اشتهر برد الضالة والإخبار بالمغيبات وشفاء المرضى والمجانين.. كان شيخا معظما لا يمنع الناس من السجود له إلا السجود لرب العالمين.. كث اللحية طويل السبحة كثير الذكر والشرود.. رُزق بابن صالح تتبع خطاه المتثاقلة نحو المسجد.. أحبه الناس مثلما أحبوا أبيه..
وعندما حان الأجل رحل الشيخ إلى الدارين فحزن الأتباع والمهمومون.. وكان أشد الجميع حزنا عليه ولده البار الذي ألح على والدته بالسؤال:
- أريد أن أصبح مثل أبي.. معظما مكرما من طرف الجميع؟
هتفت الأم بهلع:
- دعك من هذا وانتبه لدراستك فهي أهم..
رد بعناد:
- لن أرتاح قبل أن أحقق ما حققه المرحوم من نجاحات..
تأملته فإذا بريق الإصرار يشع من عينيه الفتيتين.. أخذت بيده وجرته إلى غرفة مظلمة كان والده يتعبد فيها ليل نهار بعيدا عن نفاق الحياة وصخبها.. فتحت دولابا وأخرجت منه تابوتا عليه عدة أقفال.. فتحت القفل الأول ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع والولد يتوقع أن تخرج له مصباح علاء الدين الذي يحوله إلى شيخ متبوع بين عشية وضحاها..
وانفتح التابوت أخيرا فإذا فيه صنم أسود منتن قبيح المنظر..
تأملت دهشته بإشفاق، وتمتمت وهي تشيح بوجهها بعيدا:
- تريد أن تصبح مثل المرحوم.. إذن اعلم أن الشياطين لن تطيعك إلا إذا سجدت لهذا الصنم من دون الله.. كما كان يفعل..
تمت