لست من هواة الكتابة في القضايا المحلية بنظرة جهوية – سياسيا- على الأقل.. لكن مادام الأمر يتعلق بجزء كبير من الوطن يتعرض لحملة اعلامية شرسة مدعومة بالمال العام ومال الحرام، فلن يكون الساكت عنها إلا شيطان “أخرس” خاصة إذا كان ممن ترعرع وعاش حلو الحياة ومرها بين وهاد ووديان تلك المنطقة.
1- لاء من واقع المدينة:
سيدى الرئيس – محمد ولد عبد العزيز- لا تعاب ولاية الحوض الشرقي إذا قالت لكم بصوت واحد نرفض أن نكون في استقبال قطار يجر خلفة عشرات الوزرء والأطر و”اللحلالة” و”الصفاقة” من أبناء الولاية وغيرهم الذين نكصوا العهد معكم وقبلكم وبعد كم؛ وشهدت الولاية كلها”بعقوقهم”.
سيدى الرئيس هذه الولاية التى يسَوقها -بكسر الواو وضم القاف- اعلامكم “الحر والنزيه والمستقل!” على انها مربط للتنمية، ووجهة للاستثمارات الحكومية، وقطار للمعرفة والتكنولوجيا ومطار للطيران الدولى والمحلى، وسوق تجاري يشبه اسواق “هونغ كونغ” و”دبى”، وتضاريس خضراء تنب الكلأ والعشب بإذن من سياستكم الرشيدة في مجال المياه والزراعة والتنمية والعدل!..
سيدى الرئيس سيتضح لكم إن كنتم حقا تريدون أن تكاشفوا الشعب عن حقيقة الواقع وتسمعون منه واقعه ، وترونه بأم أعيينكم.
سيدى الرئيس من باسكنو شرقا، مرورا بآمرج وسطا، وانبيكت لحواش شمالا، وولاتة والنعمة، غربا، إلى تنبدغ وجيكن، جنوبا، (خريطة الحوض الشرقى) يعيش الإنسان حياته كما كان يعيشها قبل اعلان استقلال الدولة، لا يوجد معلم حكومي واحد يشار إليه بالأصابع، لا توجد طرق معبدة ولا مصانع مستغلة، ولا حتى مبانى إدارية بعد فترة الاستقلال، اللهم ما ندر- وكان في أحكام حكومة ما بعد الإستقلال.
سيدى الرئيس.. الطرق بين النعمة ولاتة، والنعمة آمرج، والنعمة باسكنو، والنعمة نبيكت لحواش، وتبمبدغ جيكنى، هي نفسها الطرق ما قبل استقلال الدولة أو أشد قسوة.
سيدى الرئيس: إن هذه المدن المذكورة تعيش ساكنتها مجتمعة وسط خطوط حمراء من الفقر والأمية والتخلف.
سيدى الرئيس الحوض الشرقى يعيش على “دولة بلا رئيس ولاحكومة” في دولة (لها رئيس وحكومة تابعة لكم سيادة الريس)..
سيدى الرئيس: إن نسبة 90 في المائة من “المهَجرين” إلى الخارج فقرا، من الجمهورية الموريتانية تعود جذورهم إلى ساكنة الحوض الشرقى.
2- لاء الوجوب
سيدى الرئيس إن ساكنة الحوض الشرقى لن يمسهم عذاب من الرحمن لو أعلنوها قطيعة مع جحافلكم المرتدة سياسيا وفكريا، ممن ضاقت بهم معانات الأهل وضيم عيشهم، فاختاروا الرحيل إلى حيث العيش الرغد مقابل النفاق والخداع والشقاق.
سيدى الرئيس إن جل الأطر الذين اخترتهم كواجهة للمدينة من “المغضوب عليهم شعبيا” فآباؤهم وأمهاتهم وأخواتهم، يعيشون في قطيعة تامة معهم فهم غرباء يجمعون الأموال ويقطعون الأرحام، لا تجمعهم بأهل المدينة إلا مناسبة كهذه الزيارة التي تنوون القيام بها.
سيدى الرئيس إن كنت تريد خيرا فنكس طاولتك الوزارية منهم واسمع كلام غيرهم، فهم من المغضوب عليهم محليا، ضرر بقائهم بجانبكم أكثر بكثير عليكم من ضررهم على المنطقة.
3- لاء الصبر:
سيدى الرئيس سيبقى هذا الشعب الصابر المرابط الأصيل يحيى هذه الأرض الطاهرة بعرق جبينه، في انتظار أمل موعود ولن يراهنوا على تلك الجحافل الكاذبة المنافقة التى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا.
سيدى الرئيس بلغت سياسية الصبر مرحلة متقدمة لدى السكان وأخشى أن ينفجر بركانها قريبا، وحيئذ لن ينفع الندم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. اللهم فاشهد أنى بلغت.