نيرون مصر الجديد / محمد محمود الصيام

بغض النظر عن مساحات الخلاف وروافد اللقاء مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر  لايمكن بأي حال من الأحوال الحصول على سبيل لتبرير المجزرة التي استهدفت عددا من المحتجين المناصرين للرئيس المخلوع محمد مرسي بميدان رابعة العدوية .

المجزرة التي راح ضحيتها مايزيد على خمسمائة قتيل إضافة إلى الكثيروالكثير من الجرحى قدمت صورة غير مطمئنة عن مستقبل البلد في ظل هذه الأزمة المتفاقمة بفعل الإنقلاب الذي أقدمت عليه المؤسسة العسكرية في الثالث من يوليو الماضي. فالطريقة التي تعاطت بها المؤسسة العسكرية مع المتظاهرين تثبت أن هذه المؤسسة ماضية في حماية إنقلابها الذي قادته ضد أول رئيس يتم إنتخابه بعد ثورة جاءت لوضع قطيعة تامة مع زمن القمع والديكتاتورية . إحتجاجات مناصري مرسي وتعبيرهم عن رفضهم التام للإنقلاب كان كافيا لجعلهم على مرمى حجر من نيران وجهت صوبهم عن ترصد وسبق إصرار. صور حمراء بلون الدم ضاقت بها شاشات الفضائيات وألم عميق  ضاقت به صدور المشاهدين وهم يتابعون جيشا وجد لحماية شعب فإذا به يعمل على إبادته . قد يكون مرسي بدون شرعية حسب معارضيه ولكن أي شرعية يمكن إلصاقها بمن يسمح لنفسه بتوجيه السلاح صوب أحد  مواطنيه أعزل وبسيط وأي وصف يليق بمن يقوم بهذا الفعل؟  دم المواطن المصري بات رخيصا ولا ثمن له أمام إنقلاب السيسي  الذي جاء لحقن دماء المصريين  على حد تعبير السيسي إبان إنقلابه  وكأن الذين سقطوا في رابعة العدوية لا ينتمون لمصر . لا أعرف بأي ضمير يمكن أن  يفكرالسيسي  في قيادة بلد تلطخت دماء مواطنيه بيديه ؟ بأي صوت سيخاطبهم وهو الذي يتم ابناءهم وكان سببا في ترميل نسائهم ومهد دروبا للحزن ليعبر إلى نفوسهم ... بأي وجه سيظهر لهم وهو الذي سمح للوجوم بإعتلاء وجوهم عنوة ... بأي عيون سيطالعهم وهو الذي حول الحياة في نظرهم إلى سواد حالك ... من المعيب جدا في ظل هذا الوضع المتأزم وإنتشار صور الدماء أن يظهر من بين الكتاب والمثقفين من يعمل على تبرير ماحدث وكأن كل مشاهد الدم والألم لم تزرع في نفسه أي إحساس ... وكأن كل المعا ني المرتبطة بالإنسانية والقيم المجابهة لأنواع الظلم رحلت من قاموسه... ليسمح لنفسه بالتواطأ في هذه الجريمة التي ينبغي على الجميع إدانتها . السيسي وعبر مجزرته هذه يستحق  لقب نيرون مصر الجديد الذي شرع في طريقه إلى حرقها .

 

[email protected]

16. أغسطس 2013 - 9:59

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا