لاشك أن الانتخابات الرئاسية والجهوية فرصة للتغيير في البلدان الديمقراطية والتعبير عن الآراء والتعددية السياسية، ولكل بلد خصوصيته ومما يختص به بلدنا وجود تنوع عرقي وثقافي في منطقة ملغومة ومملوءة بالصراعات العرقية والإثنية والدينية، وغياب أي دور للنخبة السياسية والثقافية، لذا نحن في هذه المرحلة بحاجة في الحكم لرجل لديه خبرة وحنكة سياسية ودراية بالأمور العسكرية.
إن اختيار أي مرشح سياسي يخضع لمعايير عدة منها: النظر في مشروعه السياسي ومن ثم تقييمه والنظر فيما إذا كان واقعيا وقابلا للتحقق أم لا، ثم ماضي المرشح وما يتمتع به من مصداقية ونظافة يد وقوة شخصية وكاريزما تجعله مؤهلا للقيام بالمهمة التي انتخب من أجلها، فبقاء الدولة قوية متماسكة تحت حكم رجل قوي يخدم الكل ويسهم في الحفاظ على المصالح العليا للدولة والشعب.
وبالنظر في الخارطة الانتخابية نجد أن المرشحين ينقسمون إلى قسمين: قسم بات مألوفا للجماهير بحكم مشاركاته في الانتخابات الرئاسية السابقة، ووجوه جديدة تطمح للتغيير وتأمل أن يتكرر النموذج السينغالي في بلدنا الحبيب، وهو أمر لم تتحقق شروطه بعد ولم يحن أوانه، وبين القسمين تنقسم آراء الناخبين بين مؤيد لذا ومعارض لذاك.
لست من مؤيدي نظرية المثل الإفلاطونية وأتبنى فكرة الواقعية السياسية، وقديما قالت العرب: مالا يدرك كله لا يترك جله، لذلك سنجتهد جهدنا ولن نألو.
تقدم الرئيس السابق السيد: محمد عبدالعزيز للانتخابات الرئاسية ولا أدري أيقبلون ملفه أم يرفضونه، فالرجل لازالت لديه متابعة قضائية ولم يصدر حكم بتبرئته بعد، وريثما يبتون في أمر ترشحه فلكل حادثة حديث، أما مرشح حركة "إيرا" وحزب الصواب السيد: بيرام الداه اعبيد فلديه تجارب سابقة لم تكلل بالنجاح، كما أنه بدأ في أول أمره مناضلا عن حقوق شريحة لها مكانتها واعتبارها الوطني، قبل أن يتطور مشروعه السياسي ويضم كل الفئات والشرائح الاجتماعية، ولديه حضور وكاريزما تجعله أكثر تأثيرا وأوفر حظا من غيره من المترشحين، أما المرشحين الجدد فليس لديهم تجربة ولا خبرة المترشحين السابقين -مع مالهم من شهادات أكاديمية ونظرة سياسية- وأحلامهم في التغيير تصطدم بصخرة الواقع، ليبقى الخيار الوحيد أمام الغيارى على مصلحة الوطن واستقراره الرئيس: محمد الشيخ أحمد الغزواني.
لقد وفى في مأموريته الأولى بأغلب تعهداته الانتخابية رغم ما شهدتها من أزمة وإغلاق عالمي بسبب جائحة "كوفيد-19" فقد زاد عدد المكتتبين في القطاع العام ليقترب من الرقم الذي حدده في حملته السابقة، وتضاعفت في عهده أجور عمال الصحة، كما زاد أجور بقية الموظفين والمتعاقدين وعمال الدعم زيادة معتبرة، وتضاعفت علاوة البعد 100% للمدرسين وعلاوة الطبشور 50% ومنحهم علاوة تحفيزية، واكتتب آلاف المتعاقدين تم ترسيم أغلبهم في مسابقات اتسمت بالشفافية، كما دعم مشاريع وورش اقتصادية للذين لم يتح لهم ولوج الوظيفة العمومية، وشهدت البلاد اكتفاء ذاتيا من المواد الغذائية الأساسية بعد إشرافه على المواسم الزراعية، فلم نعد بحاجة لاستيرادها.
كما أنه أقام "تآزر" لمساعدة الشرائح الهشة، ودورها الإيجابي في مساعدة المحتاجين والفقراء مشهود في المدن والقرى النائية، وإصلاحه للطرق الرئيسية وتشييده للجسور كجسر باماكو الذي اكتمل حديثا وأخرى لازالت قيد الإنشاء، إضافة لقدرته على احتواء المعارضة وكل الطيف السياسي وتجاوز الأزمات الداخلية والخارجية، ما يجعله الخيار الأمثل والأفضل للبلاد والعباد.
لاشك عندي أن الرئيس سيعمد في مأموريته الثانية لمعالجة المشاكل الملحة للمواطن، وسيعمل على خفض أسعار المواد الأساسية التي تمس حياة المواطن.
لا أقلل من قدرات المرشحين الآخرين وطموحاتهم السياسية، وأرجو التوفيق لمن يفوز في الانتخابات الرئاسية، التي نأمل أن تتم في هدوء وسلام وأن يحترم الجميع قواعد اللعبة ويهنؤوا الفائز.