تطل علينا ذكرى ترشح فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للا ستحقاقات الرئاسية للعام 2019م و ذلك بعد 32 يوما من الآن. وهي مناسبة و فرصة سانحة لمختلف أطياف شعبنا للتأمل في حجم التحديات التي كانت قائمة وقتها وتقييم حصيلة الإنجازات التي تحققت خلال المأمورية الأولى للرئيس التي أشرفت على النهاية .
و هنا لا بد من التذكير بأن البرنامج الذي على أساسه تم انتخاب الرجل كان يستجيب لتطلعات وهموم المواطنين الذين اعتبروه مرشحًا للأمل والعدالة ورفع المظالم ، وحظي وقتها بإجماع وطني منقطع النظير بإعتباره الشخص الأنسب القادر على إخراج موريتانيا من عقدتها و فتح مسار جديد لإصلاح الدولة و مؤسساتها. وبالفعل فقد تمكن سيادة الرئيس خلال عهدته الأولى من محو الآثار السلبية للأزمة السياسية التي استفحلت خلال العشرية الماضية ، فحقق تهدئة سياسية غير مسبوقة و عمل على ضمان إستقرار البلد وتعزيز أمنه و تقوية وحدته . وقد تم ذلك من خلال تدعيم مفهوم المواطنة على حساب الولاء للطائفة و القبيلة و الجهة و الإحتكام إلى سلطة القانون .في هذا المسعي بذلت جهود كبيرة للرفع من المستوى المعيشي للسكان و القضاء على الفوارق، و أنجزت مشاريع تنموية مهمة لصالح الفئات الهشة من الشعب شملت العون الإجتماعي و الولوج للسكن اللائق و التأمين الصحي، كما تم إنصاف المرأة عبر الرفع من مستوى مشاركتها في دوائر صنع القرار و في الوظائف الانتخابية.
وفي المجال الإقتصادي، فقد تم الحرص على توجيه موارد الدولة إلي أولويات التنمية و استخدامها بأعلى قدر من الفاعلية و الجدوائية عبر تطبيق إصلاحات صارمة شملت الحكامة الإقتصادية و المالية و النقدية و تنمية القطاعات الإنتاجية و تعميم المنشآت الضرورية لدعم النمو، وهو ما مكن من تحقيق نتائج ملموسة في مجالات الإستصلاح الترابي والعمران والزراعة وتطوير الثروة السمكية و الحيوانية و إعادة تنظيم قطاع المعادن، من أجل ترقية التشغيل والحد من بطالة الشباب.
و في نفس السياق، فقد تم إنشاء ألاف الكيلومترات من شبكات المياه في المدن و القرى و الأرياف و توسيع شبكات الطرق الحضرية و الريفية وفك العزلة عن العديد من المناطق الداخلية.
أما في مجال بناء الإنسان، فقد تم التركيز على تحسين نوعية التعليم باعتباره هدفًا رئيسيًا للمدرسة الجمهورية
التي أريد لها أن تكون مجالًا يساعد علي محو الفوارق و فرصة تؤسس لتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين . في هذا الصدد، فقد تم إنشاء و ترميم العديد من المدارس الإبتدائية و الثانوية و المهنية و مراجعة المناهج التربوية وتكوين المكونين، وتوفير الكتاب المدرسي على نطاق واسع .كما استحدثت مؤسسات تكوين عليا على مستوى التعليم العالي و أنجزت أكبر توسعة للمركب الجامعي بجامعة انواكشوط بسعة تتجاوز 11000طالب.
إذن هذه الإنجازات التي تم تحقيقها في وقت قياسي وفي ظل تحديات إقليمية و دولية معقدة ، ما كانت لتتم لولا الإرادة القوية لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني و تشبثه بنهج الإصلاح والتشاور وفسح المجال أمام كل الموريتانيين دون إستثناء للمشاركة في البناء الوطني. ومن أهم النتائج المباشرة لهذه الإنجازات هو تقويضها لكل الدعوات العنصرية و الطائفية و الجهوية و كافة خطابات الكراهية و المزايدات السياسية الكيدية الساعية إلي النيل من وحدة البلاد و تماسك نسيجها الإجتماعي.كما أعادت لموريتانيا دورها الريادي كدولة محورية يعول عليها في حل مجمل القضايا التي تهم الأمن والسلم الدوليين. وبالنظر إلى هذه المكتسبات و قرب الإستحقاقات الرئاسية القادمة الحاسمة بالنسبة لمستقبل البلد فيبقى السؤال المطروح ماذا نحن فاعلون؟
الأكيد أن الجزء الأكبر من الطيف الإجتماعي لن يفوت فرصة دعمه للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني و مطالبته بالترشح لمأمورية ثانية من خلال البناء على حصيلته المشرفة و مواصلة الإصلاحات. كما أن النخب الفكرية والسياسية الداعمة له مطالبة هي الأخري برص الصفوف والانخراط في حملة تعبوية و توعوية جماهيرية حول أهمية تدعيم المكتسبات و التحضير المبكر لتلك الاستحقاقات المهمة خدمة لموريتانياوشعبها وأجيالهاالمستقبلية.