تفصيح العامية (11) / إسلمو ولد سيدي أحمد

alt*"ارْغِيدَه"(براء مرققة): الرَّغِيدَة: من معانيها: اللَّبَن الحليب يُغلَى ثم يُذَرُّ عليه دقيقٌ حتّى يَختَلِطَ ويصيرَ طعاما يُلعَق لعقًا. و، في الحسّانيّة، "صنْف من "الْعَيْشْ" يُعَدّ بطريقة متسرعة. و"الْعَيْشْ": وَجْبَة شعبية موريتانية، تُحضَّر بغلْيِ الماءِ وإضافة الدقيق إليه ودَلْكِ/عَرْكِ الخليط وتركه

على نار هادئة حتّى يَنضج، وقبل أن يقدم للإكل، يُؤدَم عادة بالحليب أونحوه. و"النَّشَا"، المشار إليه سابقا، هو نوع من "الْعَيْشْ" زِيدَتْ فيه كمية الماء على كمية الدقيق بحيث يصبح حَساءً/شُرْبَة(soupe). مع ملاحظة أنّ المعنى العام للعيش- في الفصحى- هو: الحياة(vie). وما تكون به الحياة من المَطْعَم والمَشرَب والدَّخْل. كما يُطلَق- في مِصْرَ- على الخُبْزِ(pain)، و- في موريتانيا- على الوَجْبَة(repas) المشار إليها آنِفًا.

*"كَزَّرْ"(بكاف منطوقة جيما قاهرية وزاي مفخمة): رَفَسَ(regimber, ruer) يَرْفسُ رفسًا، ورِفاسًا: رَكَضَ بِرِجْلِه. ورَفَسَ فلانًا رَفْسًا، ورُفُوسًا: ضربه برجله في صدره. رَفْسَة: coup de pied. رَفْسُ حِصَانٍ: ruade de cheval. *"آبَ" عن الشيْءِ: أَبَى(refuser, ne pas accepter) الشَّيْءَ: كَرِهَه ولم يرضه. وفي التنزيل العزيز:(وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ). وفي المَثَلِ: (رَضِيَ الخَصْمان وأَبَى القاضِي): يُضرَبُ لمن يطالب بحق نَزلَ أصحابُه عنه. ويقال: له نفس أَبِيَّة: ذات تَرَفُّعٍ. ومن معاني الإباء: الشهامة/الأنفة/عزة النفس(fierté). وأَبَيْتَ اللَّعْنَ: من تحية الملوك في الجاهلية، معناها: أبَيْتَ أن تأتيَ بما تُلْعَنُ به. و"اتْمَابِ": الرَّفْض(refus). و"ابْغَ والَّل اكْرَهْ": شَاءَ أَمْ أَبَى(qu'il le veuille ou non). مع ملاحظة أنّ آبَ، في الفصحى: رَجَعَ. آبَ إليه يؤوب أوبًا، وأوبةً، وإيابًا، ومَآبًا: رَجَعَ. ويقال: بطاقة ذَهابٍ وإيابٍ: un billet d'aller et retour. وآبَ إلى الله: رجع عن ذنبه وتَابَ(se repentir). والأوَّابُ: صفة مدح للرَّجَّاعِ عن كل ما يكرهه الله إلى ما يحبه. وفي التنزيل العزيز:(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهَ أَوَّابٌ). و: (إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا).

*"اعْفَسْ" presser fortement)): عَفَسَه يَعْفِسُه عَفْسًا: طَرَحَه على الأرضِ وضَغَطَه ضغطًا شديدًا. و"اتْعَافْسُ": تَعَافَسُوا: زاوَلُوا الصِّراعَ. و "لعْفِيسْ": العَفْسُ. *"يَاسرْ": كَثِير. و، في الفصحى، اليَاسِرُ: الذي يلي قسمة الجزور في المَيْسِرِ. والضَّارِبُ أو اللاعِبُ بالقِداحِ في الميسرِ.ج. أيسار. وهي ياسرة.ج. يَواسِر. ولعل الكلمة "الحسّانيّة" مشتقة من اليَسَار(aisance, prospérité)، أي الغِنَى والثروة والسِّعة والرَّخاء. *"الرَّفْكَه"(تُنطَق الكافُ جِيمًا قاهرية): رُفقاء/ رَكْبٌ، من الرجال عادة، يسافرون على الدّوابِّ إلى بلد أو منطقة قد تكون نائية لِجَلْبِ المُؤَنِ. ولعلها تَحْرِيف للرُّفقة(compagnie): الصُّحْبَة. ويستبشر كثيرًا أهلُ البَدْوِ بعودة ذوِيهم من "الرَّفْكَه"، مُحمَّلين بالملابسِ والمواد الغِذائية الضرورية.

*"مَارُ": الأُرْز/الرُّزّ(riz): إذا لم تكن هذه الكلمة مأخوذة من بعض اللهجات المحلية غير العربية، فقد تكون مشتقة من: الْمِيرَة. مَارَ أَهلَه يَمِيرُ مَيْرًا: أَعَدَّ لهم/جَلَبَ إليهم المِيرَة. وامتار لأهله أو لنفسه: جَمَعَ الميرة، وهي الطعام- من الحب والقوت- يُجمَع للسفر ونحوه. و،  في "الحسّانيّة"، يُطلَق على زاد المُسافِرِ "لعْوِينْ". وفي التنزيل العزيز:(هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا).

*"الْمَرْفَكْ" (تنطق الكاف جيما قاهرية): المَرْفِق/المِرْفَق(coude): مَوْصِل الذِّراعِ في العضد.ج. مَرافِق.

*"ارْكَ"(تنطق الكاف جيما قاهرية): رَقَأَ الدَّمْعُ والدَّمُ ونحوُهما، رَقْئًا، ورُقُوءًا: سَكَنَ وجَفَّ وانقطَعَ بعد جريانه. و"رَكَّاهْ": أَرْقَأَه: جَعَلَه يَرْقَأُ. يُقالُ: أَرْقَأَ العِرْقَ(veine, artère...). *"الرّكْعَه"(تنطق الكاف جيما قاهرية): الرُّقْعَة(morceau d'étoffe avec lequel on rapièce un habit): ما يُرْقعُ به الثوبُ أو القطعُ. يقال: الصاحبُ كالرقعة في الثوبِ إن لم تكن منه شَانَتْهُ، فاطلبْهُ مُشاكِلًا. كما تُطلَق على قطعة من الأرضِ(parcelle de terrain).

*"الزَّحَّافْ"، في الحسّانيّة": الشخص المقعَد الذي لا يستطيع الوقوف أو السير على قدمَيْهِ فينسحِبُ على مَقْعَدَتِه، لينتقلَ من مكان إلى آخَر. و، في الفصحى، الزَّحَّافُ: كلُّ ما يمشي على بطنه، كالأَفاعِي ونحوِها. وزَحَف الصَّبِيُّ(se traîner par terre) يَزْحَف زَحْفًا، وزُحُوفًا، وزَحَفانًا: انسحب على مَقعَدَته قبل أن يمشِيَ. ولعل "الزَّحَّافْ"، في الحسّانيّة" مَأخوذة من هذا المعنى.

*"أَزْرَكْ"(بزاي مفخمة وكاف منطوقة جيما قاهرية): أَزْرَق(bleu): ما لونه الزُّرْقة. و"زَرْكَه": زَرْقاءُ(bleue). والشخص الغِرّ(من ينخدع إذا خُدِعَ)، الساذج(naïf)، صافي القلب، سريع التصديق...يُوصَف كذلك بأنّه "أَزْرَكْ".

*"آزْعَافْ"، في" الحسّانيّة": مبالغة في عدم الشهوة(الشهية) للطعام(manque d'appétit). ولعلها مستوحاة- مَجَازًا- من: الزُّعَاف. سُمٌّ زُعَافٌ: سَريعُ القَتْلِ. وموْتٌ زُعَافٌ: سَرِيعٌ. وزَعَفَ الرّجُلَ ونحوَه: ضَرَبَه فمات مكانَه سريعًا. وكأنّ "آزْعَافْ" الذي يمنع الشخصَ من سَدِّ الرَّمَقِ، سيقتله سَرِيعًا.

* فلان "فِيهْ الزَّغْبَه" أو "مَزْغُوبْ"، في "الحسّانيّة": porte-malheur: مَشْؤُومٌ. شَأَمَهُم: جَرَّ عليهم الشُّؤْمَ. ويقال: شَأَمَ عليهم، وشُئِمَ عليهم: صار شُؤْمًا. فهو مشؤوم عليهم. ج. مَشائيمُ. والشَّؤْمُ(malheur): الشَّرُّ. عِلْمًا بأنّ الزَّغَب: صِغار الريش والشعْر وليِّنه. وما يبقى في رأسِ الشيْخِ عندَ رِقَّةِ شعْرِه. الواحدة: زَغْبَة.

*"لَخْلَاكْ"(تنطق الكاف جيما قاهرية): النَّفْسُ/الرُّوحُ Âme) ). فعلتُ هذا الأمرَ على "أَخْلَاكَكْ"(تنطق الكاف الأولى جيما قاهرية): من أجْلِكَ(pour vous)، لِمَرْضاتِكَ(pour vous satisfaire). "شَيْنْ لَخْلَاك": الغَثَيَانُ(envie de vomir). "كَبْظُ شَيْنْ لَخْلَاكْ"(تنطق الكافان جيما قاهرية): غَثِيتْ نَفْسُه(avoir envie de vomir). ويوصَف الإنسنُ بأنّ "أَخْلَاكُ" ضَيِّقة "ظِيْكَه"، إذا كان سريع الغضب ، أو "وَاسْعَهْ"، في الحالة العكسية.

