وزير البترول: موريتانيا تمتلك مقدرات كبيرة من موارد الطاقة المتجددة

قال وزير البترول والمعادن والطاقة، الناني ولد اشروقه، إن موريتانيا تزخر بمقدرات كبيرة من حيث موارد الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح ووفرة المياه والمساحات الشاسعة والسواحل البحرية والقرب الجغرافي من الأسواق العالمية، وهو ما يعزز قدرة موريتانيا التنافسية في سباق إنتاج الطاقة المتجددة، وخاصة الهيدروجين الأخضر.

مضيفا في خطـــابه اليوم، خلال افتتاح ورشة التشاور حول إعداد مدونة الهيدروجين الأخضر، أن هذا المزيج الفريد من نوعه في عالم الموارد المتجددة والمعدنية والطاقة، يشكل بيئة مواتية لتنمية اقتصاد مستدام، حيث يلعب الهيدروجين الأخضر والفولاذ الأخضر الدور الرئيسي في بناء اقتصاد صناعي، مستدام ومرن.

فيمـا يلي نص الخطـاب:

- السادة الوزراء؛
- سعادة سفير الاتحاد الأوروبي؛
- السيدة الممثلة المقيمة للبنك الدولي؛
- السيدات والسادة مديرو الشركات المُطّوِّرة لمشاريع الهيدروجين الأخضر؛
- السيدات والسادة الاستشاريون والمديرون والخبراء في البلــد؛
- السيدات والسادة المشاركون؛
اسمحوا لي أن أرحب بكم في ورشة العمل هذه المخصصة للتشاور حول مشروع قانون الهيدروجين الأخضر.
يخوض العالم الآن سباقاً للحصول على الطاقة النظيفة، التي تعتبر ضرورية للتنمية المستدامة لكوكب الأرض وتدبيراً حاسماً ضد الآثار الضارة لتغير المناخ.
لقد أدرك العالم أن الأسلوب الحالي لاستغلال الطاقة يؤدي بشكل متزايد إلى تفاقم الأزمة البيئية. هذه الأزمة التي تهدد بشكل خطير استدامة الحياة على كوكبنا وتساهم بشكل كبير في تفاقم الآثار الضارة لتغير المناخ وتدهور بيئتنا.
إن القمم العالمية للمناخ والمؤتمرات المتخصصة وتقارير الخبراء والدراسات والخبرات الأكثر موثوقية، تظهر بشكل قاطع أن الوقت قد حان لإجراء تغيير جذري في نماذج الطاقة والسعي قدما نحو التحول الطاقوي من أجل الحد من الاتجاه التصاعدي لانبعاثات الغازات الدفيئة.
وقد أصبحت أزمة المناخ في السنوات الأخيرة هي التحدي الرئيسي الذي تواجهه البشرية، ليس من أجل رفاهيتها بل من أجل بقائها.
أيها السيدات والسادة؛
في مواجهة هذا التحدي الكبير، يظهر الهيدروجين الأخضر، من بين الحلول الأكثر مصداقية كطاقة بديلة توفر مسارًا ملموسًا للمساهمة الفعالة في إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي، بما في ذلك القطاعات التي تصنف بأنها صعبة المعالجة.
يتموضع الهيدروجين الأخضر اليوم كرافعة أساسية في قلب التحول المستمر للطاقة... وهو التحول الذي استمر تسارعه بسبب الأزمات الأخيرة والمتكررة.
وإن الأزمات، سواء الصحية منها أو الجيواستراتيجية أو الاقتصادية أو المناخية، لم تسلط الضوء على ضعف سلاسل التوريد العالمية فحسب، بل أدت أيضا إلى تكثيف المخاوف وعدم اليقين بشأن أمن الطاقة على نطاق عالمي.
أيها السيدات والسادة؛
بخصوص موريتانيا، تزخر البلاد بمقدرات كبيرة من حيث موارد الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح ووفرة المياه والمساحات الشاسعة والسواحل البحرية والقرب الجغرافي من الأسواق العالمية، وهو ما يعزز قدرة موريتانيا التنافسية في سباق إنتاج الطاقة المتجددة، وخاصة الهيدروجين الأخضر.
بالإضافة لهذه المزايا، تتمتع موريتانيا أيضا باحتياطي كبير من الحديد وتنتج سنويا 14 مليون طن من الحديد، مما يوفر فرصة رائعة لتطوير صناعة الصلب الأخضر محلياً.
ويشكل هذا المزيج، الفريد من نوعه في عالم الموارد المتجددة والمعدنية والطاقة، بيئة مواتية لتنمية اقتصاد مستدام، حيث يلعب الهيدروجين الأخضر والفولاذ الأخضر الدور الرئيسي في بناء اقتصاد صناعي، مستدام ومرن.
وفي هذا السياق، تبرز وكالة الطاقة الدولية في تقاريرها أن موريتانيا قادرة على إنتاج الهيدروجين المتجدد بكلفة تنافسية تبلغ حوالي 2 دولار أمريكي للكيلوغرام بحلول عام 2030. كما أن "خارطة الطريق الموريتانية لتطوير الهيدروجين منخفض الكربون". (التي تم إعدادها عام 2022)، تسلط الضوء على مقدرات موارد الطاقة المتجددة المعتبرة التي تتيح إنتاج ما يصل إلى 12 مليون طن سنويًا من الهيدروجين عن طريق التحليل الكهربائي المدعوم بالطاقات النظيفة.
بفضل كل هذه المقدرات، ومتسلحين بإرادتنا الحازمة في المساهمة في بناء نظام جديد للطاقة المستدامة، فإننا نضع تسريع الانتقال الطاقوي على رأس أهدافنا ذات الأولوية.
أيها السيدات والسادة؛
وانسجاما مع هذه الفرص والمزايا، تهدف الرؤية الطموحة للطاقة التي طورناها بالتعاون مع الشركاء إلى جعل موريتانيا قطبا إقليميا مستقبليا مندمجا للطاقة النظيفة والصناعات الخضراء وفقا لبرنامج وطموحات فخامة رئيس الجمهورية، الرئيس الدوري للاتحاد الافريقي، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
ولتحقيق هذه الرؤية، أطلقت الحكومة العديد من الدراسات الموازية التي تهدف إلى تطوير القطاع، مثل خارطة طريق الهيدروجين منخفض الكربون (المتاحة للعموم) ومشروع السجل المساحي للهيدروجين ودراسة البنية التحتية للهيدروجين. كما وقعت بلادنا العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات الإطارية لتطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر بإجمالي 88 جيجاوات من الطاقة المتجددة.
ومن هذا المنطلق، اكتتبت الحكومة الخبرات اللازمة وبدأت مشاورات واسعة النطاق مع شركائها في التنمية والقطاع الخاص بهدف تطوير إطار تنظيمي للهيدروجين الأخضر. 
ويهدف هذا المسار التشاركي إلى وضع الإطار القانوني المقترح الذي يستجيب بشكل شامل للتحديات التي يواجهها القطاع الخاص في تجسيد مشاريعه، إضافةً لحماية الاستثمار في مواجهة التوجس وعدم اليقين.
وفي هذا المقام، نعرب عن امتناننا العميق وشكرنا للبنك الدولي والاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية على الدعم الذي كان له الدور الفعال في تعبئة الخبرات المتعددة التخصصات، وعلى مواكبتنا طوال هذا المسار.
وقد كانت تعليقاتكم وملاحظاتكم التي قدمتموها كفاعلين في القطاع الخاص وكشركاء ومطوري مشاريع ذات أهمية كبرى في مســار إعداد مدونة الهيدروجين. كما مكن التفاعل المستمر من مراعاة الاحتياجات والاهتمامات ووجهات النظر المتنوعة فيما يتعلق بهذا القطاع الناشئ الخاضع لمستوى عالٍ من عدم اليقين، وبالتالي تعزيز أهمية وفعالية الإطار التنظيمي. ويوضح هذا المسار التعاوني والتشاركي التزامنا بهذا النهج الشامل والمتوازن والأساسي.
أيها السيدات والسادة؛
يتم تقديم نتائج هذه العملية إليكم اليوم، ممثلي القطاع الخاص والشركاء ومطوري المشاريع لمواصلة الحوار حول جوانب هذه المدونة الجديدة. كما سيتم عقد بعض جلسات الورشة في جلسة عامة، في حين سيتم عقد جلسات أخرى بشكل ثنائي مع كل شركة لضمان أخذ التعليقات أو الملاحظات المحددة بعين الاعتبار وبشكل صحيح ومباشر.
فعلى مدى ثلاثة أيام من العمل البناء، أعول على المساهمات القيمة لكل مشارك، وأنا على يقين من أننا سنختتم هذه المشاورة بنجاح.
وفي الختام، أود أن أشكر جميع الشركاء والمشاركين الذين شاركوا معنا بنية صادقة وساهموا في تطوير مدونة الهيدروجين الأخضر، وأخص بالذكر: -أعضاء مكاتب الاستشارات القانونية والمالية (فرق من MayerBrown و Letham و Rebelgroup); - أعضاء شركات القطاع الخاص. CWP وCHARIOT وTOTAL Energies وBP واتحاد INFINITY & CONJUCTA. - فريق وزارة البترول والمعادن والطاقة وممثلي الدوائر الوزارية الأخرى.
وإذ أتمنى النجاح لأعمالكم، أعلن على بركة الله افتتاح ورشة التشاور حول إعداد مدونة الهيدروجين الأخضر.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى إلى وبركاته.

 

 

27. فبراير 2024 - 17:55

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا