الحيرة ..واختلاط الأوراق ، وعناوين من هذا القبيل تطبع ردود أفعال منسقية المعارضة على قرار تحديد الموعد النهائي للانتخابات البلدية والنيابية التي يبدو أن النظام مصمم على إجرائها، لحاجته الماسة لذالك سواء شاركت المعارضة
وهي الأحسن في نظره إذ بمشاركتها تنتهي الأزمة السياسية التي كانت غصة في حلقه، أو لم تشارك وهو خيار رغم انه يبق الأزمة، إلا أنها ستكون اقل حدة مما كانت عليه سابقا، وسينتج عن ذالك خسارة كبيرة للمعسكر المعروف بمنسقية المعارضة، وصعود لكتلة المعارضة المحاورة.
ظهرت المعارضة وهي اقرب للانقسام في أول اختبار حقيقي قبل الاستحقاقات النيابية والبلدية المعلن عنها في تاريخ 23 نوفمبر 2013 .
فقد استبق حزب تكتل القوى الديمقراطية التنسيق بين أعضاء المنسقية برفض المشاركة في هذه الاستحقاقات، التي يدرك أن نتيجتها تصب حتما في صالح النظام، وأنها ستكون طوق نجاة له من الأزمة السياسية التي ظلت طوال فترة الحكم تغض مضجعه، وأربكته داخليا وخارجيا، هذا الموقف واطئه عليه بعض أحزاب المنسقية وهي التجمع من أجل الوحدة بزعامة أحمد ولد سيد باب، وحزب اللقاء الوطني بزعامة محفوظ ولد بتاح، وأختلف معهم في هذا الموقف أحزاب منها تواصل ذا التوجه الإسلامي ، وإتحاد قوى التقدم، وحزب المستقبل، وحزب الحراك الديمقراطي .
حزب تواصل بدا وكأنه لا يريد تكرار سيناريو مقاطعة انتخابات 1997 التي ترك فيها النظام آنذاك على سجيته وبكامل أريحيته، وأبقيت المعارضة لفترة طويلة خارج إطار اللعبة السياسية ودفعت ثمن المقاطعة باهظا.
حزب إتحاد قوى التقدم بدا هو الآخر حائرا فقد أشار النائب المصطفى ولد بدر الدين إلى ضغوط اللجان القاعدية للحزب من أجل المشاركة في هذه الاستحقاقات في إشارة لرغبة الحزب غير المعلنة في المشاركة، دون أن يتخذ قرار بهذا الشأن صراحة .
عدم تماسك أيضا، وتباين في المواقف والآراء كان مسرحه وسائل الإعلام وشبكات التواص الاجتماعي فقد أبدا بعض أعضاء حزب تكتل القوى الديمقراطية امتعاضهم من احتمال مشاركة حزب تواصل في الانتخابات المقبلة في صلف يوحي للمتلقي بوصاية الحزب الأكبر في المجموعة على باقي أحزاب المنسقية، إذ أن مسؤولة الإعلام السيدة منى بنت الدي انتقدت هذه المشاركة مذكرة بميثاق الشرف بعدم دخولهم للانتخابات دون تنسق بين أعضاء المنسقية، كما شن أعضاء الحزب حملة واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي ضد حزب تواصل وصلت في بعض الأحيان إلى حد التخوين، وهو ما أثارة حفيظة الأخير.
بوادر تصدع إذا بادية للعيان، مرد ذالك أن المنسقية لم تجتمع أصلا!! وإنما أجبرتها ظروف معينة لتظهر ككتلة موحدة، كما أن الأطماع الشخصية، واختلاف التوجهات، والإيديولوجيات، والعقلية الدكتاتورية داخل بعض هذه الأحزاب، والعقلية البراجماتية النفعية التي تطبع تصرفات بعض قادتها كل هذا وأكثر يقف حجر عثرة أمام تكامل هذه الأحزاب وبقائها دون مستوى وتطلعات مناصريها، و الشعب بأكمله الذي يرغب حقيقة في وجود معارضة حقيقة تغلب المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة.
سيد ولد السبتي 36316872 [email protected]