موريتانيا أولاً / محمد الإمام ولد ناجين

alt تتعدد الآراء والأطروحات من شخص لآخر وتختلف وجهات النظر مهما تباعدت وتقاربت ويظل الهدف المنشود مهما اختلفنا هو السعي وراء مصلحة عامة لصالح بلد بحاجة لأبنائه كل من موقعه.

تحدق بنا مخاطر جمة في زمن المخاطر وقل من يسلم منها داخل منظومة دولية نحن جزء منها أبينا أم شئنا، يمر العالم اليوم بظرف زمني يتطلب كل الحذر من انجرافات لا تحمد عقباها وذاك نتيجة ظلم واستبداد الحكام وعدم إشراك الآخر من أصحاب الرأي المخالف بل تغييبه أحيانا.

وفي بلد كموريتانيا ذي التكوين العرقي المختلف ترتفع فيه التجاذبات السياسية إلى حد الملاسنة والسب أحيانا والشتم بين نخب متعددة المشارب والتكوين الإيديولوجي داخل إطار حزبي تجاوز حد المعقول في البلد وموازاة مع ذلك هناك منظمات حقوقية ومدنية تسوق هي الأخرى أجندات خارجية تسعى من خلالها إلى تفكيك لحمة البلد وبوتيرة يحسب زمنها إن اتسعت الفوهة داخل الطيف المجتمعي، يحتاج منا هذا الواقع حلوه ومره صرير قلم من خلاله نبرز تجليات مشهدنا السياسي المتأزم والذي مر بمراحل منها المطالبة بالرحيل ومنها الجلوس على طاولة حوار جمعت البعض والآخر قاطع ونتج عن ذلك الحوار هدنة سياسية جمعت بعض الطيف السياسي نتج عن ذاك الحوار سن قوانين تمت إحالتها إلى برلمان الجمهورية منتهي الصلاحية ورأت النور على إثرها إنشاء لجنة مستقلة للإنتخابات تكل الدولة إليها ما يتعلق بمنظومتنا الإنتخابية مع الرقابة عليها من بعد، لم يجد الطرف الثالث نفسه فيها من خلال تغيبه وإن تقاسم الكل بعض الأخطاء ولم تسلم الساحة حينها من ظهور مبادرات من أجل تهدئة الوضع حيث كانت مبادرة العلماء للم الشمل وكذا مبادرة الرئيس مسعود والتي حظيت بإعلام واسع بعد أن ضاعت سياسة الكر والفر (الرحيل).

تتعدد المشاكل في وطننا الغالي حسب مناطقه فهناك عمال الجرناليات في مدينة المناجم حالهم كمثل إخوتهم في عاصمة السمك وعمال الميناء في العاصمة وسكان الداخل ممن جرفت السيول منازلهم لتتفاقم مشاكلهم المعاشة، الكل رفع المطالب إلى سيد القصر، القليل منهم حظي بالمواعيد وإن طال انتظارها والآخر جعل من أمام القصر سكنا له لعل الرسالة تصل إلى من يهمه الأمر وفي هذا الظرف الزمني المتأزم يكون الضحية هم أولئك المستضعفين الحالمين بعيش كريم يتمتع فيه المواطن بضرورات الحياة من ماء وكهرباء وصحة وتعليم وبنى تحتية وتتساوى فيه الفرص في مجال التشغيل وإبرام الصفقات ويبقى الكل بضاعة رابحة في يد زمرة سياسية أتت على الأخضر واليابس تدور حيث النظام دار مصالحها الذاتية فوق كل اعتبار، تتحكم في الطرق المؤدية إلى شخص العزيز وتشرف على إخراج كل مسرحية بطلها الفارس وما لقاء الشعب إلا خير دليل، استقبل العزيز في كل الولايات المَزورة من زمرته التي كانت حوله في عاصمة المظالم، لم يجد الضعيف طريقا لإيصال مشاكله رغم الحديث عن شعبية اللقاء.

ومهما يكن يجب أن تبقى موريتانيا فوق كل أطماع من يحاول العبث بأمننا ووحدتنا الاجتماعية سواء كانوا سياسيين أو مرؤوسين أو أينما هم فالغاية هي أمن واستقرار بلدنا والرقي به نحو مصاف الأمم المتقدمة.

 

[email protected]

20. أغسطس 2013 - 12:17

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا