أوقفوا هذا الجنرال / أحمد ولد جدو

أحمد ولد جدوسيقف اليوم الجنرال الانقلابي محمد ولد عبد العزيز (رئيس موريتانيا الحالي) أمام شعب مدينة النعمة عاصمة ولاية الحوض الشرقي ، وذلك خلال النسخة الرابعة من البرنامج التلفزيوني لقاء الشعب الذي يحاول الجنرال ولد عبد العزيز من خلالها أن يظهر بمظهر الرئيس القريب من شعبه والراغب في سماع صوته ومعاناته -الأمر الذي لا يحدث بطبيعة الحال-.

أثناء هذا اللقاء سيطرح بعض الصحفيين الذين تم إختيارهم من طرف النظام أسئلة على الجنرال عزيز ، وسيتطرقون لقضايا معينة -طبعا الأسئلة ستكون محضرة مع النظام ولن يكون فيها مايحرج - فالأمر لايعدو كونه مسرحية موسمية ونوع من تقليد الرئيس الليبي الذي ثار عليه شعبه معمر القذافي -.

وبهذه المناسبة وجدتني أفكر بقضية الاتهامات التي وجهت للجنرال محمد ولد عبد العزيز ،والتي تقول أنه عراب لتجارة المخدرات وغسيل الأموال في إفريقيا جنوب الصحراء . وسأحاول أن أتذكرها معكم حتى لا ننسى أننا نحكم من طرف شخص فاحت رائحته ،وأصبح إسمه مرتبط بشكل مزعج بتجارة المخدرات وغسيل الأموال.

بدأت القصة حين ظهر النائب في البرلمان الاوربي نويل مامير في برنامج تلفزيوني واتهم صراحة الجنرال محمد ولد عبد العزيز بأنه عراب لتجارة المخدرات في منطقة الساحل ، لتبدأ بعد ذلك الاتهامات والدلائل والقرائن في الظهور، لكن الأمر بلغ حد الذروة حين قامت مواقع موريتانية في يوم 28 مارس/ آذار 2013 بنشر تسجيلات صوتية تظهر الجنرال محمد ولد عبد العزيز وهو يتحدث مع شخص عراقي ، ويفاوض هذا الشخص محمد ولد عبد العزيز بغية الإفراج عن شحنة من سلعة لم يتم تحديدها لكنها موجودة في صناديق ، وترجح مجريات المحادثة أن تكون مبالغَ مالية، ورجحت المواقع أن المحادثة تتعلق بعملية غسيل أموال قامت به عصابة في العاصمة الغانية أكرا.

خاصة بعد أن ظهر شخص من دولة مالي يدعى عمر ممدو واتهم الجنرال محمد ولد عبد العزيز بتجارة المخدرات ، والارتباط بمجموعات دولية تنشط في مجال تبييض وتزويرالعملات ، وذلك من خلال مقابلة أجراها معهlechallenger.com قال فيها :

أنه عمل وسيطا وشريكا ل محمد ولد عبد العزيزأيام نظام الرئيس السابق معاوية ولد سيد الطايع واستمرت العلاقة بينهم حتى بعد حكم معاوية وعقد له صفقات كبيرة قبل أن يقوم الجنرال عزيز بالاستغناء عنه ومحاولة التهرب من تسديد أتعابه التي أتفقا عليها ، وأكد المواطن المالي أنه يمتلك تسجيلات صوتية لمحادثات عزيز معه ومع بعض الشخصيات الناشطة في مجال غسيل الأموال في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء . قصة المواطن المالي ممادو و الفرنسي نويل مامير ليست الوحيدة فقد تحدثت وسائل إعلام عن علاقة الجنرال عزيز بقائد أركان غينيا بيساو الذي تم اعتقاله على خلفية نشاطه في تجارة المخدرات وأن الأخير زار موريتانيا بشكل سري ولمرات عديدة.

جاءت هذه القصص في ظل قيام الجنرال عزيز بالعفو عن شبكة متورطة في تجارة المخدرات في موريتانيا وإخلاء سبيل أفرادها من ضمنهم ضابط الانتربول المتهم فى المخدرات سيد أحمد ولد الطائع ،الرجل الذي أقر بتغاضيه عن عمليات تهريب للمخدرات وتبييض الأموال في موريتانيا.

التسجيلات الصوتية التي تتهم الجنرال عزيز تم تجاهلها من قبل الجنرال ولم يقم حتى الاَن بالتعليق عليها رغم مطالبة المعارضة الموريتانية بفتح تحقيق فيها،وهو ما يعد احتقاراً للشعب الموريتاني الذي من حقه أن يعرف الحقيقة وأن يبرر له ظهور الشخص الذي يحكم موريتانيا ويمثلها في الخارج بهذا الشكل المذل ، لذلك سيكون من الرائع أن يخرج عليه المواطنون ويطالبون التوضيح منه،أو يحاول أحد محاوريه في" لقاء الشعب " أن يخرج عن النص ويسأله حول القضية. فالأمر ليس مجرد شائعات وقصصاً خرافية من نسج خيال الصحافة والمعارضة، فهناك تسجيلات وشهادات قدمت حول الموضوع ومن الحيف أن يظل الوضع على ما هو عليه وكأن شيء لم يحدث، ومن العار أن يظل تجار المخدرات أحراراً يتحكمون في مصير الشعوب

13. أغسطس 2013 - 16:44

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا