سيادة الرئيس اسمحولي أن أخاطبكم بلغة غير اللغة اللتي تعودتم على سماعها من المطبلين والمهللين والمزمرين الذين يخبروك كما أخبروا غيرك في كل مناسبة أو حتى بدونها أن البلد بخير وأن الشعب في رغد من العيش وسعة في ظل حكمكم الرشيد لكن الحقيقة يا سيدي "وللأسف" عكس ذلك تماما
سيدي الرئيس أنا مواطن بسيط من رعيتكم أحبكم وأحب بلدي وهذا الشعب المسكين الذي يأن بسبب الجهل والفاقة والحرمان ويريد أن يوصل إليكم صوت الشعب الذي غيب عن لقاء الشعب الأخير ترى يا سيادة الرئيس ومأموريتكم اللتي انتخبتم لها توشك على الإنتهاء ماذا قدمتم لناخبيكم وشعبكم الذي وعدتموه وانتظر منكم الكثير؟
لن أستطيع ولا غيري انكار أنكم قضيتم على الأحياء العشوائية -أو قطعتم أشواطا كبيرة في ذلك الاتجاه- في كل من نواكشوط ونواذيبو، ولن ننكر أيضا أنكم صححتم الحالة المدنية الموريتانية بنظام عصري بيرومتري وهي التي كانت تعيش حالة مزرية و فوضى عارمة، ولن ننكر كذلك أنكم نجحتم على المستوى الأمني إلى حد كبير في الحرب مع القاعدة في شمال إفريقيا إضافة إلى طفرة في تعبيد الطرق هنا و هناك وبعض الانجازات الأخرى... لكن يا سيادة الرئيس كل ذلك لا يكفى فالشعب كان ومزال ينتظر الكثير
هناك ياسيادة الرئيس الآلاف من الشباب المسكين المغلوب على أمره ومن حملة الشهادات قرروا ترك بلادهم على مضض والهجرة للمجهول "وأنا من بينهم" هربا من شبح الفقر والبطالة وضيق ذات اليد، وهناك طابور أكبر لا زال ينتظر ويحلم أن يسلك نفس الطريق على "علاتها" فماذا قدمتم لهؤلاء لكي لا يهجرو وطنهم مقابل حياة كريمة على ثراه.
سيدي الرئيس هل أبلغك المتحدثون باسم الشعب عن فساد التعليم وضعف المناهج وحاجتها للتطوير فالمناهج التعليمية عفى عليها الزمن وخطط التطوير ومواكبة العصر معدومة في قطاع يعتبر أهم القطاعات لأنه قطاع تكوين الأجيال القادمة وأتمنى أن تبادروه فهو السبيل لإخراج أجيال متعلمة نحتاجها في جميع القطاعات المختلفة
سيدي الرئيس الإقتصاد الموريتاني يعيش اليوم وفي ظل حكمكم أسوء حالته من حيث الحياة المعيشية "دون أن تنعكس الأرقام الوردية التي قدمتم" في لقائكم مع الشعب "أو لقائكم مع الصحافة" عليه فأسعار السلع الأساسية في ارتفاع مستمر اللحوم والأرز والزيت والمحروقات..... وسياسة الترقيع التي حاولتم انتهاجها لزيادة الرواتب لم تأت أكلها ولم تواكب الإرتفاع المذهل للاسعار مما جعل الكثيرين من أبناء شعبك يصرخون أين حديدنا ونفطنا وذهبنا ومعادننا بل أين أسماكنا وثرواتنا؟!!
الصحة يا سيدي الرئيس هي الأخرى تعيش حالة يرثى لها فالمرضى يموتون في المستشفيات يوميا بسبب نقص الرعاية الصحية وضعف تأهيل الكادر البشري وانشغال معظم الأطباء في عيادتهم الخاصة والأدوية المزورة المسرطنة التي أهلكت الحرث والنسل وفتكت بالمواطنين أكثر من فتك الأمراض المزمنة التي تنتشر دون مراقبة ولا متابعة ولا حتى أبسط علاج. سيدي الرئيس حتى القضاء لم يسلم أيضا وكان له نصيبه من الفساد بداية من الانتقائية في فتح ملفات فساد البعض "لأسباب سياسية" وغض الطرف عن فساد الآخرين مرورا بمن تم الإفراج عنهم بحرية مؤقتة أو "حرية دائمة" بأوامر مباشرة من طرف السلطات التنفيذية وانتهاء بالمحاباة في الإفراج عن مقربين منكم عائليا وعدم محاسبتهم على جرائم جنائية ارتكبوها.
في العالم كله يا سيادة الرئيس خطط خمسية وعشرية وعشرينية أو أكثر لتطوير الإقتصاد والبنى التحتية فلما لا تضعون حجر أساس لمشاريع ذات عمق استراتيجي تعود بالنفع على جميع الموريتانيين حتى ولو كان الإنتهاء من إعداد هذه المشاريع بعد نهاية مأمورية "فخامتكم" أم ستبقى العقلية المسيطرة هي المشاريع قصيرة الأجل سريعة المفعول التي تصلح للاستخدام في الحملات الانتخابية، ومتى ستبقى موريتانيا هي البلد الوحيد تقريبا في العالم الذي نعدد فيه انجازات الرئيس ونذكر من أهمها تعبيد شارع هنا أو طريق هناك مما يدل في فقر شديد في البنى التحتية وفقر في الانجازات.
سيدي الرئيس قد يرسم لك البعض الوضع بصورة وردية وأنكم استطعتم خلال فترة وجيزة نقل موريتانيا إلى مصاف الدول المتقدمة لكن الحقيقة تقول أن أغلب مواطنيكم لا زالوا يرزحون تحت خط الفقر وأنتم من انتخبتم "رئيسا للفقراء"، فهل سيصل صوتنا نحن البسطاء إليكم أم ستكتفي بما تجود به قريحة المتملقين من تزلف؟!