الشيخ اعل الشيخ رحل إلى رحمة ربه / عبد الفتاح ولد اعبيدن

توفي أمس الثلاثاء الموافق 27/8/2013 الولي الصالح  الشيخ اعل الشيخ ولد أمم  في باريس،  إثر وعكة صحية ألمت به منذ فترة .

نحسبه  عند الله  من عباده الصالحين  المقبولين إن شاء الله .

وقد ذاع  صيته  انطلاقا من مدينة أطار - في الشمال الموريتاني - منذ سبعينات  القرن العشرين . وهو الرجل المعروف بالذكر  والصلاح  والإنفاق  والمسالمة .

عرف بإقبال الناس عليه ، وقد مثل في مدينة أطار  معلما بارزا،  لمن يطلبون رقياه واستخارته ،كما ينفق  بسخاء وباستمرار في منزله  المعروف  بالدائرة. ومابين مريد  منبهر  ومتابع متأمل،  ظل الشيخ اعل الشيخ ولد أمم،  يمثل أبرز الشخصيات  الروحية  المقصودة ، على مستوى ولاية  آدرار خصوصا ، وموريتانيا عموما . وقد عرف بمسالمته  وأدبه الجم  ووقاره المثير .

زرته ثلاث مرات على الأقل ، وكان سمت  التميز واضحا لايخفى  على أي زائر . وقد ترك بصمته على مدينة أطار،  إنفاقا ونشاطا  ومودة وترابطا  بين الناس . نحتسبه عند الله -إن شاء الله - من عباده  المقبولين  الصالحين .

و دعاؤنا  له، أن  يقبله من الأولياء  الأتقياء ، على درب أسلافه ، الذين عرفوا  بالولاية والجهاد  والتفاني  في طلب  رضوان الله  سبحانه وتعالى. ولاشك أن مدينة أطار  ومريديه  من بعده في كل أرجاء الدنيا  ، سيفتقدون هذا الدور الإسلامي  الكبير  المشهود ، وله أولاده من بعده - أطال الله في أعمارهم -  ليكونوا خير خلف لخير سلف ،وما ذلك على الله  بعزيز . وقد عرف الشيخ اعل الشيخ  رحمه الله ،  ببعده عن مباشرة العمل السياسي ، رغم زيارة  بعض الرؤساء لمنزله ، المسمى بالدائرة ، في حي "أمباركه وأعماره " بمدينة أطار . وقد ظل خروجه محدودا ، مفضلا الاعتزال ،عبادة وتبتلا   في منزله ، وسط إلحاح و توافد الضيوف  والزوار للقائه .

ولأنني من أبناء هذه المدينة ، فإنني أشهد  للشيخ بالمسالمة  والحكمة ، فلم يكن نفوذه يوما ، مصدرا لانقسام أو تنازع  في ربوع المدينة ، بل حرص  بتقواه ومسالمته  وإنفاقه  ، على الإسهام  في توطيد اللحمة  الاجتماعية  والسكينة العمومية . إنها سماحة الإسلام  وعظمة  أخلاقه وقيم هذا الدين ،  التي تهدى إلى السبيل لأقوم . تقبل الله الشيخ اعل الشيخ  ولد أمم مع النبيين والصديقين  والشهداء  والصالحين في الفردوس الأعلى .

ولعل موريتانيا قد فقدت  أحد أهم رجالاتها  الصلحاء  الأتقياء  الأوفياء ، وبتواصل فقدان   الأعيان  والرموز، من مصلحة الأجيال  الراهنة ، أن تراجع سير هؤلاء  الشوامخ  الأفذاذ ،  للقدوة  والتأسي ، بما عهد عندهم  ،من سلوك  قويم ومنهج  سديد .   رحمهم الله  جميعا ، ورحمنا  إذا صرنا مثلهم ، ورحم سائر موتانا وموتى المسلمين .

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

  إن لله  ماأخذ  وله ماأعطى ،  وكل شيء عنده  بأجل مسمى ،  وإنا لله  وإنا إليه راجعون

28. أغسطس 2013 - 20:22

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا