشتقة- مَجَازًا- من، القارِح مِن ذِي الحافِر: ما استتم الخامسة وسقطت سِنُّه التي تلي الرباعية ونبت مكانها نابُه. بمعنى أنّ من يحاول تَرْوِيضَ الشخص الكبير في السِّنِّ، فجهده ضائع، لأنّ مَن شَبَّ على شيء شَابَ عليه. ومن العسير تغيير العادات لدى المسِنّين. *"الرَّيْطَه": الرَّيْطَة، والرَّائِطَة: المُلَاءَة(drap) كُلُّهَا نَسْجٌ واحد وقطعة واحدة. وكل ثوب يشبه الملحفة. نقول، في "الحسّانيّة": فلان"وَجْهُه اعْلِيهْ رَيْطَه كَحْلَه"، فكأنّه يغطي وجهه بِرَيْطَةٍ(drap) سوداء، كناية عن الطبقة السوداء التي تغطي وجهه. وهذا النوع من المَجاز كثير جدا في "الحسّانيّة"، شأنها في ذلك شأن الفصحى. *"دَاكْ وَجِهْ مِنْ تنْكرْدَه": وَقِيحٌ، ووَقِحٌ(insolent). وَقُحَ(بضم القاف) الرَّجُلُ يَوْقُحُ وَقاحَةً ووُقوحة(insolence): قَلَّ حَياؤه واجْتَرَأَ على اقتراف القبائحِ ولم يعبأ بها. فهو وَقِيحٌ، ووَقَاحٌ. وهي وَقَاحٌ. ج. وُقُح، ووُقْح. ووَقِحَ(بكسر القاف) يَوْقَحُ وَقَحًا: قَلَّ حَياؤه واجترأ على اقتراف القبائحِ ولم يعبأ بها. فهو وَقِحٌ، وهي وَقِحة. "تِنْكِرْدَه"، في "الحسّانيّة": فِلِزّ يُصْنَع منه "الْمَرْجَنْ أو الصَّابْرَه"، أي: المِرْجل(القِدْر)، فشُبِّهَ به وَجهُ الإنسانِ الوَقِحِ. وفي هذا مثال آخر على استخدام الكِنَايَةِ والتشبيه والمَجاز في "الحسّانيّة"، على غِرارِ الفصحى. *"فِيدَانْجْ": تَغْيِير الزَّيْتِ(vidange). من الشائع استخدام هذه الكلمة – بلفظها الأجنبيّ- ضمن المفردات الخاصة بصيانة(entretien) مُحَرِّكِ (moteur) السيارة، مِمّا يقتضي تغيير زيت المحرك(إفراغ الزيت القديم المستهلَك ليحل محله زيت جديد نقيّ). ومن الملاحظ ، بصفة عامة، أننا لا نبذل مجهودا يُذكَر من أجل التعبير باللغة العربية عن ألفاظ الحضارة، أو ما يُعرفُ بألفاظ الحياة العامة، مع أنّ اللغة العربية قادرة- بجدارة- على القيام بهذه المَهمة. وما دمنا في موضوع السيارة، فلا بأس من الإشارة إلى أنّ الألفاظ الأجنبية حاضرة بقوة على ألسنة المتحدثين ب "الحسّانيّة". من ذلك – على سبيل المثال: "فُولَان":المِقْوَدُ(volant)،  أو عَجَلَة القِيادَة: وهي العجلة التي يوجه بها السائق السيارة(محدَثة). " رُودَسَكُورْ": عَجَلَة بَدِيلَة، أو عَجَلَة احتياطية(roue de secours ). "اكْلى دَسَكُورْ": مِفْتاح بَدِيل، أو مفتاح احتياطيّ(clef ou clé de secours ). "رَتْرُوفِيزَيْرْ": المِرْآة العَاكِسَة(retroviseur ): المرآة التي يرى فيها الناظر ما وراءه.  والقائمة طويلة. ومع أنّ توحيد هذا النوع من المصطلحات أمر مهم، وهو ما يعمل من أجله مكتب تنسيق التعريب، بالتعاون مع مجامع اللغة العربية، فإنّ من واجب أبناء الأمة الغيورين على لغتهم – كل من موقعه-  أن يتعودوا على التعبير بها عن كل ما يستجِد من ألفاظ الحضارة، سواء أكان ذلك عن طريق الترجمة الحرفية أم عن طريق التعبير عن المفهوم  المقصود(concept ) . فنحن– مَثَلًا- عندما قلنا: مفتاح بديل أو احتياطيّ، فقد عبرنا عن المعنى المقصود ولم نترجم العبارة الأجنبية ترجمة حرفية ، كأن نقول: مفتاح إغاثة أو نجدة، إلخ. فلو قلت- على سبيل المثال- لشخص: اصنع لي: double clef، فإنّ المقصود هو: نسخة ثانية من المفتاح. ويقول المُصْطَلَحِيُّون(خبراء علم المصطلح) إنّ الكلمة تُعبِّرُ عن مَعْنًى، بينما المُصطَلَحُ يعبر عن مَفْهُومٍ. وذلك على الرُّغم ممّا قد يحدث من تداخُل بين الكلمة والمصطلَح، الأمر الذي يجعل من العسير وضع حدود فاصلة للتمييز بينهما. 

4. أغسطس 2013 - 14:20

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا