ملاحظات على هامش لقاء الشعب بالنعمة / ديدي ولد الوافي

ديدي ولد الوافيفي مقال سابق نشرته مباشرة قبل زيارة الرئيس للحوض الشرقي حاولت أن ألفت انتباهه إلى أن تلك الولاية تعرف حالة من التهميش والنسيان غير مسبوقة وفى كل مناحي الحياة , فبإستثاء بضع كيلومترات من الطرق( المعبدة )

في مدينة النعمة لم يشهد الحوض الشرقي خلال الأعوام الخمسة الماضية  أية مشاريع ذات أ بعاد تنموية مهمة  تعود بالنفع على السكان , بل إن البني التحية الموجودة أصلا – والموجهة لصالح  المنطقة-  ظلت إما معطلة مثل المطار الدولي بالنعمة , وإما متهالكة  كمقاطع من طريق الأمل الذي هو شريان الحياة لموريتانيا عامة والحوض الشرقي بصفة خاصة .

واليوم وبعد انتهاء الزيارة, واختتام النسخة الرابعة من لقاء الشعب, أجدني مضطرا لإبداء بعض الملاحظات على هامش ذلك اللقاء.

من الإنصاف أولا أن أشكر الرئيس محمد ولد عبد العزيز اعترافه العلني بالواقع المزري للولاية وبأنها لم تعرف أية إنجازات تذكر خلال الستين شهرا  التي مرت حتى الساعة علي رئاسته للبلاد- فكما يقال الاعتراف بالخطأ فضيلة والرجوع عنه قوة- وإن كان ذلك الاعتراف جاء متأخرا , إنها بحق  شجاعة نادرة, أن يعترف رئيس جمهورية  في آخر مأموريته بأن أكبر ولايات الوطن ظلت منسية  خلال فترة حكمه , وفى نفس اللقاء يعلن أن برنامجه الانتخابي قد أنجز بنسبة تسعين في المائة, فهل كان الرئيس يقصد بذلك استفزاز مضيفيه؟ أم هو تناقض غير مقصود؟ وهل بمنطق الحساب العادي معنى ذلك أن النسبة المتبقية من برنامج الرئيس هي نصيب تلك الولاية؟ أم أنها أصلا خارج حسابات البرنامج الانتخابي لفخامته ؟ ولماذا التهميش الحاصل  رغم الدعاية الكبيرة للمنجزات  المحققة في البلد؟ وهل وضع الحجر الأساس لمشاريع,  بحيرة الظهر ومصنع الألبان والطرق الداخلية بين مقاطعات الولاية هو الاعتذار الأنسب  عن ذلك التهميش؟ تساؤلات أترك الرد علي أغلبها  لمن يهمهم الأمر, مع حق الاحتفاظ لنفسي بتحليل وتفسير البعض منها. 

 

بالتأكيد إن  العشر المتبقي من برنامج الرئيس ليس كله نصيب الحوض الشرقي, فباقي  الولايات الأخرى مازالت تعرف نقصا كبيرا في مجالات  التنمية المختلفة   بل إن من بينها من يشبه الحوض في التهميش والنسيان, كما أننى متأكد قطعا من أن المنطقة لم تكن خارج حسابات البرنامج الانتخابي للرئيس  – لاعتبارات انتخابية على الأقل -, فأين إذن يكمن الخلل؟ لعل لغة الأرقام المحببة عند الرئيس وحساب النسب المئوية هو مكمن الخلل, بمعنى آخر هناك كثيرون يختلفون مع سيادته  في نسبة إنجازه لبرنامجه الانتخابي, ومن حقهم أن يتساءلوا:  على أي معيار حددت  تلك النسبة؟ إنها أرقام وتقديرات مبالغ فيها  واعترافات النعمة خير شاهد على ذلك .

أما بخصوص المشاريع التي أطلقها الرئيس, فلا يسعنا إلا أن نباركها لأنها مشاريع في غاية الأهمية , بل هي مفتاح التنمية الحقيقية لتلك المنطقة, فمشروع بحيرة الظهر هو حلم راود تنفيذه  كل الأنظمة المتعاقبة على البلد, بل إنه اليوم أمل كل الموريتانيين لحل مشكل المياه في الكثير من مناطق موريتانيا  لكن هل اتخذت كل التدابير  والاحتياطات اللازمة لتنفيذه بطريقة مرضية ؟ ذلك أن  خشيتنا تكمن في  التنفيذ دائما.

وبالنسبة لمصنع الألبان, لا جدال في أن المنطقة بحاجة إلى بني تحية تمكنها من استغلال ثروتها الحيوانية والاستفادة منها, لكن السؤال المطروح هو: ماهي حظوظ  نجاح مصنع  وضع حجره الأساس قبل أن تكتمل الدراسات المتعلقة بتصميمه  وجدوائيته الاقتصادية والمالية  ؟ ومن هي الجهة التي ستتولى تسييره مستقبلا ؟ وباختصار شديد لدي هاجس قوي بأن  جانبا كبيرا من الارتجالية صاحب فكرة إنشاء هذا المركب الصناعي الهام.

وعلى العموم تعتبر كل تلك المشاريع في منتهى الأهمية لموريتانيا  عموما والحوض الشرقي بصفة خاصة, وإن كان توقيت انطلاقتها جاء  متأخرا في الشهور الأخيرة لمأمورية الرئيس وهو ما يطرح أكثر  من استفهام , ومع ذلك  فأن تصل متأخرا خير من أن لاتصل أصلا. 

27. أغسطس 2013 - 9:51

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا