أنا عاصمة الغرق والانتظار، أرض الأتربة والغبار والمليون شاعر أو يزيدون... مهد التسكع الكوني نحو هوية البحر المحيط والدراعة والنهر والكثيب، وجنون الطفولة الديمقراطية المعلقة بحبل السراب على مقصلة التسول السياسي والحقوقي..
أنا عاصمة الرحيل الراحل والطمع المقيم، أنا القيم المخنوقة الوريد بيد المدنية الآثمة والعولمة المزمنة والتطور الرتيب..
طريقي طويل..ومسائي شاحب بلون المستنقعات والأفكار السياسية والثورة العجوز، وحضني دافئ رغم النزوح المنتحر على شواطئ ذاكرتي...
أنا عاصمة الماركات المسجلة ورجال الأعمال الجبناء، عاصمة رأس المال ورأس والوبال وعاصمة القمامة وغرب إفريقية وشمال الصحراء وفوق الأرض وتحت القمر ودون التوقعات دائما وأزلا...
أنا الشعر والبحر والسمك والصرف الصحي والبورجوازية الكاذبة الخاطئة، وأنا الصباح الكئيب بزحمة المرور وزحمة السرور والغرور، والمتسولين وباعة الدمع والوعود والكلام.. في جسدي ترسم الجراح جراحا جانبية ترفدها طعنات الزمن الموحش، وعلى وجهي تمرون بالليل وبالنهار أفلا تبصرون؟؟؟.
لست عجوزا لكن بعلي شيخُ ونائب وعمدة ورئيس، ولا يسكن الدر جحر ضب بطيب خاطره، ولا الضب يعرف للدر حقا، وهذا الجور طويل كالحنين، سافِر كالغروب على منكبي كل يوم..
بناتي أطهر لكم فلا تخزون في ضيفي، وهذه الأرض واسعة فانتشروا، كفاكم خناقا على شبه هذا الطريق العجوز وناصية الشارع المثخن بالقمامة والذكريات وتاريخ طويل من جغرافية التهميش...
"أن يجرح الغرقى يدا تمتدّ لتنقذهم من الغرق شيء، وأن يخرج الموتى من القبور ليأكلوك أو يدفنوك معهم شيء آخر." فاحملوا بقية أوهامكم عسى أن تنبت أحلاما في تربة أخرى، فهذا الملح ينهشي والمحيط ينادي..!!! [email protected]