دخلت العلاقات بين الجارتين دولة موريتانيا و دولة مالي أزمة سياسية خانقة خلال الايام الفارطة حيث ساد جو من التوتر بصمة عليه المجموعة العسكرية الخاصة فاغنر التي تجمعها عقود أمنية مع الحكومة المالية لمحاربة المتطرفين و الخلايا الارهابية المتواجدة في مالي و لفهم هذا التوتر و مسبباته سنتطرق له من خلال .
أسباب التوتر
يوم الاحد الماضي قامت مجموعة مكونة من جنود ماليين رفقة متعاقدين من شركة فاغنر الروسية بالتوغل في الاراضي الموريتانية بحجة مطاردة مسلحين الى قرية **دار النعيم **و **مد الله** قرب بلدية **فصالة** و التي نتج عنها إصابة مدنيين نتيجة إطلاق نار بشكل عشوائي من طرف جنود فاغنر ما سبب موجة من الغضب من طرف المواطنين في تلك المناطق و على مستوى الموريتاني ككل حيث هاجم الناطق الرسمي بإسم الحكومة الموريتانية التصرفات الامسؤولة التي يقوم بها الجنود الماليون و قوات فاغنر على الحدود مؤكدا على الجيش الموريتاني سيكيل الصاع صاعين لمن دخل أراضيه عن قصد.
و في محاولة لإطفاء الغضب إتصل الرئيس المالي بنظيره الموريتاني يوم عيد الفطر معربا عن أسفه على الحادثة و إبداء الاعتذار عن ما تسببت به الشركة الامنية الروسية فاغنر و و الجنود الماليين على حد السواء في ما وصفه المسؤولون الموريتانيين أنه عشوائية و تخبط داخل الجيش المالي و قوات فاغنر في محاربة الارهاب و المسلحيين بأراضيها.
ليس الاختراق الاول
و يعد هذا الاختراق تهديد متوقع نتيجة إرتفاع حدة الاشتباكات بين الجماعات الارهابية المسلحة و الجيش المالي في المناطق المتاخمة للحدود و في منطقة حدودية متوترة و هذا الاختراق ليس هو الاول من نوعه بل سبقته عدة حالات لتوغل الجيش المالي و قوات فاغنر نتج عنه مقتل و إصابة مدنيين موريتانيين خصوصا أثناء التمرد الذي قاده رئيس الشركة يفيغني بريغوجين و الذي أدى الى ضبابية في مشهد العام لأفراد الشركة المتواجدين بكل إفريقيا و قد أكد تقرير أممي سابق أعده خبراء بتكليف من الامم المتحدة أن جنود ماليون و من فاغنر متورطون في مقتل 29 موريتانيا كما أكد مواطنون موريتانيون إختفاء و إختطاف العديد من ذويهم على يد عناصر فاغنر في السنوات الماضية .
إختلاف في الولاء
يرجع هذا التنافر بين الجارتين موريتانيا و مالي الى إختلاف التوجهات و الولاء بين موريتانيا التي تخفي تعاونها و ولائها للغرب و للمستعمر السابق فرنسا و مالي التي تبنت شراكة مع روسيا و طردت التواجد الفرنسي و الغربي و قوات الامم المتحدة المتواجدة بأراضيها.
حيث أن موريتانيا لا تستسيغ التواجد الروسي بالقرب منها و هو ما جسده تعارض الواضح بين زعيم البلدين الذين نادرا ما يكون بينهما إتصال أو تشاور فالرئيس المالي لا يخفي عدائه لفرنسا و للغرب و يسعى الى توجيه موريتانيا الى هذا الخط الامر الذي لا تتوجه اله موريتانيا التي تدعمها فرنسا و الغرب و تعتبر شريك قوي للاتحاد الاوروبي في العديد من البرامج منها محاربة الارهاب و أخرها الاعلان المشترك للهجرة.
العلاقات المضطربة عقب الانقلاب العسكري
عدم تأييد موريتانيا للانقلاب العسكري في مالي و توجهها المعارض لقادة مالي و بوركينافاسو و النيجر في مناهضة التواجد الفرنسي وضع موريتانيا في فلك التنافر مع قادة هذه الدول السابقة و الانسحاب من مجموعة إكواس كان أخر خيط رابط بين هذه الدول و موريتانيا هذه الدول التي تسعى الى شيطنة الغرب و التوجه الى الولاء لروسيا واضعة حاجزا بينها مع موريتانيا
عواقب تجاوزات مالي و فاغنر
عقب التجاوزات الجغرافية و الامنية للجيش المالي و قوات فاغنر التي أبانت عن إختلال كبير في ضبط الحدود الموريتانية و جارتها المالية و عقب تصريحات الرسمية للحكومة الموريتانية تقوم هذه الاخيرة بالدفع بالتعزيزات العسكرية و الامنية على الشريط الحدودي مع مالي في إطار مقاربة أمنية لمحابة الارهاب و كسر التجاوزات العسكرية للقوات المسلحة بالجيش المالي في إشارة واضحة لعدم تقبل الأمر و الدفع بالمنطقة الحدودية الى مزيد من التوتر, و في سيناريو أخر فإن المجلس العسكري الانتقالي في مالي يحاول تمديد مدة بقائه من خلال تأجيل الانتخابات و تأجيج الوضع الاقليمي مع دول الجوار و هو ما قام به مع الجزائر سابقا و اليوم يحاول جر موريتانيا الى نفس المسار