*"ترْكَابْ النفسْ أتكْظَاظْها": التَّنَفُّسُ:  respiration. "ترْكَابْ النفسْ": الزَّفِيرُ(expiration): إخراج النَّفَسِ بعد مُدّة، وهو خلاف الشَّهِيقِ. وفي التنزيل العزيز:(لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ). "احْكَمْ فِيهْ النفَسْ": حَبَسَ/أَمْسَكَ/كَتَمَ أَنْفاسَهُ: retenir sa respiration.

*"زَخْدَبْ"، في "الحسّانيّة": غضِبَ غضبا شديدا. ويلاحظ أنّ عددا كبيرا من الكلمات "الحسّانيّة"-كما أشرتُ إلى ذلك سابقا- عبارة عن تحريف لألفاظ عربية فصيحة. ولعل هذه الكلمة تحريف للفعل: زَغْدَبَ(بالغيْنِ): غَضِبَ. والزغدبُ: الهدير الشديد. والزَّبَد الكثير. ويلاحَظ أنّ الشخص "لمْزَخْدَبْ": الغَضِب/الغضبان، قد يمتلئ فمُه بالزبَدِ وتصدر عنه أصوات مرتفعة تشبه الهديرَ.

*"أَشعْطَاطْ": الزَّغَفُ: دُقَاقُ الحطب. وأطرافُ الشجر والنباتِ الضعيفةُ. الحطب: كلُّ ما جَفَّ من زَرْع وشجَر تُوقَدُ به النار. ويوجد فرق بين "لحْطَبْ": الحطَب - بصفة عامة - وبين "أَشعْطَاطْ": الزَّغَف(دُقاق الحطب)، كما رأينا. ومن المعلوم أن الحطب فيه الجيد وفيه الرديء. يقال: فلان حاطِبُ لَيْلٍ: يتكلّم بالغَثِّ والسمِينِ، أو يجني على نفسه لعدَم تفقُّد أمرِه وكلامِه. فكأنه حَطَّابٌ يجمع الحطبَ في ظلمة الليلِ فيأتي بما وقعتْ عليه يدُه من جيّدٍ ورديء.

* "التّعْرَاصْ":الزواج: mariage ، و"ادْخُولْ لخْطَيْرْ": الزَّفاف/ليلة الزفاف/ليلة العُرْس. و"سَدَّرْ لعْرُوصْ": أَزَفَّ/زَفَّ العَرُوسَ: نقلها من بيت أبويْها إلى بيت زوجها(reconduire la nouvelle mariée chez son mari).

*"أَزُفَافْ"، في "الحسّانيّة"، "أَزُفَافْ رَجَّالَه": رجل قويّ يُحسِن التّصَرُّف. ولعل لهذه الصفة علاقة بالزَّفِيف: السَّرِيع. أو بالزَّفُوف: النَّعَامَة. وكأنّ "أَزُفَافْ" مَن يَتَّصِف بالقوة والسرعة.

*"ازْكِيبَه"(بزاي مرققة وكاف منطوقة جيما قاهرية): الزَّكِيبَة: الغِرَارَة.ج. زَكائِبُ. وجاء في المعجم الوسيط أنها(أي الزكيبة) مصرية. ومعنى ذلك أنها مشتركة بين العامّيتيْن: المصرية والموريتانية. وما دام مجمع اللغة العربية قد أدخلها في المعجم، فلا مانع من استعمال الموريتانيين لها في الصيغة المصرية(الزكيبة)، مع نطق الكاف كما تُنطَق في الفصحى، وذلك في إطار عملية توحيد المصطلحات العربية. الغِرَارَة: وِعاء من الخيش ونحوِه يوضع فيه القمْحُ ونحوُه، وهو أكبر من الجُوالق. ج. غَرَائِرُ. والجُوالق: وِعاء من صوف أو شعر أو غيرهما. كالغِرارة. ج. جَوالقُ، وجَواليق. وهو عند العامّة "شوال". وهو(أي الجُوالق) من المعَرَّب: وهو اللفظ الأجنبيّ الذي غَيَّرَه العربُ بالنقْصِ، أو الزيادة، أو القلْبِ. وعندنا، في "الحسّانيّة"، ما يُعرَف ب"اشْكَارَه". وجاء في المعجم الوسيط: الشِّكارَة: كيس مِن قُماش أو ورق متين محدّد الوزن يُعَبّأُ فيه الأسْمَنْتُ ونحوُه. ج. شَكَائِرُ(من الدخيل: اللفظ الأجنبيّ الذي دخل العربية دون تغيير). وحبذا لو زُوِّدت المعاجم اللغوية الحديثة بصور توضيحية لهذه المسميات التي يستعصي التمييز بينها في بعض الأحيان.

18. أغسطس 2013 - 13:51

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا