"الإخوان" وغزوة الفجر في كيفه / سعدبوه ولد الشيخ محمد

altالسجال السياسي، والتدافع، والتناقض في المواقف، والآراء أمور صحية في عالم السياسة، أما الاتهامات، والتجريح، والسب، والقذف فتلك أمور يرفضها ديننا الحنيف، وقيمنا قبل أن تمليها الأعراف السياسية، والقوانين الوضعية.

إن الجدل المثار حول تصريحات وزير النقل يحي ولد حدمين في كيفه، أظهر الحاجة الماسة إلى وضع النقاط على بعض الحروف، لتسمية الأشياء بمسمياتها، ووضع الأمور في نصابها، ولعل من أهم ما كشفت هذه التصريحات، والردود عليها الحاجة إلى توضيحه ما يلي:

أولا : لماذا ضاق صدر "الإخوان" أو "الإصلاحيين" ولم ينتظروا مجرد التثبت مما نسب للوزير من تصريحات؟ علما أنهم يعتاشون على الشتائم، والقذف، والتجريح بحق النظام البحالي كله، خصوصا رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، حيث يسخرون منابرهم الإعلامية لتشويه صورته، واتهامه بكل قبيح، ولا يكتفون بمجرد الاتهام، بل يحلفون "الأيمان" المغلظة أحيانا على تلك الاتهامات.

ثانيا: هل ما زال إخوتنا، أو "إخواننا" في حزب تواصل يعتقدون أن الدعاية المغرضة "بروباكاندا" مازالت تجدي نفعا، ؟؟ أو لم يتعظوا من تجربة قناة الجزيرة التي يراهن عليها التيار الإخواني في العالم الإسلامي كله، ومع ذلك عجزت عن الدفاع عنه إعلاميا، وتسويقه للجمهور حتى في مهده أرض الكنانة مصر.

موجبه – كما تقول ش إلوح افش – أن ادعاء إخوتنا، أو "إخواننا" أن وزير النقل ولد حدمين حمل السلاح في وجه أنصارهم في كيفه، يكذبه المنطق السليم، قبل أن تكذبه الحقائق على الأرض، فالسيد الوزير ليس بحاجة لحمل السلاح في وجه بضع عشرات من إخوتنا، أو "إخواننا" فلو افترضنا جدلا أن وزير النقل أراد إبعاد هذه المجموعة التي أزعجت نزلاء الفندق، فيكفيه أن يتصل بالوالي، أو مدير الأمن ليرسل الشرطة لتفريق هؤلاء، وسينفضون بسرعة البرق، ونحن نتذكر أن بعض رموز إخوتنا الأعزاء، أو "إخواننا" قد هربوا من اعتصام المعارضة في ساحة ابن عباس قبل نحو سنتين، وبعضهم ترك أحذيته فزعا.

ثالثا: إن الطريقة التي نفذ بها "إخواننا" هجومهم على وزير النقل طريقة تشبه أساليب العصابات، والتنظيمات السرية، فلم ينفذوا هجومهم في النهار، بل انتظروا جنح الظلام، وبعد منتصف الليل، وجاءوا بطريقة تدل على أن هذا الهجوم تم بسبق الإصرار، والترصد، ولم يمتثلوا أوامر عمال الفندق، ولولا عناية الله سبحانه وتعالى لحدث احتكاك بين هذه المجموعة، وبعض مناضلي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، الذين التقيت بعضهم في الصباح، وقالوا بالحرف: إنهم لوكانوا موجودين لحظة هجوم "إخواننا" على الوزير لحدث ما لا تحمد عقباه. رابعا: إن التناقض بين المبادئ، والممارسات هو أكبر مرض يعاني منه "إخواننا" فهم يرفعون شعار "الإسلام" بل ويكادون يعتبرون أنفسهم الممثل الحصري للإسلام، ومع ذلك لم يطبقوا المبدأ الذي جاء في الآية الكريمة" "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا...." حيث لم يتبين هؤلاء ما نقل إليهم عن الوزير، وتصرفوا على أساس أن ما بغهم عنه حقيقة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، ربما في انتظار "يمين" قد يصدر قريبا، يثبت أن وزير النقل أشهر السلاح في وجه "إخواننا"

خامسا: لنفترض أن الوزير تهجم لفظيا على الإخوان، أو الإصلاحيين – كما يفعلون هم يوميا في حق مخالفيهم – فلماذا لا يكون الرد "حضاريا" عن طريق بيان صحفي، أو تصريح إعلامي، أو مهرجان إذا أرادوا، لماذا يحشدون أنصارهم، وينفذوا "غزوة الفجر" على الوزيرين في كيفه، ألم يسمعوا بالمثل الحساني " السان بلسان وليد مكروفه"

أتمنى ألا يفتعل "إخواننا" معركة جديدة، ليصوروا أنفسهم أنهم ضيا، وشهداء، كما صوروا أنفسهم بالشرفاء، النبلاء، الأتقيا، الأوفياء، وغيرهم بالعلمانيين، والملحدين، والعلماء، والانتهازيين، وأكيد سيضيفونني حتما على لائحتهم هذه، فالتصنيفات عندهم جاهزة.

21. أغسطس 2013 - 11:13

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا