سيدي الرئيس:
أعرف جيدا وتعرف انك بين المخادعين والأعداء، فاسمع بنصيحتي ولا تبتئس لمن يغيظك ولا تسمع لمن يضحكك، جريا على قول المثل الموريتاني.
سيدي الرئيس:
إن القوم يأتمرون بك، وقد أزفت ساعة الانقلاب، فنكل بمن حولك من بطانة السوء، وجوقة الأعداء من أصدقاء الأمس واليوم من المنافقين والمتأمرين، من الأشقاء والأخلاء ورفيقك الذي يؤويك، فالمرء لا يؤمن له جانب، وكرسي الرئاسة لا يخلوا منه طالب.
هنالك في النعمة كانوا يحضرون لمن قبلك الأكفان، ويقعدون له في كل كرنفال ومهرجان، ينسجون خيوط الود الزائفة ويكيلون التهم ويلفقونها من وراء الجدران، فاحذرهم إنهم قوم الجحود والنكران، فهم نفس البطانة التي كانت تعقد عقد الحيل وتنفث مكائد السوء.
هنالك في النعمة لا تزال أرجوحة الرؤوس خالية تنتظر بفارق الصبر من يطؤها، فهي صراط الموت ومنصة الرؤساء ومرجلهم الذي عليه يسحلون، فالطريق واحد ولو تعددت أساليبه سواء بالشنق أو بالاقتراع أو الانقلاب فهي طريقة جبل عليها القوم، واعتدنا عليها من نفاق وزرائهم، سواء من أكلة المال العام أو من لصوص المخزن السابقين، فلا يكن مقررا بك فؤلئك شرذمة من أكابير النفاق والتلفيق ترجلوا معك من ارض الشقاق، إلى أرض النفاق.
سيدي الرئيس:
انا لم اعتد أن أكون لك ناصحا، ولم أك لك عدوا إلا بقلمي، ولكن الحق ما شهدت به الأعداء، فكن حذرا كل الحذر من بطانتك التي تأويك، فلا تبتئس، وأنت تخاطبهم.. ولا تفرح وأنت تآزرهم، لا تكن مطمئنا على فوزك في الانتخابات، مادمت من رموز الانقلابات، لا تنام –قرير العين- وأنت تسامرهم، لان "الرئيس المؤتمن" لما نام ثار عليه الحرس الرئاسي، غداة "صنفهم" ثم تولى عنهم فعزلوه قبل أن يعزلهم، وأقبلت علينا بعصر الفقر، والتقهقر، لأنك "يا سيادة الرئيس"من صنف الجنرالات.
فطوبى لكـ، فعلى عهدك لا تزال دولة أحذية الجلود خالدة، ولكن لا تستبد، ولا تصنع لك أعداء، من وطن الجوع والفقر لا تمرح أو تفرح مادمت رئيسا "من الفقراء" فالانقلاب عليك قادم لا محالة إنها مسألة وقت وتنتهي عربة النفاق ودولة الشقاق، فاملء جرابك وقدورك من خزينة الدولة وارحل.
تذكر انك رئيس من الفقراء ولست رئيس للفقراء، ولا ميكائيلهم، فهم كثر في عهدك ولا يبالي بهم إلا عزرائيل، فهل تستحق ان نسميك رئيس الشوارع، والبقالات، والجرارات، والطرق، وكل جماد لا يتكلم، ولا يعود بالمنفعة، إلا لرجل مثلك امتلك الحديد والاسمنت والجرافات. أيهما تستحق أن نلقبك او نسميك، هل نكنيك "قارون" أو نمجدك بالملك سليمان؟ هل يستحق علينا كل رئيس قادم -مادمت لست الملك- ان نجد له لقبا سياسيا أو ندين له بدين الولاء وهو الذي استغنى من مال الشعب وأفقرهم، حتى أصبحت مفاتيح خزائنه تنوء العصبة بحملها؟. لماذا لا تقام مراسيم جوقة حفل "عذاب الشعب" هنا في العاصمة أم انك تخشى علينا وعلى الحاضرين من كثرة اللصوص وقطاع الطرق، لماذا لا يكون مثلا في باحة القصر الرمادي، أو قصر الشعب او "المؤامرات".
سيدي الرئيس لماذا ترسل من كل شيعة في المدائن وزراء لك حاشرين، أليس المال العام يبدد في هذه الكرنفالات أم أنها من أموال الدولة وليست من جيوبهم الخاصة فهي إذن مستباحة؟
رحمك الله ياعمر بن الخطاب كان "مسؤلا" عن امن دولة مترامية الأطراف إذا تعثرت دابة في مشارق الأرض أو مغاربها، لكن "عزيزنا" ليس مسئولا عن عشرات الحوادث التي سببتها زياراته هذه، فكبدت الناس أرواحهم وبذرت أموالهم؟.
ففي أي دولة نحن من العالم؟، لعمري إننا لا نزال نقيم في دولة الانحطاط في هذا المنكب البرزخي، ننتمي لعصر الذل والمماليك، ما دام نظام "العزيز" قائما تحتضنه دولة العساكر.
ــــــــــــــــــ *مدون وكاتب صحفي موريتاني