لقد قرأت مقالا نشر في بعض الصحف الالكترونية تحت عنوان: ""لمعلميـن".. هل لا يزال رهانهم على الرأي العام الوطني مجديا ؟". و كتعليق على هذا المقال أود أن أكتب إليكم ما يلي:
أولا.
الدولة الموريتانية ليست كائنا فضائيا يمكن التحدث عنه بمعزل عن متحكميه إن الدولة الموريتانية التي تكلم عنها صاحب المقال ما هي سوى الظل المعنوي لمجموعات "الزوايا" و "لعرب" الذين هم في الأصل أساس المشكل القائم الذي نتحدث عنه. فكيف ترجوا منهم إصلاحا.....؟
ثانيا:
الكلام عن المنظمات الدولية في محله و تخوفك قائم و صحيح لكننا هنا أمام ثلاثة طرق إليكم الطرق و السيناريوهات و لنختر منها:
الطريق الأول:
الكتابات المتواصلة في العالم الافتراضي و محاولة استدرار عطف الجلاد....
هذا هو السيناريو الذي يتمناه "الجلاد" حيث يربح من خلاله الوقت و يجد من خلاله مساحة واسعة كي يلعب على حبل القضية محليا و دوليا بحجة الرأي و الرأي الآخر. و النتيجة التي سيجنيها "أبناء لمعلمين" معدومة ، بل هناك نتيجة أخرى قد يجنيها بعض المتمركزين في ميدان "لمعلمين" من خلال مزايا فردية و مصالح شخصية تؤدي بهم في نهاية المطاف إلى الانتقال نحو الفريق الآخر في صفقة يضعونهم من خلالها في دكة البدلاء.
الطريق الثاني:
اللجوء للمنظمات الدولية ، وهذه المنظمات لا تعمل بالمجان ، فلديها استراتيجياتها و خططها المستقبلية بعيدة و قصيرة المدى و تلك الخطط قد لا تكون في مصلحة الجميع مستقبلا ، و لكن هنا نكون أمام مسألة اختيار بالمقارنة بين الضررين و نأخذ ما كان نفعه أكثر من إثمه ( و لا خير في الاثنين). و هذه الطريق كذلك لا تخلوا من صفقات الانتقال المذكورة في السيناريو الأول.
الطريق الثالث:
و بالنسبة لي هي الطريق الأهم و الأكثر أمانا و تتلخص هذه الطريق في مسألتين هما: الاتحاد و المواجهة.
اتحاد جميع الأطياف التي أحست بظلم المجتمع و الدولة "لحراطين ، لمعلمين ، و غيرهم..." و العمل ميدانيا يدا بيد من أجل رفع الظلم و رد الاعتبار و سداد الثمن.....
إن المكونات المظلومة من شرائح المجتمع قادرة بذاتها على تصحيح المسار الاجتماعي للدولة و كسب رهان الصراع الطبقي ، حيث أن عمل لحراطين لوحدهم و لمعلمين لوحدهم يؤدي في النهاية إلى تشتت الجهود و تبقى مجموعات "الجلادين المتحدة - الزوايا و لعرب -" هي الرابحة.
إن حل القضية لا يكمن في مناصب حكومية أو استحقاقات انتخابية ، أساس القضية له عمق اجتماعي ضارب في القدم ، إنه ينبني في الأصل على وجود شعبين في هذا البلد هما : - شعب الدولة المختار أبناء الأسياد و - شعب الله المقهور أبناء العبيد و حثالة المجتمع.
و حين يقوم "شعب الله المقهور" بالاتحاد أولا و زرع الثقة بين مكوناته ثانيا و بالمواجهة ثالثا لابد حينها و أن يكسب الرهان و يقلب الطاولة و يعيد آلية تركيب لوحة فسيفساء المجتمع ، حينها سينال كل ذي حق حقه ، و سيدفع كل ظالم ثمن ظلمه ، حينها لن يكون هنالك مكان للمطالبة بمنصب أو استحقاق فكل شيء حق للجميع.
هذه الطريق لابد لها من الصبر و التضحية.....
فهل نحن "شعب الله المقهور" مستعدون للاتحاد.. للمواجهة.. للصبر... للتضحية....؟؟؟؟ هذا هو السؤال.....
تحياتي
تعليق على المقال