نخاسة الولاء / عبدو ولد الخطاط

لم يترافق الميلاد القسرى للدولة الموريتانية  مع ظهور نخبة سياسية ناضجة بحجم التحديات التى صاحبت استقلال  البلد،وبعيدا عن العواطف السيزيفية ودموع التماسيح المتأسيسة يمكننا القول إن النخبة القليلة التى تخرج معظمها من مدارس فرنسا لم تمتلك الرؤية والدافع

  لمشروع دولة طويل الأ مد يغطى تحديات  ما بعد الإسقلال واقتصر دورها على المحاولة المستمية لإنشاء كيان دولة شكلى ببضع مئات من البدو المشتتين فى أ صقاع أرض مترامية الأطراف مما مافتح المجال أمام المؤسسة العسكرية  حديثة النشأة لتزيح بنعومة المرحوم  ولد داداه ويتولى الضباط مقاليد الحكم منذ ئذ وحتى يومنا هذا.ولا تقل إن فترة ولد الشيخ عبدالله كا نت حكما مدنيا بل بالعكس مثلت أشهر حكمه أوج العصر الذهبى للأحكام العسكرية  فى موريتانيا ظهرخلالهاالجيش  بزي مدنى مصطنع مالبث أن خلعه عند ما حاول الرجل عض أصابع من عينوه رئيسا وأصدر أمرابإقالة جماعية ساذجة لكبارصقور الضباط بضربة واحدة انتهت به طريحا خارج الحكم بعدما تقلبت الجينات الإنقلابية على ضباطنا الأشاوس وعادت حليمة لعادة لم تغادرها منذ الإطاحة بالمرحوم المؤسسالمختار ولد داداه.و من يلوم العسكر ويحملهم مسؤولية الإنتكاسات المتكررة مخطئ  خطأ جسيما،لأن ضعف وهشاشة السياسيين الموريتانيين هوما مافتح المجال أمام مغاويرقواتنا المسلحة ليتولوا دورا يتناقض مع مهمتهم العسكرية،فجشع السياسيين وتملقهم شجع العسكر على اللعب بهم يمنة ويسرة.

كما أ ن المصلحة الشخصية الضيقة كانت ولاتزال المحرك الأساسى لسياسيينا على مر التاريخ السياسى الغر لهذا البلد فأ نشؤوا سوق نخاسة فكرية لبيع الولاءات لمن هب ودب ضاربين عرض الحائط بمصلحة بلد يغط فى سبات الفقر والجهل و التخلف،فعمدوا بالتعاون مع ثلة من  دعياء الفكر والثقافة الى الارتماء فى أحضان العسكر وشيوخ القبائل ليتقاسموا مايرمي لهم من موائد غلول المال العام.فدخل البلد فى ظلام سياسي و اقتصادي دامس كنتيجة حتمية للارتجالية وضيق الأفق،هذا رغم ميلاد كائنات حزبية فضائية بعيدة عن تطلعات أبناء الوطن المشتتين ذهنيا بين ولاءات لقبائل وعشائر أكبر عند معظهم من الولاء للوطن.

وفى ظل هذه الوضعية المزرية  لم يكن أمام العسكر الأ شاوس سوى وضع أيديهم على مقاليد الدولة العميقة و المزج بين دورهم المقدس فى حماية الحوزة الترابية وبين سياسة وحكم  لم يكن من صميم تكوينهم او تخصصهم فلا تلوموهم ولوموا  أ نفسكم حين عجزنا عن تجديد طبقتنا السياسية الفاشلة وخلق بديل قوى قادر على أخذ الراية السياسية من العسكر واعادة الاخير الى ثكناتهم لممارسة دورهم الجليل فى حماية البلاد و العباد بدل مزاحمة الأحزاب والساسة فى أمر من المفترض أن لايقوم به أ صحاب القبعات و البنادق.كماأن ولاء ساستنا دون اسثناء لم يكن يوما لغير الدرهم والدينار يبيعون به ويشترون ضمائرهم وضمائر ضعا ف النفوس كلما اقترب موعد انتخابات أريد لها من قبل نخبتنا المتأسيسة أن تكون محض سباق سيزيفى معروف النتائج مسبقا جرت اليه ضرورة دخول جحر ضب  أراد لنا بنو الأصفر ان ندخله حانيي الرؤوس لإرادة المجتمع الدولى المتأمرك.ليفضى بنا جحر الضب هذا لكوارث من جنس جهلنا بفقه الواقع وخصوصيات الشعوب.

إن ولاء مثقفينا هو لقواعد صرف يجهلونها بدل الدعوة لبناء صرف صحى يقى البلد من شر مستنقعات نفاقهم المتعفنة ونحو ينحو بهم لمزيد من التبعية للعسكر وشيوخ القبائل.إننى أجدد الدعوة للقلة الصامدة من شبابنا ممن لم يقع بعد ضحية لأكذوبة المعارضة والموالاة أن يجددوا الولاء لله والوطن بدل القبيلة والشريحة والحزب والجهة.ان موريتانيا القرن الواحد والعشرين عصية على أن ينفرد بالقرار فيها من يعرف عنها أقل مما يعرفها. إن نهج التصفيق والمكاء و منهج و المعارضة للمعارضة  لن يكون فكرة صائبة أ ومقبولة فى ظل التحولات المحلية والإقليمية والدولية،والاكثارمن المهرجانات الموسيقية هنا وهناك لم يعد حيلة مناسبة تنطلى على الناس لاشغالهم عن السياسية.

وفى انتظار كشف عاجل لغطاء الجهل والأمية عن مثقفينا وساستنا يببقى البلد رهينة  عصبة من لصوص الفكر والسياسة والإقتصاد يعيثون فسادا فى البر والبحر،فى ظل تهميش أبرم بليل لإقصاء الشباب من مختلف الشرلئح والخلفيات الاجتماعية،لكن حتمية التاريخ ستجرى عكس ما تشتهى  سفن هؤلاء الاقصائيون المتمرسون فى وئد إرادة الشعب.واللعب على وبأحلام الفقراء البسطاء،كما أن التبعية والولاء الأعمى للما ل السياسي القذر هى كلمة السر فى وضعنا المتدهور من سيئ الى أسوأ ولن تنتهى إلا بانتهاء وتجديد طبقتنا السياسية الحالية ويتعلق الأمر هنا بالمعارضة والموالاة اللتين عجزتا عن  حمل مسؤولية شعب أذاقوه من ويلات الظلم والفساد ما إن تنوء بحمله العصبة ذوى القوة ،وتنادوا الى قصعة ثرواته لينهبوا ما خف حمله وغلى ثمنه مستعينين بأ قنعة دينية و ليبرالية مشوهة،فسحقا لمن آثر دنياه على آخرته ودرهم يومه الزائل عل مجد أرضه الخالدة.

9. سبتمبر 2013 - 8:31

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا