أطار مدينة عريقة، ظلت ضحية لعبة الكبار، فهم يقررون دون غيرهم، ودون إتاحة الفرص للطاقات الجادة المخلصة، وخصوصا من الشباب. في الأيام الراهنة، تصر المعارضة على المقاطعة، وخصوصا المعارضة الراديكالية، المنسقية.
بينما يتوجه النظام للتمهيد للانتخابات البلدية والبرلمانية، على الأرجح قبل نهاية السنة الراهنة أو مع مطلع سنة 2014.
وقد إقتصر المشهد الراهن، على مستوى المقاطعة على أتباع الحزب الحاكم، الاتحاد من أجل الجمهورية، مظهرين مستوى من التنافس الحزبي الداخلي المتصاعد، لمحاولة اكتساب ود القيادة الحزبية، ترشيحا وتبنيا للوائحهم. حيث ظهرت عشرات اللوائح ترشحا واقتراحا للبلدية والنيابيات على السواء، في إنتظار بت الحزب المذكور، في من يختاره لترشيحه رسميا، بغية الحصول على المقاعد محل المنافسة المنتظرة.
وقد لاحظ مراسلنا –محليا- وصول المنافسة إلى ذروتها، وضمن الزحام برزت لائحة مرشحة للبلدية، برئاسة أحد شباب المدينة، المعروف بنشاطه الرياضي والثقافي والإجتماعي، رئيس العصبة الجهوية لكرة القدم لولاية آدرار إبراهيم ولد محمد ولد إبدب، مع لفيف من الشباب والرجال والنساء، ضمن مجلس بلدي مقترح، من واحد وعشرين مستشارا بلديا.
الطبقة السياسية عندنا، يصعب تجديدها، وهؤلاء الشباب يرددون أن الرئيس الحالي، الذي يصرحون بدعمه، يؤكد أولوية الشباب في المشاركة، وذلك في مختلف خطبه ومداخلاته، على حد قولهم، أفما آن الوقت لإعطاء الفرصة الإنتخابية، للشباب فعلا.
رئيس اللائحة، إبراهيم ولد ابدب، حسب مصادرنا، له إسهامه المعروف في الميدان الرياضي العصبة الجهوية لكرة القدم لولاية آدرار، مع الإشراف على مسابقات متعددة، للقرآن الكريم والمديح النبوي، الذي تشتهر المدينة بمنافساته التقليدية الأخاذة.
كما أسهم في عون بعض الفقراء والمعوزين، مع توزيع دوري للمياه، خصوصا فترة العطش الحاد، قبل تهاطل الأمطار مؤخرا.
كما استجلب أطباء للأسنان، للإشراف على علاجات محلية، في أوساط محتاجة.
وبمناسبة المقترحات الحزبية للترشح للبلدية، على وجه الخصوص احتشد بعض الشباب، من كلا الجنسين عند مقر حزب الإتحاد من أجل الجمهورية أوان قدوم بعثته، للمطالبة بإلحاح، بترشيح من رأوا فيه الكفاءة، والقيام بدور أفضل ملموس، لصالح بلديتهم.
وتوج الطلب، بالنجاح في تقديم مقترح، بمجلس بلدي متكامل، لخوض غمار الاختيار، على مستوى قيادة حزب الإتحاد من أجل الجمهورية.
تمهيدا للمشاركة الفعلية، في غمار المنافسة الإنتخابية، بالنسبة لبلدية أطار.
أوساط متابعة للمشهد السياسي بمدينة أطار، تعتبر هذا الحضور الشبابي، اختبارا وإحراجا حقيقيا للسلطة القائمة، في مدى جديتها في إشراك بعض الشباب، في ترشيحاتها الحزبية على الأقل. ويتخوف المعنيون من إهمال جهودهم، وتجاهل إسهامهم الظاهر في تنمية مدينتهم.
فهل تنجح ترشيحات حزب الإتحاد من أجل الجمهورية، في كسب ود المنتسبين على الأقل، خصوصا من الشرائح الشبابية، أم يستمر التجاهل لدور الشباب، ليظلوا أفرادا فحسب ضمن العملية السياسية، دون أن يسمح لهم بقيادتها، ولو على مستوى بلدية في الداخل، خدموها وشاركوا في رفع التحدي عن بعض أبنائها ومعاناتها.
أنصار اللائحة الشبابية المرؤوسة، من طرف إبراهيم ولد إبدب، يطمحون لإتاحة المجال واسعا، لمشاركة لائحتهم، بإسم حزب الإتحاد من أجل الجمهورية، لخوض غمار التنافس الإنتخابي البلدي المتوقع.