انواكشوط... الوحل وانسداد السبل / إسماعيل ولد أحمدو عبد الكافي

أظهر تساقط الأمطار هذه السنة فشل الساسة المتعاقبين على إدارة الحكم في موريتانيا في بناء عاصمة قابلة للتكيف مع الظروف المناخية الإعتيادية فكيف إذا طرأ ما هو غير اعتيادي لا قدر الله, هذه الحقيقة جسدتها الأوضاع المأساوية التي خلفها احتلال المياه والوحل للشوارع والساحات وحتى المنازل في انواكشوط هذه الأيام.

إن مدينة انواكشوط أنشئت وتشكلت أحياؤها العشوائية وشبه العشوائية التي تولدت عنها, في فترة اقترنت بالجفاف وانحباس الأمطار, وقد أقام المواطنون -وهم في الجل قادمون من البدو- أبنية تتجاهل أي احتمال لعودة المطر, والقادة إما منشغلون في حرب الصحراء في مرحلة إنشاء الدولة أو في البحث عن أسباب الثراء في عهود العسكر بلبوسها المختلف.

 

لا يخفى أن ما أصاب مدينة انواكشوط هذه الأيام ليس ناتجا عن غزارة كميات الأمطار بل عن قصور همم المسؤولين وتدني مقاييس أداء الخدمات والأشغال العمومية مشفوعا بعدم اهتمام المواطنين بالدراسات والإستشارات المعمارية.

إن تساقط أقل من 300 مم خلال ما انقضى من خريف هذا العام حول مدينة انواكشوط الفتية إلى مقابر وبرك ومستنقعات تسوء الناظر وتزكم الناشق وتلوث السبيل وعابريه كما تشل حركة المرور.

 

لقد غمرت المياه الملوثة أحياء العاصمة وركدت داخل بيوتات الفقراء واتخذتها مستقرا ومستودعا في انتظار أن يتدخل الصرف الصحي الذي ينتظر تدخل الهندسة العسكرية أو المدنية التي تنتظر تدخل الجيولوجيين الذين ينتظرون تنبؤات الفلكيين الذين ينتظرون أن يصبح المجتمع صالحا متماسكا وأن يحب كل فرد فيه لأخيه ما يحب لنفسه, ورجاؤنا أن تتوافر هذه الشروط قبل تطلع الشمس من مغربها وتتبدل الأرض غير الأرض.

 

24. سبتمبر 2013 - 13:25

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا