تعتبر بلدية شمامه من أحدث بلديات ولاية الترارزة؛ فقد نشأت في آخر تقطيع إداري لوزارة الداخلية واللامركزية، وتقع في منطقة مشهورة بوفرة المياه وخصوبة الأرض، تلك الميزة التي لم يشأ الرؤساء السابقون أن تنعكس على سكانها، فظلت سمتها التهميش والفقر المدقع والعوم في سراديب الجهل وبَوارِح ويلاته مع جور بعض السلطات المحلية في تلك الحقب الخوالي، فلم يكن أهل شمامه في هذا البلد شيئا مذكورا رغم كثرتهم واختلاف ألسنتهم وألوانهم واصطفافهم في الانتخابات دوما إلى جانب مرشح الأغلبية، ولم تكن هناك أذان تصغي لطلباتهم، فقد كانت الأذان عنهم صم والأعين رُمد عمي لا تبصر إلا في موسم انتخابي يجلب معه وعود سراب تتبخر فوْر مضي يوم الاقتراع، ولا يجدون إلا صدى يُسعّر في أكبادهم نار الاكتئاب ودبورا تسفي عليهم بالشمال.
لم تكن شمامه تحيد عن ذلك الواقع منذ نشأة الدولة، ولم تلح فيها بُروق تغييره والثورة عليه بشكل يروق المواطنين ويلبي تطلعاتهم إلا مع مجيء رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي سالت مكارمه في هذه المنطقة أنهارا، فجاست خلال الديار وخُلّج القرى وغمرت رمال الأودية( لخشومه)، وقد تمثل ذلك في دعم المزارعين بشق القنوات المائية من قبل الشركة الوطنية "سنات" ومنح هبات مالية مع تأمين صحي لعشرات المحتاجين من ساكني البلدية وبناء مدارس وثانويات في تجمعاتها السكانية، إضافة إلى مجانية المياه في جميع القرى وصون كرامة الساكنة بمنع بعض الصائلين من الاستحواذ على أراضيهم وتقريب الإدارة ما أمكن منهم ممثلة في السلطات الإدارية والأمنية بالولاية ومقاطعة انتيكان، فضلا عن بعث الأمل في شباب المنطقة والدفع به في العمل السياسي إلى جانب مجموعات الأكابر بغية اكتشاف طاقات شبابية سياسية وفكرية واعية يتم بها تدعيم المنطقة وتمثيلها في مراكز صنع القرار تماشيا مع السياسة العامة للحكومة الرامية إلى الرفع من شأن الطبقات الأكثر فقرا وجعل أبنائها في مصاف الشباب الأكثر رقيا وتعليما.
إنه فيض من غيض من حقوق ساكني هذه البلدية على حكامهم وسلطاتهم المحلية ولا يمثل منها سوى وزن إبهام القضا، ولكنه في الواقع عناية وإنصاف لمجتمع طالما هدّه الفقر وثلّ هامته الحرمان رغم توفر لوازم الثراء والعيش الهنيء، وجميع المؤشرات والواقع تترجم مضي هرم السلطة في جعل هذه المنطقة قطبا تنمويا رائدا ينعم أهله بمختلف مقومات الحياة وهو ما جعلهم على عهد ثابت مع مرشحهم لفترة ثانية رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني؛ مرشح أحزاب الأغلبية، بما فيها حزبهم حزب الإنصاف، حزبهم الذي لا يبغون عنه حِولا ولا يرومون عنه محيصا، وسيبرهنون على ذلك وعلى قوتهم – كما هو دأبهم دائما- في الاستحقاقات الرئاسية القادمة ولا تمثلهم البته صرخات المرجفون في المدينة ومن حولهم من الأعراب الكافرين بنعمة ولي أمرهم وآلاءِ البلدية والمنتخبون والسلطات المحلية عليهم، سواء المنخدعون منهم بشعارات ممتطي صهوة جياد الشرائحية والغافلين سبيلا إلى المناصب والمال، أو غيرهم ممن يعزفون على وتر أنغام ستكشف لهم صناديق الاقتراح أنها محض سراب بقيعة يحسبونه لجة وهم بالبهاء بدله فائزون.
د. محمدو ولد همر
ناشط سياسي من بلدية شمامه، مكلف بمهمة لدى رئيس اللجنة الوطنية لشباب حزب الإنصاف.