تشتد المصائب ولا تخور العزائم، يتعرض أهل"الحق" لضربات موجعة ولابتلاآت مؤملة ويبقوا متمسكين بحقهم مُستمسكين بهديهم موقنين أن النصر ينتظرهم وأن الحق لا يهزم بل يستحق الكثير من التضحية والبذل من أجل أن تراه الناس
"حقا" ناصعا لا شائبة به وفي سبيل ذلك تكثر الإبتلاآت "ليميز الله الخبيث من الطيب" وليعلم المؤمن حقا من غيره.... في وسط المعركة وعنفوانها يظن "الظلمة" أنهم منتصرون لأنهم سيطروا ولأنهم تصرفوا بعدوانية لطمس "نور الحق" لكن من خارج المعركة تتراآى لك أمارات فشلهم وهوانهم والسخرية منهم...
"معركة مصر" الحالية من جملة تلك المعارك بين "الحق" و "الباطل" بين "الظلم" و "العدل"....طرفي المعركة غيرُ متساوون في القوة...منهم من يتحرك بقوة "مادية" بحتة ويُخيل إليه أنه المنُتصر الفائز بالمفهوم "المادي" السطحي وبمنطق المُفكرين بأمعائهم اللاهثين وراء رغباتهم "المادية" فهم "ماديون" في تفكريهم وفي ولائهم كانتصارهم المزعوم تماما.... الطرف الآخر من المعركة طرف يؤمن بالقيم والمبادئ أكثر من إيمان أولئك ب "المادية" طرف يتصرف انطلاقا من رؤية وفكر وعقيدة وقيم ومبادئ لذلك لا يلفتون إلى الخف ولا ينظرون إلا أمامهم...طرف يجمع بين التوكل والأخذ بالأسباب دون إفراط ولا تفريط...همهم الأكبر أن تعيش البشرية حالة من الرخاء يحكمها العدل الإسلامي والحرية بضوابظها الإسلامية...فهي ليست حرية "ماجنة" كما يريد البعض... في أول امتحان في مصر العربية انتصر "الإسلاميون" بانتصارهم للقيم والمبادئ والحرية الحقة وامتلاك الشعب إرادته واسترداده لكرامته...فشل "الماديون" حينما كفروا ب "الحرية" بعد أن كانوا أول المؤمنين بها قبل أن يتضح أن إيمانهم ذاك زيف ومراء...يؤمنون بها حينما تكون في صالحهم ويكفرون بها إذا أتت بغيرهم...كعابدي "أصنام التمر" يعبدونه "في حالة الرخاء" |حرية الماديين| ويأكلونه وقت الجوع.... سينتصر الحق على الباطل لا محالة وسينقلب الظالمون شر مُنقلب....تعرض الإسلاميون في منتصف القرن الماضي للسجن والنفي والإعدام فما زادهم ذلك إلا إيمانا بمبادئهم وأفكارهم وتشبثا بها ودفاعا عنها ووقوفا في وجه الظالمين...ستخرجون من السجون وتسطروا ابتلاءاتكم في كٌتب ومذكرات تستفيد منها الأجيال اللاحقة كما استفدتم أنتم "الجيل الثاني" من كتب "حسن البنا" "سيد قطب" ومحمد الغزالي وزينب الغزالى والهضيبي ووو....هذه المحنة لن تزيدكم إلا قوة ولن تزيد غيركم إلا إيمانا أنكم على الحق وللحق قمتم وفي سبيل رفع لواءه ابتٌليتم...
خيرُ شاهد على أن "الظلم" لا ينتصر على "الحق" أن مواطنا موريتانيا بسيطا في عاصمة غارقة ينتظر سيارة أجرة لمدة ساعة أو تزيد في "مجمع اكلينك" يتصل عليه ذووه مُستبطئين مجيئه ليرد عليهم عبر الهاتف : "أنا مازلت صابرا في ميدان رابعة العدوية"....لألتفت حولي هل أنا في رابعة حقا؟؟ لا أنا في نواكشوط وتحديدا في "اكلينيك" لكنها رمزية الأشياء وقيمتها...أصبحث "رابعة العدوية" رمزا لكل صمود، فرق العسكر "أهل رابعة" وبقيت "رمزية الميدان" شاهدا على صمودهم ووقوفهم في وجه الظلم ... وقفت في" ميدان رابعة العدوية" لمدة ساعة دون أن أشعر أنني أقف في "اكلينك"...