كان ربك قديرا أن جعل النعمة أقصي شرقي موريتانيا ،وجعل "النعمة " منة منه لبعض عباده تبدوا نضرتها عليهم ،لا يعرفون لها قيمة إلا ماداموا يرسفون في قيودها الذهبية .
وشاء ربك أن يرزق الرئيس _وإن قديما _نعمة الصحة والمال والجاه ، ليجعل بها مدينة النعمة اسم فارغ المحتوى يجهده الفقر ،وتلعنه الطبيعة ،وينقص عيشه فقراء الحروب ،وغارات أعداء الرئيس وحزبه بحجة الإسلام والجهاد.
وهكذا أراد الله أن يجمع بين النعم وإن بطرق أسهلها "الجوي " وأنعمها غير المتوقع ، ليأتي الرئيس وأعوانه جوا تاركين شعبهم أو شعب موريتانيا يعاني الأمرين حكم الظلم ،وطريق القتل المعروف بطريق الأمل .
ليكون شعب النعمة بخريفه تصك أذانه صيحات النفاق وصور الرئيس القادم بشكله الجديد مع وزيره الأول الذي أخذ التسمية من أرضه ورئيسه شكلا ومضمونا،تحاكيه بطانة الأزياء والسمسرة اللذين لا يرغبون في مواطن إلا ولا ذمة ، تلك هي "النعمة " هذه الأيام بعسكرها الفقير المرابط في الشوارع وشعبها المحشود ليوم مشهود كذبه أكثر من حقه وحيفه أكثر من عدله وقديما قيل:
لا تترك الشعب جوعانا وتأمنه ***إن الشعوب إذا جاعت ستفترس
وفي حكم سلفكم أيها الرئيس الطائعي لكم بيان وموعظة حين أفسد البلاد والعباد وهم بالزيارة ذاتها وقد أكملها لعمري غير مأسوفا عليه ،وتركنا لك ولأسيادك هو وهذا الدهر الحرون نعاني همومه ،ويعبر لكم عنها "أتباعكم " فمنهم من آمن بها ومنهم من صد عنها وكفي بجهنم سعيرا .
غدا سيادة الرئيس تحلون بنعمة خيرات البلاد إلى نعمتها المنسية كباقى مدنها شرقا وغربا شمالا وجنوبا تحملون معكم أثقال الأمانة والمولدات الكهربائية لتأتوا بكل ذلك على راحة وأموال ساكنة البلد ،ولتحملن أثقالكم وأثقالا مع أثقالكم ،ولتسألن يوم القيامة عما كنتم تفترون . سكان النعمة جاء كم المرجؤون لكم ولهمومكم وأي ابتسامة لهم عون لهم على ظلمهم وزورهم ولقد علمكم الدهر ما لم تكون تعلمون ،فهل أنتم منهون؟
إن عمر المرء ما قد سره ***ليس عمر المرء مر الأزمنة
هكذا يذكركم الشاعر الفارسي بن دو ستويه ، قبل أن يدوسكم الرئيس بخيله ورجله بمواعيده لكم في أجل هم بالغوه.
سيادة الرئيس لا يغرنك تقلب من قبلك في البلد ،فالزمان تغير وأهله كذلك ولكم في شعوب العرب وأرضهم آية وعبرة .
سكان النعمة جاء كم عزيز محتفلا يستبشر هو وزمرته باللذين لم يلحقوا بهم من خلفهم حماة أهل الظلم من قادة جيشكم ولاة أمركم في القريب إن رست سفينة عزيز على الانتخابات والظلم هذا ربانها يغزونكم بغزوانيهم . وفي الختام تبقي المسميات في أرضنا تتقلب بين الحقيقة ونقيضها ،تدور مع عجلة الزمن بشبهه وتشابهه ،ولله عاقبة الأمور وله الأمر من قبل ومن بعد .